في ذكرى رحيله…. بطرس بطرس غالي علامة مضيئة فى تاريخ مصر!

د.ماجد عزت إسرائيل

ولد بطرس بطرس غالى فى(14 نوفمبر1922م)، لعائلة قبطية من كبار العائلات فى مصر، هو حفيد” بطرس نيروز غالي” رئيس وزراء مصر في أوائل القرن العشرين الذي اغتاله” إبراهيم الورداني” فى عام 1910م، ووالده هو”يوسف بطرس غالي” كان وزيراً للمالية، ووالدته كانت أرمينية، كما أنه عم “يوسفبطرس غالى“،آخـر وزير مالية فى حكومة “محمد حسنى مبارك،قبل ثورة 25 يناير2011م.

على أية حال، تلقى بطرس تعليمه فى مدينة القاهـرة، فبعد حصوله على البكالوريا (الثانوية العامة)، فى عام 1940 م إلتحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة وتخرج فى عام 1946م،ثم سافر إلى فرنسا لاستكمال دراسته فحصل في عام 1947 على دبلوم في كل من العلوم السياسية والاقتصاد والقانون العام من جامعة باريس بفرنسا، ثم حصل على درجة الدكتوراه من ذات الجامعة فى عام 1949م، وكانت أطروحته عن “دراسة المنظمات الإقليمية”.

وبدأ بطرس بطرس غالى حياته العملية فى عام 1949م،فى آخر أيام حكم “الملك فاروق الأول” ،فعيين بكلية الاقتصاد والعلوم السياسة،وواصل دراساته حتى رقى إلى درجة أستاذًا للقانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة القاهرة في الفترة (1949-1977م)،وأسس خلالها مجلتى “الأهرام الاقتصادي”وتولى تحريرها في الفترة من(1960 -1975م)، و مجلة “السياسة الدولية” الفصلية التي تولى رئاسة تحريرها حتى ديسمبر 1991م، وعمل مديراً لمركز أبحاث أكاديمية لاهاى بهولندا فى القانون الدولى (1963-1964م) وأستاذاً زائراً بكلية الحقوق في جامعة باريس (1967-1968)،وفي 1974م شغل عضوية اللجنة المركزية والمكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي العربي، كما أصبح عضواً في أمانة الحزب الوطني الديمقراطي في عام 1980م، وفي عام 1987م نال عضوية البرلمان المصري،وفى عام 1977م،تولى منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية من أكتوبر( 1977م -1991)، كما تبوأ منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الخارجية في مصر منذ مايو1991، إلى أن عينته الجمعية العامة في 3 ديسمبر 1991، ليصبح سادس أمين عام للأمم المتحدة حيث تولى مهامه في(1 يناير 1992 – 1 يناير 1997م)،كما تولى رئاسة لجنة الديمقراطية والتنمية لمنظمة اليونسكو عام 1997، ومنصب الأمين العام لمنظمة الفرانكفونية ما بين( 1998 -2004م)، ورئاسة مركز الجنوب بجنيف.

وقدم “بطرس بطرس غالى” الكثير لوطنه الغالى مصر،ولا أبالغ أن أقول أن العائلة البطرسية خدمت مصر أكثر من قرناً ،ومشهوداً لها بمواقفه الوطنية ،فساهم “بطرس غالى” فى مؤتمر القمة في كامب ديفيد 1987م،وكان له دور في المفاوضات المتعلقة بمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979م، كما ترأس العديد من جلسات منظمة الوحدة الإفريقية، وحركة بلدان عدم الانحياز، وكذلك مؤتمر القمة لرؤساء الدول الإفريقية وفرنسا،كما شارك فى اجتماعات عديدة تتناولت القانون الدولي، وحقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وإنهاء الاستعمار، وقضية الشرق الأوسط، والقانون الإنساني الدولي، وحقوق الأقليات الأثنية والأقليات الأخرى، وعدم الانحياز، والتنمية في منطقة البحر الأبيض المتوسط والتعاون الإفريقي العربي.

وكان “بطرس بطرس غالى” عضوا بالعديد من المراكز القانونية والحقوقية نذكر على سبيل المثال مجلس الأمناء الإداري لأكاديمية لاهاي للقانون الدولي منذ عام 1978م، وعضواً في اللجنة المعنية بتطبيق اتفاقيات وتوصيات منظمة العمل الدولية ما بين (1971-1979م)، وعضوية لجنة القانون الدولي(1979-1991م)، ولجنة الحقوقيين الدولية، إضافة إلى عضويته في معهد القانون الدولي، والمعهد الدولي لحقوق الإنسان، والجمعية الإفريقية للدراسات السياسية، وأكاديمية العلوم الأدبية والسياسية باريس، و اللجنة العلمية للأكاديمية العالمية للسلام مونتون بفرنسا منذ عام 1978م، وعـضواً مشاركاً في معهد الشؤون الدولية (روما) منذ عام 1979م.

و لـ “بطرس بطرس غالى” العديد من المؤلفات فى مجال العلوم السياسية نذكر منها على سبيل المثال، المدخل فى علم السياسة بالاشتراك مع الدكتور “محمود خيرى عيسى” عام 1959م،دراسات فى السياسة الدولية عام 1961م،منظمة الوحدة الإفريقية عام 1964م،أزمة الدبلوماسية العربية 1969م،جامعة الدول العربية وتسوية المنازعات المحلية عم 1977م،السياسة الخارجية المصرية 1990م، خمس سنوات فى بيت من زجاج عام 1999م،وله العديد من الدراسات والأبحاث بالعديد من اللغات الأجنبية فى ذات المجال.

ولمكانته العلمية ودوره فى مجال العلوم السياسة وعمله بهيئة الأمم المتحدة،كرمته أكثر من 24 دولة من دول العالم، وحصل على العديد من الجوائز نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر، قُلد وسام فرسان مالطة ، مُنح الدكتوراه الفخرية في القانون من معهد الدولة والقانون التابع لأكاديمية العلوم الروسية بموسكو في سبتمبر، ودكتوراه فخرية من معهد الدراسات السياسية بباريس في يناير 1992م، وجائزة كريستيان أ. هيرتر التذكارية المقدمة من مجلس الشؤون العالمية ببوسطن في مارس 1993م، ودكتوراه فخرية من جامعة لوفين الكاثوليكية، ببلجيكا في أبريل 1993م، ودكتوراه فخرية في القانون الدولي من جامعة مونكتون في نيو برونزويك بكندا 1994م، ومن جامعة يريفان أرمنيا في نوفمبر 1994م، ومن جامعة حيفا في فبراير 1995م، وأختير في أبريل 2013 م رئيسًا لمنتدى المائدة المستديرة العالمي.

أما حياته العائلية فهو متزوج من السيدة “لبا ماريا بطرس غالى”، وهى تنتمى لعائلة يهودية، ورحل عن عالمنا الفانى فى يوم الثلاثاء الموافق(16 فبراير 2016م)، المسيح يرحم هذه النفس الطيبة، المملوءة حب ورحمة وسلام ،وخالص العزاء لأسرته الكريمة ولمصرنا الحبيبة.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات