منى فؤاد تكتب للموطنة نيوز لاتقربوا النساء

لا تقربوا النساء ربما يظن البعض من عنوان مقالي هذا أني أكتب عن مناصرة المرأة، وحقوقها في الحرية، ومكانتها في مجتمع ذكوري، وحقها في حرية إتخاذ قرارها، وإختيار مصيرها بيدها، وتوليها لمناصب حساسة دون ان يقال: ( لنْ يفلحَ قوْمٌ وَلوْا أمرَهمْ إمرَأَةً ) وإن كان كل هذا حلم بعيد راود جميعهن لكن الأمر أصبح أخطر من هذا بكثير تقلصت أحلام المرأة من العامة إلى الخاصة، والخاصة جدا تقلص حلمها ٱن تسير في الشارع بحرية دون أن يمس جسدها أحد،.

أصبحت تتمنى بل وتحلم أنها ولو تقدر أن تتحكم فيما ترتدي، ولكن حتى ملبسها بدى يتحكم فيه رجل،. فإن تحرش بها رجل في الطريق العام سواء باللفظ أو بالفعل إتهموها بأنها هي السبب لأنها ترتدي ملابس كذا، وكذا، وإن كانت إمرأة إجتماعية تتكلم وتعرض أرائها يقولون أنها تحاول لفت الأنظار إليها وإن تجملت،. فحتما ولابد أنها تتجمل لرجل، وليس لإن طبيعتها الإهتمام بجمالها أتذكر حادثة حلف اليمين لوزيرة إمرة، وأقول حادثة لأنها هكذا بالفعل،. كانت ترتدي نصف الكم امام رئيس البلاد،.

قامت الدنيا عليها، واتهموها بالخلاعة، وكانت حديث الشعب كله، وانتقدوها نقد لازع، وكأن من يحكم الوزارة هو النصف كم وليس عقلية تلك المرأة. الجميلة أتذكر أيضا حادثة المحافظ الذي ظهرت معه زوجته، واتهموها بأقذر الإتهامات، وقد أقيل زوجها لهذا السبب وهناك ايضا حادثة لكاتبة مشهورة ظهرت في إحتفال لإحدي المجلات بفستان، وبجانبها داعية إسلامي، وأتعجب أن الشعب قام بإلام هذا الداعية لمجرد أنه ظهر بجانب إمرأة جميلة ترتدي فستانا، وكأن الفستان سوف يفتنه، وينقض وضوؤه.

الكثير والكثير من حوادث الخطف والإغتصاب يتهمون فيها المرأة أنها هي السبب إلى هذا الحد وصل حال المرأة في مصر بعدما كانت المرأة المصرية حتى أواخر الستينات تمشي في الشارع بالفستان والجيب دون أن تسمع لفظ جارح. ثقافة تسربت إلينا دون أن نشعر بها،. أتت إلينا من بلدان تعتبر المرأة عورة،. تعتبرها إناء لمتعة الرجل،. مجرد قطعة كبيرة من القماش تسير على الأرض كي لا تفتنهم، وحتى قطعة القماش هذة لم تسلم من تحرشهم بها. لا شأن لي بالزي الديني، ولكني أتحدث عن أخلاق تاهت وضاعت منا تحت مسمى التدين. كم من مرارة تتجرعها المرأة المصرية يوميا في الشارع بسبب رجل غير مسؤل؟ بالله عليكم لا تقربوا النساء.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات