الفنون التشكيلية فى زمن الثورة السودانية “الجزء ال 13”

كتبت نازك شوقى

الفن بوجه عام هو لغة يستشعرها الفرد ويعبر عنها بطريقة فنية تنقل التعابير الداخلية، مستوحاة من المحيط الخارجى والفن شيء أساسي في حياة الفرد كالماء والهواء،أما الفن التشكيلي بوجه خاص فهو كل ما يؤخذ من الواقع ثم يصاغ بتشكيل جديد لشيء معين ومختلف عن ما هو في الطبيعة وهو من أجمل الفنون ،

والفنان التشكيلي يقوم بأخذ أفكار من الواقع الذي يعيش فيه ثم ينقلها بطريقة رؤيته للأمور ثم يصغها بشكل جميل تجعله مميز عن غيره

▪أنواع الفن التشكيلي:

يوجد أكثر من نوع من أنواع الفن التشكيلي، ومن بينهم.

– الرسم

– النحت

– الطباعة

– الفن الجداري

▪تاريخ الفن التشكيلى فى السودان

عرف السودان فن الرسم والنقش والنحت منذ القدم عصر ما قبل التاريخ ولا تزال جدران معابد الممالك النوبية في شمال السودان تحمل آثار تلك الأعمال . استمر الحال حتى عهود الممالك المسيحية.

مع بدايات النصف الثاني من ثلاثينيات القرن العشرين بدأت في السودان تعليم التشكيل الحديث (الأكاديمي، المدرسي) بمدينـة الدويم على يد المسـتر جان بيير غرينـلو

الذى قام بإنشاء مدرسة الخرطوم للتصميم التي أصبحت كلية الفنون الجميلة والتطبيقية بالخرطوم في ما بعد.

ثم انتقلت كلية الفنون من مباني كلية غردون التذكارية إلى مباني وزارة الأشغال (مؤقتاً) حتى إستقر بها المقام بمباني معهد الخرطوم الفني سابقاً، جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا حالياً.

في العصر الحديث إرتبطت الفنون التشكيلية إرتباطاً وثيقاً بالتراث الوطني والبيئة المحلية والتطور الاجتماعي في السودان ،

يطلق على الأعمال التشكيلية السودانية التي انتشرت في الخرطوم إبان الستينيات اسم «مدرسة الخرطوم التشكيلية».

مما ادى الى تطور كلية الفنون تبعاً لتطورات احتياجات الحركة الاجتماعية للكوادر المؤهلة من التشكيليين ، وأصبح للحركة التشكيلية تيارات ومدارس

ومن أبرز الفنانين المنسوبين الى هذه المدرسة:

الأب الروحي للفن التشكيلي السوداني الحديث إبراهيم الصلحي، والبروفسور أحمد شبرين، وغيرهما.

▪ أبرز الفنانين التشكيليين فى السودان

بروف ابراهيم الصلحي الذي أصبح فناناً عالمياً تقتني أعماله كبريات متاحف الفنون في العالم

، وبروف أحمد شبرين وبروف حسين جمعان وغيرهم .

• ابراهيم الصلحى

ولد الصلحي بمدينة أم درمان عام1930م والتحق بمدرسة التصميم في كلية غردون الجامعية التي أنشأها الإنجليز في الخرطوم فى القرن العشرين.

في الخمسينيات بعث إلى بريطانيا لمواصلة دراسته

وأهمية الصلحي في مشهد التشكيل السوداني المعاصر هي مقاربة الممارسة الفنية بانتباه نوعي لبعدها الاجتماعي.

• أحمد شبرين

وولد الراحل عام 1931 بولاية نهر النيل (شمال) وتخرج من كلية الفنون الجميلة والتطبيقية في الخرطوم، وشغل مناصب أكاديمية بجامعتي السودان والخرطوم، وعمل وكيلاً لوزارة الثقافة عام 1983 وحاز على وسام الجمهورية للجدارة عام 2003.

شارك في العديد من المعارض التشكيلية في أفريقيا وأوروبا وآسيا، وله لوحات ومقتنيات فنيه في لندن وبيروت والجزائر وسوريا والسعودية. –

توفي عن عمر ناهز 82 عاماً ، وهو أحد مؤسسي مدرسة الخرطوم للفن التشكيلي.

ويعد من أعمدة الفن التشكيلي السوداني، ورائد المدرسة الحروفية العربية

وأسس شبرين أول غاليري في الخرطوم عام 1997 حيث افتتحه بمنزله.

• حسين جمعان

له رؤاه الخاصة في التشكيل وُلد بمدينة كسلا درس التصميم بمعهد الكليات التكنلوجية «جامعة السودان حاليًا»

نال الماجستير من الكلية الملكية البريطانية والدكتوراه من جامعة جوبا

فاز بجائزة نوما لأدب وفنون الأطفال باليابان وجائزة الشراع الذهبي بالكويت والعديد من الجوائز في مجال التصميم، شارك في العديد من المعارض داخل وخارج السودان كما كانت له معارضه الخاصة، مُنح نوط الجدارة في الإبداع من جمهورية السودان الديمقراطية، يعمل الآن عميدًا لكلية الفنون والتصميم بجامعة المستقبل

▪معوقات الفنون التشكيلية في السودان

عدم الاهتمام والتقدير لاسباب عقائدية يعلمها اصحاب السلطة ، مع العلم ان الفن التشكيلي يمثل نمط الحياة وشخصها الممثل لها بالريشه . اما وضع التشكيليين فهو صعب للغاية لانهم مصنفين من الشيوعيين او الماديين ،

الفن التشكيلي السوداني له تاريخ عريق وقديم في المنطقة وعالمياً .إلا انه أصابه بعض الركود في الفتره الحالية والأسباب عديدة جداً ومتشعبة ومعقدة أكبر مشكلة تواجه التشكيل السوداني في الفترة الحالية

هي انغلاق الملامح الثقافية السودانية لأسبابه السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وهناك اسباب أخرى تاريخية ودينية وثقافية

اضافة الى نظام التعليم والحروب

الفنان الانعزالي عن قضايا المجتمع

خلل في تعليم الفن في المراحل الدراسية المختلفة

وذلك بسبب انعدام المناهج الفنية الدراسية القائمة على المناهج الأكاديمية المدروسة ،

وايضاً من المشكلات التي تواجه الفن التشكيلي عدم وعي المتلقي بدور الفنان التشكيلي

لأسباب عديدة منها الأمية وعدم المعرفة بالعولمة التي يبحث الفن في افقها

التأثر الكبير بالفن الغربي..

انعدام ادوات الفن التشكيلي ووسائله ابتدأ من البنى الاساسية خاصة صالات العرض ومصانع انتاج المواد الخاصة به

يوجد بعض المراكز الثقافية الاجنبية لكن نفتقر تماما لصالة عرض وطنية للفن التشكيلي

كما نفتقر للمصانع التي تنتج هذه الادوات سواء كانت الوان او فرش وأدوات نحت اوخزف

ونجد ان معظم التشكيلين هاجروا نسبة لتوفر الامكانات

و الرعاية والقبول للفن التشكيلي السوداني الذي ينافس الفن التشكيلي في اوربا وامريكا ولا اقول افريقيا او الوطن العربي حيث لدية رواد كثر وتجربة بصرية كبيرة

وثبت ان الغربة والبعد عن الاوطان والهجرة الى من يقدِّرون الإبداع «ايًا كانت ضروبه ومجالاته» هي التي تصنع النجوم والرموز

▪مشاركة الفنان التشكيلى فى الثورة

على الرغم من أن الفنان التشكيلي السوداني راشد ضرار (44 عاما)أعتاد أن يعمل فى بيته إلا أنه فى الأيام الماضية استخدم مساحات خالية من الجدار فى محيط الاعتصام وكانت هذه هي وسيلته “للمشاركة في الثورة” التي أسقطت الرئيس عمر حسن البشير يوم 11 أبريل .

وقد تحول الشارع العريض المواجه لوزارة الدفاع حيث يعتصم الألوف إلى مركز ثقافي تحيط به خيام مؤقتة.

وإلى جانب الخطب السياسية الحماسية تستمتع أعداد كبيرة توافدت على المنطقة من مختلف أنحاء السودان بالموسيقى والعروض الراقصة ومعارض الصور الفوتوغرافية وبطولات الشطرنج وقراءة الكتب.

ومن أبرز المظاهر الثقافية أن المنطقة تحولت إلى معرض مفتوح لمئات اللوحات الجدارية.

والمضمون السياسي لهذه اللوحات الجداية تعبير تام عن مطالب الثورة

الحركة التشكيلية في السودان عظيمة رغم ما يعتريها من صعوبات، والدليل على ذلك ان هناك كثيرًا من الوجوه التشكيلية المشرقة مثلت وتمثل السودان عالميًا ولا بد من أن تهتم الدولة بالتشكيل، وان تخصص وزارة بعينها للثقافة في التشكيل الجديد للحكومة، وان تستفيد هذه الوزارة من التخطيط الثقافي الذي قام به ابراهيم الصلحي حينما كان وكيلاً لوزارة الثقافة حيث انجز مشروعًا ضخمًا للثقافة السودانية. 

 

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات