رواية بهادر للكاتب خالد الاسود تستحق القراءة والاقتناء

فانتازيا تاريخية في زمن العثمانيين، تتنقل الأحداث بين الجماعات السرية والفرق الباطنية، وصراعات الماليك، وعاهرات القاهرة القديمة. تعكس الرواية وصراعاتها التعبير عن قناعات الكاتب تجاه قيم العلم والحداثة والوطن، رغم الخلفية التاريخية إلا أنها تتماس مع الواقع القريب الذي عشناه.. يقود الأمير بهادر جيوش الظلام في خدمة سيد الشر القادم من الغرب، يستعين بهادر بالجارية مجيدة ليفسد النفوس ويخدع العوام ويشتري ذمم الشيوخ والأمراء، تكاد المؤامرة تكتمل لولا ظهور “السويسي” والي مصر القديمة، الرجل القوي الذي ينحدر من أسرة تتوارث الأسرار، يتلقى السويسي شفرات غامضة عبر رحلة تصل به إلى بلاد النوبة، يقف مشدوها أمام قوة الأسرار التي تركها أجداده، وحدها قد تصنع المعجزة، مغامرة في تاريخ يضفره الكاتب بإسقاطات على الحاضر لنرى جيش مصر الأول الذي كونه محمد علي من الفلاحين وأهل الصعيد في معركة المصير..

الرواية فيها لغة غير تقليدية أحيانا منزوعة من عصر المماليك وحواري قاهرة المعز، وأحيانا تصبح مشحونة بنبضات صوفية تأخذ القارئ إلى المعنى مباشرة، يزهد الكاتب في حروف النسق الكلاسيكية ويستخدمها بحساب..

رواية لن يشعر القارئ أنه أهدر وقته فيها، بين الإثارة والتشويق تأتي التساؤلات الفكرية عن علاقة الإنسان بالكون والوطن وموقفه من الدين والآخر، وإشارات ذكية تجعل القارئ يرى الحاضر من منظار الكاتب الذي ربما يختلف معه الكثيرون.

تقع الرواية في ١٥٠ صفحة من الحجم المتوسط.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات