بقلم ميرفت ايوب “يوم في حياة عانس”

انهيت دراستي الجامعية وبلغت من العمر الثلاثين، ومرت ايام وايام وكونت سنين اضيفت الي عمري، دون موافقة مني، ليصبح خمسة وثلاثين، وللاسف. لم يتقدم او يطرق باب شقتنا من يطلب يدي، كما حدث مع بنات اقاربنا وجيرانناـ انا جميلة الشكل ،معتدلة القوام ، عينان واسعتنان، واذنان تلتقطان عبارات الاعجاب والغزل التي الفت سماعها اثناء خروجي من المنزل او عودتي اليه. كل يوم يطرق باب شقتنا _ صاحب العمارة، محصل الكهرباء، والمياه والتليفون واقساط المكيف، وكثيرون، لكنهم يطلبون كل شئ ما عدا يدي!! لقد اصبحت عانسا. لم اشعر يوما بالمرارة والاكتئاب مثل شعوري اليوم، فاليوم اكملت الخامسة والثلاثين بالتمام والكمال، اليوم عيد ميلادي، عيد ميلاد عانس. اليوم لا اريد عريسا، بل كل ما اريدة الا يتذكر ابي وامي انني اكملت الخامسة والثلاثين، ستبكي امي، وينقلب حال الاسرة الي جحيم من الحزن. دخلت حجرتي واغلقت بابها، واستغرقت في التفكير ما السبب _ ولماذا؟ اليس الزواج مسالة اجتماعية، ام بات مسالة اقتصادية،كالحصول علي فرصة عمل، او شقة بايجار معقول؟؟ وخرجت من هذا التامل باكتشاف ان الزواج اصبح مشكلة اقتصادية، تتاثر بالقرارات الوزارية، وارتفاع الاسعار والبطالة وصندوق النقد والموازنة العامة، والخصخصة، والنظام العالمي الجديد. اليوم ادركت الحقيقة الغائبة، ان تعطيل امر زواجي انا وكثيرات مثلي، لم يكن في ايدي الشباب،ولكن كان في يد الوزراء ورئيس الوزراء،لقد كان في كل قرار اصدروه، وفي كل قرار تاخروا في اصدارة، فالبطالة والخصخصةوالضرائب العامة والهروب باموال البنوك وشيوع الفساد وضريبة المبيعات وارتفاع اسعار حديد التسليح، هي اسباب عنوستي هذه. واليوم لا اريد عريسا، بل اريد وقف سيل القرارات والسياسات التي ستجعل من بلدنا بلدٱ للعوانس!! نشرت هذه القصة في اول سبتمبر 2002.

 

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات