للإمانة_وللتاريخ “1” لولا “علا غبور القبطية مكنتش 57357 تم بنائها .

السيدة علا لطفي زكي .. الشهيره بعلا غبور .. مصرية اصيلة من نساء مصر .. وهي احدي رائدات العمل الخيري ومؤسس جمعية أصدقاء أطفال السرطان بالسيدة زينب وامين عام مؤسسة مستشفي سرطان الاطفال ٥٧٣٥٧، وواحدة من النساء اللاتي قام هذا المستشفي العظيم علي اكتافهن..
وعلا غبور تعتبر نموذج إنسانى فريد وبديع لشخصية جميلة شكلا وروحا وقلبا وعقلا، ورغم أنها من الشخصيات التى تعمل بتفانى وإنكار للذات وتهرب من الأضواء ، إلا أنها كانت فى بؤرة اهتمام الكثيرين من محبيها .. إن علا لطفى زكى الشهيرة بعلا غبور تنتمى إلى نوع من البشر نادر الوجود فى العالم كله وخاصة فى منطقة الشرق الأوسط .. فهى بصدق أيقونة إنسانية ..
بدأ حلم علا غبور لبناء مستشفى سرطان للإطفال عام 1999 حين تم وضع حجر الأساس لهذا المستشفى العملاق التى صارت اليوم أكبر مستشفى لسرطان الأطفال فى العالم ..
كانت علا غبور هى المحرك الرئيسى وراء إنشاء مستشفى سرطان الأطفال وقد تبنت الفكرة من بدايتها ودفعت أول مليون جنيه لعمل دراسة جدوى عن المستشفى لمكتب دراسات أمريكى.. وكان رقم ٥٧٣٥٧ الذى اطلق على المستشفى هو رقم الحساب البنكى الذى كان مخصصاً للتبرعات .. والجدير بالذكر انها كانت ترفض رفضاً تاماً أن تقوم أسرة أى طفل بالتبرع ولو بجزء بسيط من العلاج حتى لو كانوا من المقتدرين .. لأن ذلك سيساهم فى شعور غير المقتدرين بالعجز .. وفى حالة إصرار أى من الأسر على الدفع كانت توجههم بالتبرع بالمبلغ لصالح المستشفى.
فكانت البداية السليمة لهذا الصرح الطبى العظيم وهو مبدأ العدالة الإجتماعية لكل من يلجأ إلى هذا المكان للعلاج فقد اهتمت علا غبور بخدمة مرضى الأورام منذ أكثر من عشرين عاما ففى منتصف التسعينيات بدأت المساهمة فى مساعدة مرضى السرطان فى المعهد القومى للأورام حتى أصبحت من أبرز شركاء الخير .. وساهمت فى تأسيس جمعية أصدقاء معهد الأورام التى تولت انشاء مستشفى 57357 أكبر مستشفى لسرطان الأطفال فى الشرق الأوسط .. وكرست وقتها وجهدها لخدمة هذا الصرح العظيم وتطويره وخدمة مشروعاته التوسعية والمساهمة فى الحملات المحلية والعالمية لجمع التبرعات، كما كانت عضوا فى مجلس إدارة شبكة مصر السرطان 57357 والتى أنشئت مؤخرا بالولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها منظمة غير ربحية تخصم تبرعاتها من الضرائب وشاركت من خلال عضويتها بهذه المنظمة فى توفير الموارد للمستشفيات المصرية والمنظمات غير الحكومية التى تركز على مرض السرطان, كما كانت السيدة / علا غبور أيضا حريصة على لقائها اليومى بالأطفال مرضى المستشفى وزيارتهم فى الغرف والاستماع إليهم وإلى أسرهم .
و لقد سعت مختلف الجمعيات الخيرية لضم السيدة /علا غبور لمجالسها بسبب حماسها وخبرتها، ونشاطها وتفانيها فى العمل الخيرى وقدرتها على جذب الشخصيات العامة للجمعيات الخيرية، وقد شملت نشاطاتها العديد من مؤسسات مساعدة الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، ومستشفى أبو الريش للأطفال ، ومؤسسة سرطان الثدى فى مصر، ومؤسسة مجدى يعقوب للقلب.
وقد قام بتكريمها المركز الثقافى القبطى … بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية بجائزة المركز للعلوم الإنسانية والثقافية، بحضور عدد من السفراء والشخصيات العامة ..كما تم تكريمها من قبل فى عدة تكريمات دولية فى مناسبات مختلفة كان اخرها بمؤتمر الغرف التجارية الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى العاصمة التونسية وحصلت على العديد من الجوائز.. والحقيقة أن هذا تكريم صغير مقارنة بما قامت به من أعمال جليلة، والتكريم الحقيقى يكون بالاقتداء بمسيرة الراحلة الفاضلة فى العمل والعطاء ..
لم تسلك علا هذا النموذج الرائع من سيدات مصر خطى الكثير من سيدات المجتمع الأثرياء فى التسوق من بيوت الأزياء فى باريس ونيويورك .. وقتل الوقت بالنميمة فى نوادى الطبقات الثرية والتسلى بسهرات المجتمع المخملى .. بل اختارت الطريق الصعب .. طريق الآلالم على خطى السيد المسيح الذى كان يجول يصنع خيرا بلا شروط وبلا قيود وبلا حدود وبلا مقابل .. قيمة علا ليس فيما قدمته من مال للعمل الخيرى رغم أهمية ذلك .. ولكن قيمتها تنبع مما قدمته من عطاء مفعم بحب للناس وخاصة المتألمين .غابت علا غبور لأول مرة عن مستشفى ٥٧٣٥٧ .. وعن أطفالها فى رحلة علاج من مرض سرطان الرئة بالخارج والتى لم تستمر طويلاً حيث انتهت برحيلها فى هدوء عن عالمنا فى 18 ديسمبر 2012 لتضرب لنا مثلا للتفانى فى العمل الإنسانى الذى لا يفرق بين مسلم ومسيحى ..
رحلت علا سريعا وهى فى قمة تألقها وعطائها بعد حياة قصيرة ولكنها ثرية وغزيرة ومفعمة بالخير والعطاء والمحبة ..ولكنها تركت نموذجا يجب تدريسه لأبنائنا فى المدارس عن العمل التطوعى الحقيقى .. وتركت ثمرة جهودها تتحدث عنها وتركت سيرة عطرة ستبقى معنا طويلا للأبد .. فذكرى علا غبور ستبقى مع كل طفل يتم شفاؤه وكل أسرة يتم إسعادها ومع كل مريض يتم التخفيف من آلامه ومعاناته ومع زيادة الأمل فى نسبة الشفاء من هذا المرض اللعين ..
فمستشفى 57357 كانت حلم علا غبور وإمتد هذا الحلم ليشمل تبرعات أسر الشهداء للترحم على أرواحهم من شهداء الجيش والشرطة وأيضاً أسر كل من فقد عزيز لديه .. وأيضاً أصبحت قبلة لكل أطفال العالم الذين يحلمون بالحياة ..
يذكر ايضا ان هذه السيدة لم تقتصر اياديها البيضاء علي انشاء مستشفي سرطان الاطفال فقط و انما ساهمت في مستشفي الدكتور مجدي يعقوب ايضا في اسوان و العديد من اوجه العمل الخيري … و قد نالت تكريمات عديده دوليه و محليه
تم ادراج السيده الفاضله علا لطفي ذكي في قائمة الشرف الوطني المصري باب الرواد و المتميزين في 27/6/2015
رحلت علا غبور فى صمت ولكنها تركت أمل لم ولن ينتهى .. مستشفى 57357…
القس لوقا راضى القوصيه اسيوط

 

 

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات