فيليب فكري يكتب الخطايا هو مسلسل من الخطايا.. الجميع مخطئون.. الجميع مستخدَمون.. الكل خسران

أخطأت فاطمة ناعوت حين توقعت أن استضافتها للبابا ستمر مرور الكرام، خاصًة في هذا التوقيت ومع وجود كتائب وحملات لمهاجمة البابا بشكل غير مسبوق في أي عصر.. أخطأت حين توهمت أن استضافة البابا في صالون ثقافي في قاعة في فندق والدعوة عامة للجميع، أمر يسير مثله مثل أي صالون سابق استضافت فيه شخصية عامة.. كما أخطأت حين اعتقدت أن استضافتها للبابا كرجل وطني أمر منفصل عن كونه بطرك الأقباط. أخطأ البابا حين وافق على دعوة ناعوت قبل الرجوع للجهات الأمنية والتأكد من إمكانية التنفيذ.. كما أخطأ حين وافق على دعوة الكاتبة دون توقع كم المشاكل التي قد تواجهه من جراء هذا في هذا التوقيت، خاصًة أنه سيفتح بابًا لمطالب كثيرة بالاستضافة وهجوم أو على أقل تقدير غضب في حال الرفض، وهو ما يصعب تنفيذه بطبيعة الحال.. كما أخطأ حين قرر تغيير مكان الاستضافة الى المقر البابوي سواء لأسباب أمنية أو مرضية، دون النظر الى حداثة الأمر وصعوبة استيعابه من الكثيرين، خاصة مع وجود كتائب التسخين. استغل بعض المزايدين تلك الدعوة ليشنوا هجوما ضاريًا على البابا والكاتبة والداعمون.. وابل من السباب بحجة أن الكنيسة للصلاه ولبيتك تليق القداسة، بالرغم من أن كنائس مصر جميعًا استضافت فاطمة ناعوت وغيرها من الكُتاب والفنانين وتتم الندوات الثقافية في أغلب كنائس مصر، ومعظمها داخل الكنيسة نفسها وقليل منها في مبنى خدمات أو قاعة منفصلة، وكأن الثقافة وندواتها أمر يشين الكنيسة ويقلل من قدسيتها وهذا الاعتقاد كارثي.. المقر البابوي يتم فيه استضافة وفود وشخصيات رسمية وتتم فيه مناقشات عدة وأمور مختلفة. هناك من عارضوا الموضوع بحجة وبموضوعية لصعوبته والتنبؤ بتبعاته وهؤلاء لهم الإحترام، بينما هناك كتائب وحركات مشبوهة تتحدث باسم الأقباط لتصطاد في الماء العكر وتعترض بأقسى وأقذع الألفاظ ضد البابا والكاتبة. استطاعت تلك الكتائب التي تعرف نفسها بأسماء حركات قبطية وهم في الحقيقة أكثر ارهابًا وخطرًا من جماعات إرهابية بعينها.. استطاعوا أن يلعبوا على مشاعر الغيورون على الكنيسة لتأليب الرأي العام ضد البابا والكنيسة والكاتبة، واستجاب لهم البعض وتم استخدامهم بكل خسة وحقارة، ولم يدركوا القاذورات والإهانات التي تخرج من فم هؤلاء المزيفون ضد البابا والكنيسة بحجة الدفاع عن بيت الله. وسقط الجميع في الفخ المغلف بالتدين والغيرة على بيت ألله.. بدءًا من المستجيبون لهذا الهجوم الممنهج .. مرورًا بالكاتبة التي أعرف عنها بحكم صداقتي لها أن من بين مميزات كثيرة لها إلا أنها تحمل عيبًا يجُب أحيانا تلك الصفات النبيلة… هي قابلة للإستفزاز بشكل لا يتسق مع مكانتها وعلمها، بشكل طفولي بحت، خاصة عندما يأتي من المقربون.. فكثيرًا ما تم سبها ولعنها وتهديدها ووضعها على قائمة الاغتيالات من جماعات إرهابية ومتطرفون ولكنها لم تعر لهم اهتمامًا، بعكس هجوم الأقربون سواء من أصدقاء بعينهم أو فئة ناضلت من أجل قضيتهم، فسرعان ما تعلن عن غضبها ويأتي رد فعلها غاضبًا متهورًا خال من الحكمة، فتسقط في خطيئة أخرى نابعها التهور مضمونها التعميم والطائفية محاولة الرد بالمثل، فتفشل في الرد وتسقط في فخ الإستفزاز الذي أدركوه أعدائها فاستخدموه بحرفية.. لتبدأ حلقة جديدة من مسلسل الخطايا. تلك الحقيقة قد تغضب صديقتي فاطمة وربما تدركها في وقت لاحق لمرحلة الغضب.. ولكنني أؤكد لكم وهذه شهادة مني أمام الله أن فاطمة ناعوت لم ولن تتاجر يومًا بقضية حقوق الأقباط وأنها تتبناها هي وغيرها من القضايا الحقوقية من اجل احقاق الحق وفقط وهذا يقينها.. أعتز بصداقة دامت أكثر من 15عامًا منها الوفاق ومنها الخلاف، ولكنني أمام الله لا أسامح كل من ادعى أو زعم تحصلها على مكاسب مادية مقابل دعمها لقضايا الأقباط أو غيرها أو ما شابه من هذا العته المنتشر في السوشيال ميديا بشكل ممنهج ويقع في تصديقها ومشاركتها بعض المغيبين.. عارض ان شئت كما يحلو لك ولكن لا تترك نفسك أداة من أدوات الظلم. فاطمة انسانة تخطئ وتصيب ونعيب عليها كثيرًا أنها طفلة في سذاجتها، ولكن يظل عيبها الأكبر أنها لا تجيد إدارة نفسها وكتم غضبها وإهمال الهجوم والسب من فئة ضالة فتصرخ وتطيح في الجميع، وهو الأمر الذي قد يخسرها مجهود سنوات. وأخيرًا أخطأنا جميعًا حينما إرتأينا أن استضافة البابا في أو لـ صالون ثقافي أمر جلل، خطير، يقلل من قداسته أومن قدسية مكان الإستضافة، وكأننا كنا ننادي ونجاهد لسنوات عدة بفصل الثقافة عن الدين.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات