الدكتور عاطف معتمد يتحدث عن رحلته مع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر

قبل عدة سنوات أمضيت ثلاثة أيام في الوفد السياسي والثقافي المصري الذي رافق رحلة شيخ الأزهر في بلاد المسلمين في روسيا.كنت أعمل مع سفير عظيم قال لي بمجرد استقبالنا لطائرة د.أحمد الطيب إلى بلاد الثلج الدائم “كن قريبا من فضيلته حتى إذا سأل عما يخص ملف التعليم والثقافة تقدم الإجابة دون تأخر “.

كان برنامج الزيارة مكثفا وحافلا: افتتاح مساجد وإلقاء محاضرات ولقاء شخصيات دينية وسياسية.

بكل تقدير ومودة، استفسر مني فضيلته عن بضعة مسائل حين كان الاجتماع مع بعض رؤساء الجامعات والكليات الإسلامية في روسيا.

من بين عشرات الشخصيات الدينية التي جاءت في الوفد المصري والعالمي، اهتبلت الفرصة وكنت أراقب الرجل بطريقة “مان تو مان”.هذا هو الذي يقول عنه غلاة المتشددين في الجزيرة العربية إنه يرأس مؤسسة دينية بعيدة عن الإسلام الصحيح؛ هذا هو الذي يقول عنه كثير من الإخوان إنه ساهم في إسقاط حكمهم لسكوته عن الإطاحة بالرئيس مرسي.

هذا هو الذي يقول عنه العلمانيون والملحدون إنه يقف عقبة في سبيل تطوير مصر وإخراجها من فلك الوهابية والسلفية والتخلف.من بين عشرات الشخصيات الدينية التي جاءت من كل الدنيا في المؤتمر العالمي الكبير في روسيا كان الإمام الأكبر إماما أكبر كما يليق باسمه: سماحة في غير افتعال، سمو بغير غرور، يعرف ماذا يقول لأنه تعلم وتبحر ولم يجمع أوراقا أو يلتقط شعارات من هنا وهناك، لغة عربية راقية رائقة في غير تشدق، ونطق صحيح للآيات والأحاديث ومخارج الحروف تدخل قلب حتى غير العارفين بالعربية.

أستطيع الآن التعبير عن رؤيتي للإمام الأكبر بعدما تركت عملي وفضلت عليه الرجوع للجامعة، أستطيع أن أقول ذلك وليس بيني وبين الإمام منفعة ولا مصلحة.

السنون تتغير، الجزيرة العربية لم تعد تتشبث بالإسلام الذي كانوا يسمونه إسلاما نقيا صافيا؛ الإخوان يراجعون كيف يتحمل المسؤولية من هم في داخل التنظيم وليس من هم خارجه فحسب؛ الملحدون وفريق من العلمانيين لابد أن يتحلوا بالشجاعة والنزاهة ويطلقوا سهامهم على مكامن الاستبداد الحقيقي وعلى الإرهاب الحقيقي وألا يكتفوا ببطولات زائفة ومكاسب سريعة لأن شيخ الأزهر في هذه الأجواء يعد هدفا سهلا زعما بأن الرجل يكرس كتبا لم تعد مقدسة.

تحية إجلال ومحبة لفضيلة الإمام الأكبر، مؤجلة له من آخر لقاء قبل عدة سنوات.. في بلاد غير بلادنا وشعوب غير شعوبنا.

نقلا عن االأهرام الكندية

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات