صحيفة أمريكية تسلط الضوء على مدينة شالي السياحية بسيوة

كشفت صحيفة “مونيتور” الأمريكية عن دخول مدينة “شالي”، الواقعة في قلب واحة سيوة بالصحراء الغربية في مصر، ضمن خطة تطوير تتبناها الحكومة المصرية متمثلة في وزارة الآثار، من أجل تأهيلها والترويج لها كوجهة سياحية.

وقالت الصحيفة إن قلعة شالي، أحد أشهر المعالم التاريخية في المدينة، تم إنشاؤها بين القرنين 12 و 13 بهدف رد هجوم العرب والقبائل المتفرقة في الصحراء من أجل الحصول على الغذاء من المناطق المأهولة بالسكان، وهو ما دفع أهالي منطقة سيوة لتشييدها لحمايتهم من الغزاة.

وقد تعرضت القرية لسيل من الأمطار الغزيرة، دام لثلاثة أيام، في 1927، مما أدي إلى تدمير جميع مبانيها المصنوعة من الطوب اللبن، حتى هجرها سكانها. وترددت أقاويل عدة على مدار العقود بأنها ” مدينة الأشباح”، لقلة قاطنيها، كما هو الحال حتي الآن.

وقد أعلنت الحكومة، في أكتوبر الماضي، عن خطة بتمويل من الاتحاد الأوروبي من أجل الحفاظ على ما تبقى من القرية، واستعادة بعض مبانيها، وتقوم وزارة الآثار بالإشراف عليه، حيث من المقرر الانتهاء منه بحلول 2022.

ومن جانبه أوضح عماد فريد، المهندس المعماري في شركة (EQI)العالمية، وهي الشركة المشرفة على تنفيذ الخطة، أن المشروع يتألف من عدة مراحل وهي إعادة تأهيل الشوارع والجدار الرئيسي حول القرية، فضلا عن استعادة ثلاثة منازل مختلفة، مشيرا : “نناقش الكثير من الأمور مع شيوخ وقادة سيوة، ممن يتوافر لديهم معلومات حول المباني، في إمكانها مساعدتنا”.

بينما صرح جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بوزارة الآثار، لـ “المونيتور”: قائلا “إن شالي جزء هام للغاية من تراث وثقافة المصريين “، مضيفا أنها “جزء من تاريخنا”، تتيح التعرف على حياة المصريين في تلك المنطقة وسرد المشكلات التي واجهوها قبل تمكن حكومة محمد علي في التوصل إليها في أوائل القرن التاسع عشر.

وفي السياق نفسه فقد كشف علاء أبو زيد، محافظ مرسي مطروح السابق، في مؤتمر سياحي بواحة سيوة، انعقد في مارس 2017، عن مجهودات تبذلها الدولة في هذا الشأن، مصرحا: ” سيسهم مشروع ترميم القلعة في الترويج للسياحة خارج أنحاء القاهرة، فضلا عن هدفه الأول في الحفاظ على تراثنا القديم”.

وقال المستشار السياحي، محمود القاسيوني، إن الثرات الطبيعي لمصر لايمكن تخيله، ناهيك عن ثروات سيوة الهائلة، والتي تتطلب وعيا كبير في التعامل معها، مؤكدا علي ضرورة حمايتها، وقد أشاد القاسيوني بمشاركة EQI في ترميم شالي كخطوة أولي في الاتجاه الصحيح.

وفي هذا الصدد، صرح المتحدث باسم وزارة البيئة، عبد الجواد أبو كاب، بأن وزارة البيئة تعمل جنبا إلى جنب مع وزاراتي السياحة والاثار، مضيفا أن التحدي الرئيسي لهما في الوقت الراهن هو الحفاظ على الطرق التقليدية للبناء، التي تميزت بها مباني القرية، في ظل انتشار الطرق الحديثة، وهو ما يهدد طبيعة القرية البدائية.

يذكر أن واحة سيوة قد شهدت انخفاضا واضحا في أعداد الزائرين منذ انلاع ثورة يناير في 2011، ومتابعتها من اضطرابات في البلاد، في حين صرح نائب رئيس منتجعات سيوة شالي، أحمد حسن، بأن نحو70% من الزوار هم مصريون، في حين بلغ عدد السياح الأجانب 30%، وهي النسبة التي تبدلت عقب الثورة.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات