دهسها لودر.. عروس شبرا الخيمة تودع أهلها بابتسامة

أرشيفية
خرجت من منزلها بابتسامة جميلة وكأنها تودعهم الوداع الأخير.. لم تعلم ليلى بنت مدينة شبرا الخيمة أن هذه نهايتها وأن ذهابها إلى الامتحان سطر لها هذه النهاية المؤلمة؛ حيث لقيت مصرعها أسفل عجلات لودر الحى أثناء جمعه القمامة، وتعالت الصرخات فور وقوع الحادث وخرجت أمها مسرعة تجري، وتبحث عن ابنتها العروس التى كانت تستعد للخطوبة لتجدها أشلاء جثة ملقاة على الطريق.
لم تتحمل الأم المكلومة الصدمة وجلست جوار جثة نجلتها وكأنها تستيقظ من نومها ولم تعلم أن القدر يخبئ لها فاجعة جديدة بفقدان فلذة كبدها قبل أسابيع من خطبتها.
مأساة ليلى لم تكن الأولى، لطالما نشاهد يوميا مسلسل الإهمال والقتل الخطأ الذي مازال يحصد أرواح المصريين يوما بعد يوم حيث كشفت التحقيقات أن المجني عليها، لقيت مصرعها علي يد سائق لودر مجلس مدينة شبرا الخيمة، أثناء رفع القمامة بشارع أحمد عرابي أثناء ذهابها لأداء امتحاناتها بمدرسة السلام الفنية للبنات بشارع الملاح في شبرا الخيمة.
ليلى ذات الـ21 عاما الجميع أكد أنها “بنت بميت راجل” محترمة وعلى خلق فضلا عن نجاحها في الدراسة حيث كانت واعدة بأن تكون من أوائل دفعتها في السنة الأخيرة بالدبلوم بعد أن عطلها عن التعليم مساندتها لأسرتها ووقوفها في محل البقالة بعد عجز والدها عن إدارته بسبب كبر سنه ومرضه فأصبحت هي سنده الوحيد وتعول أخواتها الصغار ووالدتها بعد أن تزوجت شقيقتها الكبرى فيما يواصل أشقاءها الأصغر دراستهم.
وعن يوم الواقعة، قال أحد الأهالي: ليلى خرجت من الشارع متجهة الى مدرستها لأداء الامتحان وبينما تعبر الطريق فوجئت بلودر تنقل القمامة تابعة لحي غرب شبرا الخيمة تعود للخلف بكل سرعتها لتدهسها أسفل عجلاتها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
وتعالت صرخات المارة في المكان وتجمع الأهالي وبدأت الاتصالات برجال مباحث قسم أول ولم يمض سوى دقائق معدودة حتى حضرت الإسعاف ونقلت جثة المجني عليها وتحفظ الأمن على الجاني الذي أكد في اعترافاته أمام المباحث أنه لم يكن يتعمد قتلها بل أثناء عودته بسيارة للخلف لم يرها ودهسها.
من جانبها قالت والدة الفتاة والدموع تنهمر من عينيها: “مش مصدقة اللى حصل لبنتى زوجي عاجز عن العمل وكانت ليلى تساعدنا على أعباء الحياة في محل للملابس تم فتحه بحجرة صغيرة بالدور الأرضي بشقتنا التي نعيش فيها”.
وأضاف: “تخلفت ليلى عن امتحانات الدبلوم لعامين لوقوفها بالمحل ومساعدتنا وتم خطبتها فعزمت على الانتهاء من الحصول على شهادتها والذهاب إلى امتحاناتها هذا العام ولم تعلم أن القدر يخبئ لها شيئا”.
وتابعت: “كانت تستعد لإقامة حفل خطوبة ابنتها عقب عيد الفطر وسرعان ما انقلبت تلك الفرحة إلى حزن وبكاء وطالبت بتعديل قانون القتل الخطأ ليأخذ كل سائق حذره خلال السير أو العمل”.
وأشارت إلى أن “نجلتها هي الثانية في ترتيب أشقائها وساعدت الأسرة في تجهيز أختها الكبرى (رحاب) المتزوجة منذ 3 أشهر ولها شقيقان “بدر ويوسف” في الثانوي والإعدادي”.
تعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء رضا طبلية مدير أمن القليوبية إخطارا من شرطة النجدة يفيد بمصرع “ليلى. س. إ”، 20 سنة أسفل عجلات “لودر” تابع لمجلس مدينة شبرا الخيمة وانتقلت على الفور الجهات الأمنية.
وتبين أنه أثناء قيام سائق اللودر ويدعى “أحمد. م. أ” برفع قمامة الحي وعودته للخلف تصادم بالفتاة ودهسها ولفظت أنفاسها الأخيرة في الحال وتم نقل الجثة إلى المستشفى، والتحفظ على السائق داخل قسم الشرطة وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات