أنت احلويت قوى يا سمارة !

من أشهر أغاني الشيخ إمام التي كتبها أحمد فؤاد نجم، واحدة يشدو فيها لبلح أبريم.

وأبريم قرية نوبية غمرتها مياه بحيرة ناصر.

وقد ارتبط بها في الخيال الشعبي نوع من البلح يسمى “بلح أبريم”.

تقول كلمات الأغنية: يا بلح ابريم يا سمارة

سواك الهوي ف العالي هويت

على طمى النيل ياسمارة

وشربت عكار لما استكفيت

بس احلويت قوي يا سمارة

لما اسمريت قوي ياسمارةهكذا يتغزل الشاعر في البلح الذي استوى على رؤوس النخل في أعالي الأرض في بلاد النوبة، مستفيدا من عكار النهر الذي جاء في شكل طين من الحبشة في حمولة عالقة مع الفيضان قبل السد العالي.

ثم يكمل الشاعر قصيدته مشبها هذا البلح بالبحث عن حبيب مفقود فيقول:

لفيت الشارع و الحارة

على زى نقاوتك فين ما لقيتو يدهشنا الشاعر هنا متغنيا بثنائية “النار والنور” التي أثمرت بلح أبريم والتي سوت جمال وحلاوة المحبوب الغائب المفقود، فيصف لنا حلاوته قائلا:

يا حلاوة بنار الشمس النور

يا سمار وعمار الصحرا البور

شباك الهوى داير ما يدور

حواليك اتاريك دُبت وطبيت هكذا أطاح الحب والغرام بالبلح ونزل به بعد أن طاب واستوى لأن يقع في العشق كما تسقط التمور من أعالي النخل إلى هوة الحب الأرضي.

لكن الشاعر لا يتركنا نظن أن الهوى إلى الحب الأرضي انتقص من المحبوب الأبريمي فإذ به يوضح المكانة المحفوظة قائلا:

بس اغلويت قوي ياسمارة

لما اتدليت قوى يا سمارة

ونزلت الشارع والحارة ولا اتذليت

يا بلح ابريم يا سمارةثم يحول الشاعر بلح أبريم من حالة خاصة إلى حالة عامة لكل الناس، حب مشاع لكل البشر، يصنعون منه عقدا من لؤلؤ حول رقاب المحبين:

حصنت بعقدك صدر الناس من شر النخاس الخناس

يابو قلب لا سوسه ولا وسواسو كأن الشاعر يريد أن يقول إن قلوبنا مثل قلوب البلح: بعضها أبيض نقي وبعضها يمرح فيه السوس ويرتع فيه شيطان خناس.ولا يترك الشاعر البلح المحبوب دون حماية، إذ لابد له من دعوات وصلوات ورقية من الحاسدين الحاقدين، فيقول:

ورقيتك يا اسمر واسترقيت

الضم حبابيك بقي ياسمارة وافتح شبابيك لقا يا سماره

على جو الشارع والحاره

تحلو زيادة وتملا البيت يا بلح ابريم يا سماره

الدكتور عاطف معتمد

تحرير نقلا عن الأهرام الكندية

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات