منى فؤاد تكتب لمن ﻻ يعرف فاطمة ناعوت

 

عرفتها منذ عشرة سنوات تقريبا
كنت كالطفل الذي يحبو في عالم القراءة
وﻻ أنكر جهلي وثقافتي الضحلة وقتها
كنت أقرأ لها من بعيد وكان إعجابي بها كأمرأة قوية يزداد يوما بعد يوم، وتمنيت أن أصبح إمرأة قوية مثلها وأن أتتلمذ على يديها
وشاءت الظروف وتعرفت عليها وعرفتها عن قرب وعشنا معا سنين طوال، وكنت كل يوم أكتشف جمال قلبها على المستوي الشخصي
تعلمت منها ما لم أتعلمه في دور العبادة عن المحبة العملية والعطاء بلا مقابل وبلا حدود والبذل من أجل اﻷخر
عشت معها في أحلك الظروف التي تمر بها مصر.
ولمست وطنيتها وحبها لمصر ما لم أجده فيمن ذكرهم التاريخ؛ أحببت مصر من خلال ناعوت تعلمت منها معنى الوطنية بشكل مختلف عما كنت أعتقده
مشينا معا في مظاهرات ضد اعداء الوطن منذ عهد مبارك وحتى عهد الإخوان.
وقفنا معا وقفات إحتجاجية ضد من كانوا يدعون الوطنية الزائفة؛ نزلنا سويا كل اﻻستفتاءات لصالح مصر؛ نجاها الله من عدة اغتياﻻت كانت تستهدفها وكنت دائما إلى جوارها وهي تسير في الشوارع دون حماية وتقود سيارتها بنفسها دون خوف رغم التهديد الدائم لها من الإخوان والمتطرفين ورغم وجود اسمها على قائمة هدر الدم التي رفعها الإخوان في رابعة. رغم كل هذه الترصد بحياتها رفضت تعيين حراسات شخصية لها أو بودي جارد أو حمل أي سلاح مرخص لحماية نفسها وقت الخطر حتى أن أحد قراءها في أمريكا أرسل لها هدية صاعق كهربائي صغير تحمي بها نفسها فضحكت وألقت به وقالت: أن أُقتل أفضل ألف مرة من أن أؤذي أي إنسان أو أي روح.
تعلمت منها الوقوف أمام كل باطل على المستوى العام والمستوى الشخصى
رأيت بعيني من حاول أن يشتريها بالمال والمناصب ليشتري سكوتها عن الحق، ولكنها كانت ترفض بشدة وتقوم بطردهم، فكانوا يعادوها ويقومون بتشويها وتشويه سمعتها.
كنت أتعجب كلما وجدتها ترفض الحياة الرغدة غلى أن تصمت و”تمشي جنب الحيط” لكني وجدت أن هدفها اسمى من مال الدنيا ومن حق الحياة نفسها.
ولأنني مديرة مكتبها كنت أتلقى تليفونات استغاثة من الناس فكانت ﻻ تتردد في مساعدتهم بكل الطرق الممكنة ومن قوت يومها كانت تساعد المحتاجين.
ناعوت ﻻ تتردد في مساعدة حتى أعدائها
كنت دايما أسألها في دهشة: ازاي هتساعدي الشخص ده؟ انت نسيتي كتب عنك ايه؟!
تقولي: مش فاكرة حاجة غير إنه في أزمة واني أقدر أساعده. ما الفائدة في ان أحب من يحبني؟ اﻷجمل ان تقدمي محبة لأعدائك.
وكنت أخجل من نفسي.
فاطمة ناعوت: ﻻ تتردد في زيارة الملاجئ، ودور المسنين ومساعدة ذوي اﻹحتياجات الخاصة.
فاطمة ناعوت: لم تترك بيت لشهيد من الفقراء إﻻ وقامت بتعضيد اهله والشد من أزرهم.
فاطمة ناعوت: لم تترك مظلوم إﻻ ونصرته في مقاﻻتها ومواقفها.
فاطمة ناعوت: هي من يقال عنها “ونسيت أني إمرأة” من أجل أهداف أسمى من كونها مجرد إمرأة.

بقلم/ منى فؤاد

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات