ما هي الرسالة من تخصيص جوائز أهرامات ذهبية وفضية للمواطنة ؟

جرجس بشرى

بقلم_جرجس بشرى

سعدت سعادة بالغة بالفكرة التي أطلقها ودعا إليها وأسسها المُفكِر الإقتصادي المصري ” ناصر عدلي محارب ” منذ عدة شهور لتخصيص جوائز ذهبية وفضية عبارة عن أهرامات لعدد من الكتاب والمفكرين والإعلاميين والشخصيات المهمومة بتأصيل فكرة المواطنة في مصر ،فالفكرة في حد ذاتها ودون الدخول في تفاصيل اللجان التي تم تشكيلها لإختيار الفائزين على المستوى المحلي والدولي ، جديرة بالإهتمام والوقوف أمامها وتحليلها ، حيث أن الصديق العزيز ناصر عدلي محارب من الشخصيات المهمومة بدعم وترسيخ المواطنة في مفهومها الواسع ، لأن المواطنة من وجهة نظري لأيمكن اختزالها ــ أبداً ـ في مطالب تخص أصحاب فئة دينية أو مذهبية أو عرقية معينة في بلد ما ، فهذا الإختزال والتسطيح والرؤية الضيقة لمفهوم المواطنة يجعلها كالدبة التي تقتل صاحبها أو تندرج في رأيي تحت شعار ” ..من المواطنة ما قتل ” ، خاصة وأن المواطنة في مفهومها وجوهرها الحقيقي تعني المساواة الكاملة وغير المنقوصة بين المواطنين في الحقوق والواجبات ، ودون تمييز على أسس دينية أو عرقية أو مذهبية أو طبقية ، فعندما نرى أبن رجل النظافة يوما قاضيا أو في كلية الشرطة أو الحربية أو .. أو.. نقول أن هناك مواطنة حقيقية ، وعندما نرى المرأة تتبوأ أعلى المناصب القيادية والحساسة في الدولة نقول أن هناك مواطنة حقيقية ، وعندما نرى ذوي الإعاقة لا يحرمون من حقوقهم الأصيلة في وطنهم ، والموظف الكفء سواء كان مسلما أو مسيحيا لا يتم استبعاده من الترقيات والمراكز الحساسة والقيادية لأنه رفض يدفع رشوة أو يجيب واسطة ليأخذ الوظيفة فاشل ومتسلق وغير كفء بدلا منه نستطع أن نقول أن هناك مواطنة حقيقية ، وعندما يشعر الموظف المظلوم أن حقوقه ترد له بقوة القانون من بعض ممن ظلموه من المسئولين الكبار ، وأن القانون يطبق على الجميع وأن الفاسد لا يكافأ على فساده لسوف نبصم بالعشرة ونؤكد أن هناك مواطنة حقيقية ، والحق أقول أن كل المخططات التي استهدفت دول الربيع العربي كان جوهرها استهداف وضرب المواطنة أو بمعنى أدق الدولة الوطنية في مقتل لإشاعة الفوضى والقهر والإقتتال الأهلي والحنق والتحريض على مؤسسات الدولة لاسقاطها بنيران صديقة ولكن هذا المخطط سقط سقوطا مروعا تحت جزم المصريين ، وما زال الرئيس عبد الفتاح السيسي يبذل جهودا لتأصيل ودعم فكرة الدولة الوطنية التي كانت من أهم اهتماماته حتى في دراساته ، وهو ما يتطلب التفافا شعبيا حول الرئيس لتأصيل الفكرة ،وهو ما فعله ” ناصر عدلي محارب ” في مبادرته وفكرته لتخصيص جوائز ذهبية وفضية للمواطنة عبر لجنة من مائة شخصية في كل المجالات تختار من تراه مستحقا لهذه الجائزة من وجهة نظرها ، كما أن جعل الأهرامات بطلا للجائزة فكرة عبقرية تؤكد على أن المواطنة فكرة مصرية أصيلة من عهد الفراعنة وليست دخيلة على مصر التي علمت العالم وألهمته بتميزها وحضارتها المتوغلة في جذور التاريخ ، كما أنها ترويج سياحي لمصر ، إلا أنني هنا اتوجه بنداء إلى الصديق ناصر عدلي محارب وهو أن دعوتك وفكرتك لتخصيص هذه الجائزة رائعة وهي تعتبر بمثابة عرفان بالجميل لكل كاتب أو إعلامي أو سياسي أو طبيب أو مهندس أو فنان ناضل لتأسيس وتكريس المواطنة ودافع عنها بكل ما أوتي من قوة ، ولكن هذه الجوائز وحدها لا تكفي بل أن تكريس فكرة المواطنة يتطلب منكم ومن غيركم تأسيس صالونات أو منتديات ثقافية دورية بمؤسسة موقع المواطنة نيوز الذي تترأسه لدعم المواطنة وخلق افكار خلاقة ومشروعات قوانين تخدم الدولة الوطنية المصرية ، بل يجب ايضا تأسيس نشرات دورية وطبع كتيبات أو كتب أو مقالات دورية يتم جمعها بصفة دورية في كتاب تناقش فكرة المواطنة والتحديات التي تواجهها وكيفية تطبيقها ، بل وترجمه هذه الكتيبات للغات مختلفة ، كما يجب أن تكون اختيارات لجنة المائة ليست هي الحاسمة وحدها بل يجب أن تعرض الشخصيات التي تم اختيارها من قبل لجنة المائة في استفتاء على الجمهور في موقعكم أو بأي وسيلة ، لأن هذه اللجنة ليست منزهة أو معصومة وربما يكون هناك اختيارا وفقا للهوى ـ هذا وارد ــ ، ومن حق الجمهور والرأي العام أن يعرف اسماء لجنة المائة وتاريخهم وأعمالهم وأفكارهم وكتاباتهم هل تتسق مع قيم الدولة الوطنية أم لا ، وهل شاب تاريخهم شائبة معينه تؤثر على سمعة الجائزة ، فالإختيار في التدقيق ضرورة وواجب وطني ، وخالص الامنيات لكم ولكل الفريق وأعضاء اللجنة بالتوفيق في خدمة الدولة الوطنية التي نرجوها ونناضل من أجلها حتى النفس الأخير .

المفكر / ناصر عدلي

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات