ماجد ملاك يكتب الشيخ سالم عبد الجليل والتنكيل بأتباع الانجيل

ماجد ملاك

لم يفاجئني ما قاله الشيخ سالم عبد الجليل عن تكفير المسيحيين او عن انها عقيده فاسدة، ولم اندهش لدفاعه عن منطقه.

فهو له ان يعتقد ما يعتفد، و من صميم حقه ان يؤمن بما يؤمن، وبالتالي فإن اعتقاده ان كل من لا يؤمن بعقيدته هو انسان خاطيء مصيره جهنم،هو رأي شخصي لا ضرر منه ولا ضرار، ولا لوم مطلقا علي فكره، فاذا حدث غير ذلك فنحن بهذا نطلب من جميع الناس ان تؤمن بجميع الاديان وهذا بالطبع منطق غير واقعي وغير قابل للتطبيق.

ولكن ما يزعجني هو التالي:

1. ان معني “كفر” هو انكار وجود الله وعدم الايمان به، وهو ما يتنافي تماما مع العقائد السماوية التي تؤمن بوجود الله الواحد، وبالتالي فإن توجيه لقب كافر بانسان يدين باحد الاديان السماويه هو اختراق غير مصرح به لعقيدة الاخر.

2. ان كلمة “كافر” تعطي “للمطلق عليه” شعورا بالتحقير والتدني بينما تعطي انطباعا للعامه بالتجنب والتنحي عن المعاملات الطبيعيه الانسانيه عن “الكافر” وهو ما يزرع مشاعر سلبيه بين الانسان واخوه في الانسانيه، وبالتالي يعطي شعورا بالنفور والتجنيب مما يؤثر بالسلب علي العلاقات الانسانيه بين الاخوه في الوطن، بين الطلاب في المدارس والجامعات وبين الزملاء في العمل و تظهر جلياً في المعاملات الحياتيه اليوميه الاخري المختلفه.

3.الموضوع يحتاج الي المنطق وتغليب العقل، فقبل شريعة موسي كان الذي يحكم العالم هو شريعة الضمير، فالانسان بضميره يستطيع ان يميز بين الصواب والخطأ، وهو شيء غريزي لا يحتاج دين، فالإنسان بالطبيعه والضمير يعرف ان القتل خطأ، والزنا خطأ، والكذب خطأ ، والكره خطأ وبالتالي العكس صحيح، فهو يعلم ان المحبه صواب، والصدق صواب ، والامانه صواب، وتقديم الخدمه للاخر صواب …. الخ اذن لست احتاج الي مرجع ديني لكي اقدم محبه لانسان اخر، او لكي اعطيه امانا واطمئنانا وسلاما. وعندما اصدر من فمي رأيا قد ينشر البغض والكراهيه والنفور بين البشر فهذا لا يرضي الضمير الانساني وبالتأكيد لا يرضي الله.

4. من متابعتي للموقف الاخير استوقفني استنكار خالد صلاح لما صرح به الشيخ سالم، وسبب استنكاره هنا لم يكن لتكفير المسيحيين وانما كان لتوقيت هذا التكفير! وكأن نشر البغض و الكراهيه بين البشر يصح في اوقات معينه و لا يصح في اوقات اخري!! 5. دعنا نُحَكِم المنطق مره اخري، ماذا يقدم المسيحي يضر به الانسانيه؟ بل ماذا يقدم البوذي او الهندوسي او الملحد!!! طالما لا يضرني فلماذا استعديه؟ طالما لا يقتلني فلماذا اضره؟ طالما يقدم لي كل سلام ومحبه فلماذا اضع حاجزا بيني وبينه؟ .

حقيقة ان ما يحدث ويثار الآن هو مستجد علي المجتمع و خطورته تكمن في تأثيره السلبي خاصة علي الاطفال والشباب غير المدرك.

لقد تربيت مع اخوتي المسلمون ولم نضع اي منا تقييما للاخر علي مستوي ايمانه او عقيدته، بل كان ودا وحبا متبادلا علي المستوي الانساني، وهو مبدأ هام في التعامل الانساني حتي الان.

لا تحاكموا الشيخ سالم لازدرائه الاديان … بل حاكموه لازدرائه الانسانيه!

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات