وليد وصفي يكتب إيلات” التي في قلبي

تلك الأيام الباردة من شهري يناير وفبراير وقت إقامتي في تلك المدينة التي تجمع بين حدود ثلاث دول، وعلى شاطئ العقبة كنت أتأمل كثيراً عندما أنظر للجهة المُقابلة من البحر لأرى تلك المباني الجبلية والأضواء التي تنتشر لتضئ السماء ليلاً، إنها مدينة إيلات الواقعة بين حدود فلسطين التاريخية ومدينة العقبة الأردني

“إيلات” التي في قلبية وأنا أتذكر بطولات الضفادع البشرية المصرية في وسط الغربة ترتسم الإبتسامة على شفاهي كُلما جلست على شاطئ البحر في العقبة وكُلما وقفت أمام ذلك المبنى المُظلم المُحاط بأسوار ويشبه السجن وقد علمت مؤخراً انه نفس المكان الذي تم احتجاز أبطالنا فيه اللذين كسروا غرور العدو في بطولات سطرها التاريخ بأحرف من ذهب تروي شجاعة وجسارة المصريين في التمسك بأراضيهم حتى وإن تكلف ذلك حياتهم بعد نكسة 1967 أمدت الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل بناقلتين بحريتين إحداهما تحمل 7 مدرعات برمائية إسمها “بيت شيفع” والثانية ناقلة جنود واسمها “بات يم” كانت تستخدمهم إسرائيل لشن غارات على سواحل مصر الشرقية وضربها وأسر الرهائن ونهب المُعدات والذخيرة لكن القيادة المصرية كان لها رأي آخر فالجيش المصري لا يخضع ولا يخشع ولا يهاب أي قوة مهما كانت، ففي ثلاث عمليات للقوات البحرية المصرية تم تدمير السفينتين “بات يم” و “بيت شيفع” والرصيف الحربي لميناء إيلات وكانت أول عملية يقوم بها الضفادع البشرية المصرية، واستشهد فيها الرقيب “فوزي البرقوقي” وكانت الخُسارة الوحيدة لنا في هذه العمليات بعد نجاح العمليات عادت مجموعات الضفادع البشرية لميناء العقبة سباحة ووصلوا إلى الشاطئ الأردني بنجاح لكن المخابرات الأردنية قامت بالقبض عليهم واحتجازهم في ذلك المكان الموجود بقرب شاطئ العقبة وخرجوا وعادوا إلى مصر بعد تدخل الرئيس “جمال عبد الناصر” بأمر من الملك “الحسين بن طلال”

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات