ناصر عدلي في حوار مع صادق رؤوف عبيد بخصوص السفير البريطاني بالقاهرة

 

 

 

في يوم 15 مارس الماضي قام النائب العام المصري بالأمر في فتح باب التحقيق في البلاغ رقم 3182  الذي قدمه الدكتور أحمد نبيل الجنزوري وكيلاً عن الدكتور صادق رؤوف عبيد في حق السفير البريطاني بالقاهرة .

و الدكتور صادق يعمل حالياً كمدير طبي قانوني لعدة هيئات طبية بالولايات المتحدة الأمريكية.

و بالرغم كونه طبيباً بالمهنة إلا أن السياسة و القانون وحب مصر هم تراث عائلته الصعيدية التي يبدو أن سنين الغربة لم تستطع النيل من أصالتها في عروقه.

وبعد أن قامت الصحفية البريطانية لندا هيرد بعرض القضية علي الرأي العام الدولي في مقالة “جلف نيوز” إتخذت هذه القضية بعداً سياسياً جديداً.
وبقيام المستشارة الإعلامية سهير يونس الملحقة الصحفية السابقة بسفارتي مصر في لندن و برلين بنشر الموضوع في صحيفتي الدبلوماسي الدولية و” تريبيون الشرق” لم تعد القضية سراً .

بل أصبحت الحملة الإلكترونية المسماه “باي باي جوني” والغضب الشعبي المصري تجاه السفير البريطاني بالقاهرة ،قضية تهدد المصالح الحيوية لبريطانيا في مصر و الدول المجاورة .

و لهذا قمت بالإتصال المباشر مع الدكتور صادق رؤوف عبيد الذي رحب بالإدلاء بالحديث المبشر لموقع  المواطنة نيوز ووعدنى بالإجابة الصريحة عن أسئلتي .
و قد أخبرني الدكتور عبيد إنه بالرغم من مشاغله إلا أن قراءة موقع “المواطنة نيوز” المستمر هو ما يخفف عليه آلام الغربة.
وإنه منها يستقي  أخبار مصر بكل صدق ووضوح. وقد أفضي لي عن حزنه العميق  علي حال الصحافة المصرية في أيامنا هذه،  و قال بأسي عميق أنه لولا القلة من أمثال الدكتورة نائلة عمارة عميدة الإعلام المصري,, لوقع الشباب المصري كله  فريسة لمؤامرات جهات أجنبية تسعي لمحو الهوية المصرية و العربية.

وحين تختفي الهوية والإنتماء يسهل حرق البلاد بأيد أبنائها . هدفٌ يشعر الدكتور عبيد ، أن السفير البريطاني الحالي مازال يسعي لتحقيقه علي الأراضي المصرية.

و عن سؤالي الأول:

متي بدأت حملة “باي باي جوني” ؟ أجاب قائلاً :

” رغبتي في ترحيل السفير البريطاني بدأت في مارس 2015 ، بعد أن إستخف هذا الشاب الإنجليزي عديم الخبرة بالسياسة,,

و بمشاعر الشعب المصري بكلمات وزير عدلٍ أسبق. يوم كتب السفير البريطاني علي صفحته ، بإستهانة غير مسبوقة بوزير عدل دولة مضيفة ، يوم أخطأ وزير عدل وقاضً جليل في تعبيره عن عدم قبول المجتمع المصري بعد لصورة إبن عامل النظافة جالساً علي منصة القضاء. فإذا بالسفير البريطاني يتهلل فرحاً داخل جدران سفارته ، شاعراً أن فرصته قد حانت ليفتك بمشاعر المصريين.

وأن يشعل في مصر شرارة الفتنة التي أرسله دافيد كاميرون من أجلها. يومها كتب إنه شخصياً سيوظف في سفارته ابناء عمال النظافة.

هذا في الوقت الذي يأمر جون كاسون موظفيه بعدم منح الفقراء ،حتي فيزة دخول للأراضي البريطانية.

دق جرس الخطر في نفسي وعلمت أن في بيتنا ذئب متربص. و لأني من أبناء الصعيد فقررت أن “أرقد له في الذرة” أراقبه حتي يقع في خطأ قانوني أستطيع محاسبته عليه و المطابة بترحيله خارج البلاد.”

وعن سؤالى الثانى :
لماذا إستهدفت جون كاسون بالذات؟

” اجاب إنه جسد كل ما يرفضه المصريون بل و العرب أجمعين. جسّد صورة الأجنبي الذي يسير في الأرض مختالاً  ويتدخل في أدق شؤون أهل البلاد. شاباً أجنبياً حديث العمر و عديم الخبرة, أعلن نفسه وصياً ومعلماً حتي في أمور لا علم له بها أو دراية. وأنا ٍأستخدم مثلاً واحداً لشرح هذه النقطة.
فقد كتب علي صفحته أنه كان راضياً عن أداء خريجات الأزهر الشريف أثناء حوارهم مع وزير الخارجية في أمور تتعلق بالشريعة و القانون !

و حين قرأت هذا شعرت بحمل ثقيل علي قلبي. فقمت بالإتصال الفوري بأقرب الشيوخ الأفاضل لنفسي الشيخ أسامة السيوطي
رئيس جمعية الهداية الإسلامية بمدينة جرجا.

رجل فاضل و صديق قديم و لعائلته العريقة في الصعيد محبة صادقة ومكانة عظيمة وسألته عن رأيه فيما كتب السفير البريطاني.

فأرسل لي رسالة طالباً مني أن انشرها علي صفحتي “مصر مهد المحبة” وأوجهها للسفير البريطاني قائلا له فيها ”  إرحل” . فقد ساؤه أن يقوم بتقييم أداء خريجات الأزهر الشريف ، تلميذاً بريطانياً لا يستطيع أن يعرب كلمة متعالٍ أو متطفل. بل وأن ينصب نفسه حكماً في علوم الشريعة و القانون.

وقد صار من بعد ذلك الشيخ اسامة السيوطي نفسه هو أحد رموز حملة رحيل السفير البريطاني في الصعيد. فحين تصدر كلمة إرحل ومسببة من شيخ أزهري جليل له في صعيدنا هذه المكانة  فلا يمكن بعد هذا أن يدخل السفير بيتاً في جرجا مكرماً,, ولا أن يسير في شوارع الصعيد. بل لعله لو أصرت الخارجية البريطانية ، علي إبقاء السفير البريطاني في القاهرة دون تغيير ستضطر تريزة ماي إلي إختيار قائم بأعمال بريطاني  ، يتولي مصالحهاا في مدن الصعيد.
هذه عينة واحدة من العديد من الأخطاء السخيفة ، التي إرتكبها السفير البريطاني العديم الخبرة بطباع المصريين و تقاليدهم
منذ حلوله ضيفاً علي الديار المصرية. نحن شعب من يتواضع معنا نرفعه  ومن يعلن نفسه علينا بجهل معلماً نضعه في مكانه ونعيده الي المكان الذي منه جاء.

و أمور أخري كثيرة تتدخل فيها  لم يكن له بها أبسط علم و لا دراية.

أذكر أيضاً أن السفير البريطاني قد كتب علي صفحته  أن قانون تنظيم الجمعيات الأهلية المصرية غير دستوري. كتب هذا باللغة الإنجليزىة علي موقعه. وحين قرأت هذا بنفسي  ، تيقنت أن هذا السفير قد فقد كل قواعد العقل والمنطق. فجون كاسون ، دوناً عن جميع السفراء الإنجليز في مصر  السابقين له  ، لم يدرس العلوم السياسية ولا القانون  ، و لا أي فرع من أفرع الثقافة أو الحضارة المصرية.
أرسله دافيد كاسون من مكتب خلفي ، ونصبّه سفيراً علي المصريين ، ليحقق لبلاده وقتها ، أجندة شخصية لا تتفق ومصالح المصريين.

رحل دافيد كاميرون عن الساحة البريطانية  ، بل و رحلت بريطانيا كلها من القارة الأوربية بسبب تهور دافيد كاميرون و سوء تقديره للأمور. وبقي لنا نحن في مصرهذا السفير! ، مندوب سامي بريطاني يحاول بكل الطرق أن يحقق أجندة بريطانيا القديمة  وأن يجلب ربيعه السوري إلي الأراضي المصرية.

سفيرٌ عجز عن أن يري الحقائق علي الأراضي المصرية. صمم علي إسقاط ثورة الثلاثين من يونيو شعباً وحكاماً. ليطعمنا ثمار ثوراته في سوريا والعراق.

و قد يعجب البعض أني بينما كنت ” راقداً لهذا السفير في الذرة ” رأيته يرفع علم المعارضة السورية  علي أحد فيديوهاته من موقعه بالسفارة البريطانية بالقاهرة!

أي عرف دبلوماسي يسمح لسفير بريطاني بالقاهرة ,, أن يتدخل في الشأن السوري؟ أي ضمير يجعله يؤيد من سفارته في القاهرة نفس الجماعات و نفس الفكر الذي أودي بحياة نائب مصر العمومي الشهيد الصائم هشام بركات؟ واليوم يشتكي السفير البريطاني من أن خليفة المستشار الشهيد الصائم هشام بركات رحمه الله ، قد قرر النظر في جرائمه الشخصية.
(هذا الرأي ليس رأي الشخصي بل هو ما ورد في تحليل  الكاتب الأمريكي بن باراك عن أمر النائب العام المصري بالتحقيق مع السفير البريطاني بالقاهرة.) فقد ربط الكاتب الأمريكي بين واقعة إغتيال النائب العام المصري الأسبق الذي إغتالته ونفس القوي الآثمة التي يؤيدها صراحة السفير البريطاني في القاهرة.

موقفه في تحدي قضاة خلية الماريوت علناً سيبقي شاهداً عليه أمام قضاة مصر اليوم وغداً و أمام قاضي القضاة في أعلي سماه.

وعن سؤالى الثالث :

من المشاركين في هذه الحملة؟

أقول بثقة أن الرقم قد تجاوز الربع مليون. ويمكن الإحتكام الي رأي الصحفية البريطانية الدولية لندا هيرد في مقالها هذا الإسبوع في الجلف نيوز. و يمكن الرجوع الي مقالة واحدة بتاريخ 12 فبراير كتبت علي صورة السفير فيها: أقسمت بأهلي و أجدادي وبوطني أرض الأمجادِ سيرحل منها من كذبَ وأهان قاضٍ في بلادي فجاء الدعم الشعبي  علي تلك المقالة وحدها في صورة:
الفان وأربعمائة وسبعة و سبعين شير. وأثني عشر ألف تعليق بكلمة إرحل. و أشر بالموافقة  عدد ثلاثة و أربعين ألف مواطن مصري. كل هذا في مقالة واحدة! حاشا بالله أن أتخيل أن البلاغة ، أو الكلمات الوجدانية هي ما سببت كل هذا الفيض من مشاعر التأييد والثورة علي السفير البريطاني.
كل ما فعلته بنفسي أني لمست جرحاً في قلوب المصريين. شعبٌ لم يكن يري إلا الإعلام المصري المرتعش ، أو بأسفٍ أقول الإعلام المأجور.

إعلام يهلل للسفير البريطاني كل يوم  لأنه أكل الفول,, أو لأنه قد عقد العزم لتناول الفسيخ. مهازل مدفوعة رأيناها للأسف لا في قناة الجزيرة فحسب بل في كل صحيفة أو محطة إعلامية مصرية كانت تقبض من رعاة البقر  أو تقتات من رعاة السفير.

وعن سؤالى الرابع :

ماذا عن بلاغك الذي قدمه الدكتور أحمد الجنزوري؟
“البلاغ رقم 3182 -2017 ، إتهمنا فيه السفير البريطاني بالقاهرة بإرتكاب جرائم جنائية محددة. بصفته الشخصية لا بصفته المهنية. منها علي سبيل المثال جريمة محاولة تعطيل سير القضاء ومحاولة التأثير علي القضاة في إصدار أحكامهم وفي التعقيب عليها. أرفقنا ببلاغنا الأدلة الدامغة. منها علي سبيل المثال لا الحصر صورة حضور السفير البريطاني  بدون صفة قانونية ، محاكمة أعضاء خلية الماريوت. وصورة ما كتبه يوم صدور الحكم بالإنجليزية وترجمته أن مصر سيتدفع ثمن حكم القضاء اليوم داخلياً ودولياً.

هذاا التصرف مُجرّم في قانون العقوبات المصري. هذا إذا قام به مواطن مصري فما بالك إذا كان هذا المواطن أجنبي كل ما يحمل هو تصريح إقامة مؤقتة علي الأراضي المصرية؟ هذه جريمة جنائية و ليست سياسية.

أيضاً كان هناك شق من الجرائم يتعلق بما أورده الصحفي الأمريكي بيتر هسلر في مقاله المنشور في أمريكا في يناير الماضي.

المقال بالكامل تم تسليمه بيد محامي مصر الأسد الجسور الدكتور أحمد نبيل الجنزوري إلي مكتب المدعي العام المصري.

لعل أخطر ما في المقال هو ما نقله بيتر هسلر قائلا أن جون كيسون هو من أعطاه بنفسه تلك المعلومات. معلومات تخص الجيش المصري وتسئ اليه. فقيام أي مواطن بريطاني بتسليم مثل هذه المعلومات الي صحفي ينتمي لدولة ثالثة و هي الولايات المتحدة الأمريكية هي جريمة يعاقب عليه القانون المصري. ما فعله الصحفي الأمريكي ليس مجرماً أما ما فعله جون كيسون فهو جريمة. أيضاً قول جون كاسون لبيتر هسلر أن عدد من ماتوا من الجنود المصريين في عامين فقط قد قارب ضعف عدد جميع ضحايا الجيش البريطاني في حربه مع أفغانستان أمرٌغير مقبول صدوره من أي سفير.

تفاصيل هذه النقطة كتبتها في مقالة بعنوان “رسالة من لواء مصري الي السفير البريطاني” اللواء الذي أملي علي تلك المقالة هو اللواء حمدي عبد الستار. بطل مصري قدمت أسرته ثلاثة شهداء من أجل مصر. ساءه ما قاله السفير البريطاني. و بعد يوم واحد من نشر رسالته قامت قوي خفية برفع المقالة من صفحة “مصر مهد المحبة”. و تجميد حسابي الشخصي تحت زعم أني قد خالفت آداب صفحة الفيس بوك !

وقتها قمت بالإتصال بإحدي صقور مصر الناعمة الأستاذة نورا بلال  التي تداركت الموقف مصرياً. لم ينم لها جفن حتي أعادت نشر المقالة في الصحافة المصرية الحرة. لا يسعني في حربي مع السفير البريطاني في إظهار الحقائق توصيل المعلومات إلي الشعب المصري إلا أن أشكر إبنة مصر الإعلامية الشجاعة نورا بلال علي وقوفها معي حتي يومنا هذا ملاكاً حارساً و صقراً لا ينام
في مواجهة جبروت السفير البريطاني في مجال نقل المعلومات.

وعن سؤالى الخامس :
نعلم أن والدك كان أستاذا للقانون الجنائي وأحد المعلمين البارزين في أكاديمية الشرطة .فماذا عن الحصانة الدبلوماسية؟
بإختصار الحصانة الدبلوماسية قد تعطل بعض الإجراءات ولكنها ليست أبداً ترخيصاً لصاحبها بمخالفة القوانين المصرية. والحصانة ممكن أن تعطي اي سفير الفرصة للهروب خارج البلاد  ولكن لا يمكن لأجنبي إن إستخدم كارت الحصانة أن يظل سفيراً لهذه الدولة بعد ذلك. السفير البريطاني يعلم جيداً أنه في اللحظة  التي سيستخدم فيها كارت الحصانة  سيكون قد قدم أوراق خروجه من مصر ، بل وخطاب إستقالته من الخارجية البريطانية فينفس الوقت .

وعن سؤالى السادس :

هل محاربتك السفير البريطاني هي إستكمالاً لدور عمك الكبير مكرم عبيد في محاربة الإنجليز؟

“سمعت هذا من بعض أصدقائي الإنجليز المقربين أيضاً الدارسين للتاريخ المصري الحديث. ولكن الحقيقة هي أن مكرم عبيد

كان يتكلم بالخير عن الإنجليز مع والدي رحم الله الجميع. كان يفصح إنه لم يحاربهم كشعب ولكنه حاربهم كجيش إحتلال.

بل كان يقول أن الإنجليز و المصرينن تجمعهم صفات كريمة مشتركة. ومن بعدهم أنا أدعو الشباب المصري أن لا ينزلق الي المشاعر المعادية للشعوب الاخري. فحين نفعل ذلك نظلم الآخرين ونعزل أنفسنا عن قلوب الآخرين بل ونبرر عداوتهم لنا إذا نحن بدأنا بعداوة الشعوب. و قول السيد المسيح واضح: “كل ماتريدون أن يفعل الناس بكم إفعلوه هذا أنتم أيضاً بهم.” وأنا أدعو الشعب المصري أن لا يعادي أو يهين الشعب البريطاني وأن يبادله المحبة الصادقة التي أعلم أنها في قلوب الكثيرين. بل وأن يتعاون مع السفير البريطاني القادم قريباً بإذن الله . طالما كان السفير الجديد ملتزماً بالقواعد الدبلوماسية و الأصول المهنية وطالما لم يجعل من نفسه حصان طراودة في بلادنا الآمنة. السفير الجديد إن تواضع سنكرمه وإن صار في طريق من سبقه فستكون زفة رحيله بنفس الفرقة الشعبية التي ستكون قد أحيت حفل الرحيل المرتقب.

وعن سؤالى السابع :

ما قصة التجميد المتكرر لحسابات المحررين علي “صفحة مصر مهد المحبة” ؟

ذكرت لك قصة مقالة “رسالة من لواء مصري الي السفير البريطاني”وهذا الإسبوع إختفت “بفعل فاعل” أو “بقدرة سفير”

مقالة فيها مدحت فيها الصحفية البريطانية لندا هيرد. مقارناً بينها و بين السفير البريطاني الحالي. وقد إحتفظت بأصل المقالة
حتي أقدمه للجهات القضائية المصرية والفيدرالية إذا لزم. بل أدعوك بمتابعة ما سيحدث إذا حين أقوم بربط لنك لحواري معك
هذا علي صفحة “مصر مهد المحبة”. السفير البريطاني في مصر الذي جاء مبشراً المصريين بالديمقراطية  لا يتحمل أن يكون هناك صوت عالٍ معارض علي صفحات التواصل الإجتماعي. راقب سلوك معاونيه فور وصول قراء مقالك هذا إلي الالف الأول.

سيتصل مباشرة بإدارة الفيس بوك ليقول أننا قد تجاوزنا ال “Facebook Community Standards” و يعمل علي وقف إنتشار هذه المقالة أو تجميد حسابي و حساب سيادتك. هذه هي الديمقراطية في عهد جون كاسون. موضوع أشار إليه الأستاذ أسامة كمال حين إشتكي علي الهواء من محاربة جون كاسون الضروسة له ومن منعه من توصيل رسالته حتي لوفد مجلس العموم البريطاني.

جون كاسون سفير يحث علي الديمقراطية في وجه الحكومات العربية وينهي عنها إذا كانت معارضة له. لم تسلم من نفوذه حتي مقالتي في مدح إبنة وطنه الأستاذة لندا هيرد.

وعن سؤالى الثامن :

ماذا عن ذهاب السفير البريطاني للكاتدرائية بالأمس؟

أشكرك لطرح هذا السؤال الحساس. أرجو أن أكون واضحاً و من قلبي أني مؤيد بدون تحفظ جميع الخطوات التي إتخذها قداسة البابا. فطالما كان طالب الزيارة الأجنبي يحمل كارنيه سفير سيعامله بما تقتضيه القواعد و البروتوكولات المتعارف عليها.

و قداسة البابا ليس الجهة التي تقبل أو ترفض قبول إعتماد أوراق أي سفير. بل من الناحية الروحية أيضاً السيد المسيح نفسه لم يرفض القبلة الغاشة التي جائته من يهوذا. فموقف قداسة البابا موقف سليم مائة في المائة في قبول الزيارة. وإن كنت أستغرب من السفير طلبه القيام بهذه الزيارة و في هذا التوقيت بالذات. فقد تقدم بطلب هذه الزيارة مباشرة بعد ثمانية قرائته لمقالة لندا هيرد عنه في الصحافة العالمية.

والتي ذكرت فيها أن هناك إستياءاً من الشعب القبطي من الدور الذي لعبه السفير البريطاني في الشارع المصري. و قد ذكرت فيها أن مشاعر الأقباط نحوه صارت غاضبة بشكل ينصحونه فيها بعدم حضور الصلوات معهم. فكان رد السفير بأن طلب بالإسراع بهذا اللقاء وصمم علي أن يصور نفسه مع البابا وهو يسلمه ما يشبه وثيقة الأمان كعهد أن لا تكون بريطانيا بعد اليوم مساندة للإرهاب.

فجسد السفير بنفسه قول العرب:”كاد المريب أن يقول خذوني.” !

وعن سؤالى التاسع :
ما النتيجة المتوقعة لحملة “باي باي جوني” ؟

أشعر بصدق وإرتياح هذا الأسبوع أن الحملة قد جاءت بثمرتها الأولي. فبعد تقرير لندا هيرد المباشر للخارجية البريطانية الذي نشرته الصحيفة الدولية “جلف نيوز” والذي قرأته جميع السفارات الغربية العاملة فى العالم العربي إنهارت أسطورة السفير الذي لا يكذب. وقد يظل السفير البريطاني متماسكاً حفظا علي ماء الوجه ولكن لا يمكنه أن يهرب من الواقع الذي أصبح معلوماً لدي كل المتابعين للمصالح البريطانية في مصر.

هناك أكثر من ربع مليون مصري بشهادة مستقلة من صحفية دولية بريطانية قد كتبوا له طالبين الرحيل. وأنه قد صار موضع تحقيق من النائب العام المصري بأعمال مجرمة القوانين المصرية.

سفير يرفض بعض الوطنيين المصريين حضوره في أماكن عملهم لحين إنتهاء التحقيقات معه. هو في الأراضي المصرية اليوم سفير مع وقف التنفيذ.

يمكن مراجعة الموقف الوطني الذي قام به الدكتور عصام عزت البكل  هذا الإسبوع. فقد رفض دعوة جون كاسون للحضور في إحتفالات الأكاديمية العربية للعلوم و النقل البحريحيث أن الأكاديمية تابعة  لجامعة الدول العربية.

مقاطعته لدعوة السفير البريطاني ، لقد تلقاها الشعب المصري بأكثر من ألف رسالة شكر وجهوها للدكتور عصام عزت البكل  موجودة علي صفحة مصر مهد المحبة  بتاريخ 23 أبريل الجاري. و في نفس هذا الرسائل نداءات متكررة  تطالب بإستقالة أي مسؤول مصري يقابل السفير البريطاني الحالي لغير ظروف الضرورة القصوي.

هل بعد كل هذا لا يمكنني إلا أن أقول أن حملة “باي باي جوني” قد نجحت في الغرض الذي دُشنت من أجله.

و هو إعلان أنه لا سفير أحنبي بعد اليوم  سيتدخل في الشأن الداخلي  المصري ويهين قضاتها أو يستهين بهم.

قضية بقاء السفير البريطاني في مصر لم تعد مسألة كرامة مصرية بل مسألة الحفاظ علي ما تبقي من هيبة بريطانيا في العالم.

السفير مفروض أن يكون في الدولة المضيفة ، و اليوم رأي العالم أجمع أن المصريين قد  ردوا علي السفير البريطاني إهانته مضاعفة ومازالت الخارجية البريطانية عاجزة عن تدارك الأزمة. صراعٌ كلما طال كلما فقدت بريطانيا المزيد من أي رصيد كان لديها في الشارع المصري. والعرب جميعاً صاروا يشاهدون حال السفير البريطاني اليوم في الشارع المصري.

وعن سؤالى العاشر والاخير :
بماذا تنصح المصريين في المرحلة القادمة؟

أنصحهم و انصح نفسي أن لا نقبل بعد اليوم  تدخلاً أجنبياً في الشؤون العربية. نختلف كأشقاء فيما بيننا و لكن كفانا ما جلبوه علي بلادنا سفراء تدعي حماية الشعوب والأقليات وتفتك بالأوطان تحت مزاعم حقوق الإنسان والحريات.

رأينا السفير البريطياني في مصر لا يقبل نقداً في مقالة ولا يقبل رأياً مخالفاً أو صوتاً معارضاً .

رأينا الذئاب ترتدي ملابس الحملان وتؤذن في الناس للصلاة وهم لا يؤمنون بربٍ أو إله. بالحق لا أعني بهذا الكلام سفيراً محدداً و لا دولة واحدة. أدعو اليوم كل مصري أن ينظر في عيون أشقاءنا في سوريا و ليبيا و العراق. تلك البلاد الجميلة و الحضارات العريقة. بلادٌ فتحت أحضانها لأغرابٍ وغرباء فخربت الديار وسالت الدماء .

فصار الرجال ما بين لاجئ و قتيل. وصارت النساء بين أرملة وثكلي. وأطفال العرب اليوم مسلمين و مسيحيين صارخين اللي الله

، غريب غرر بهم و قريب تعاون معه. أدعو شبابنا أن يصلح دياره بنفسه بلادٌ أسسها الله بيده مبدعاً لن تستصلحها اليوم سواعد الإنجليز.

نصيحتي لا أن نطرد جوني وحده من ديارنا ، بل أن نطرد كل جوني تسلل الي عقول و مشاعر أبنائنا . هذه دعوتي بل هذه هي صلاتي .”

وبهذه الكلمات إنتهي حواري مع الكتور صادق رؤوف عبيد ، الذى شعرت بصدق كلماته  وتمنيت له ولمصر كل الخير و السلام.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات