حمادة إمام يكشف : لماذا لم يدفن السادات فى ميت أبو الكوم ؟ فى الذكرى ال41 لإغتياله

فى يوم ميلاده كان السادات يذهب لميت أبو الكوم وتتبعه كاميرات التليفزيون ويجلس أمامها ليحكى للجماهير ذكريات الطفولة وقصة النشأة وعشقه لتراب قريته ميت أبو الكوم حتى ظن الناس أنه سيخلدها وأن ترابها سيوارى جسده الا أن المفاجأه التى أصابت الجميع بالذهول أن روحه لما صعدت للسماء لم يدفن فى مقابر ميت أبو الكوم !!

كيف حدث هذا ؟ ولماذا حدث ؟ مات السادات يوم 6 أكتوبر ولكن جنازته شيعت بعدها بأربعة أيام!

ليبقى السؤال لماذا تأجلت مراسم التشيع ؟ ولماذا دفن بجوار المنصة وليس بمسقط رأسه؟

يوم6 أكتوبر وضعت رصاصات عطا طايل نهاية السادات وفشل عبود الزمر فى الاستيلاء على مبنى الإذاعة والتليفزيون ولكن وفاة السادات ، وفشل عبود لم يكونا نهاية الصدام بين تنظيم الجهاد والسادات

ففى الوقت الذى نقل فيه السادات إلى مستشفى المعادى انطلق عبود الزمر إلى مخبئه بالجيزة لوضع الخطط البديلة.

ففى مستشفى المعادى كان رجال السادات فى أنتظار مجيئه وهو تحت إشراف الأطباء وكان يمكن أن تمر المسألة بسهولة ويبدأ الجميع فى الاستعداد للجنازة لولا موقف جيهان السادات وإصرارها على حضور نجلها جمال السادات تشريح جثة والده وشكها فى الحرس الخاص لزوجها.

وفى اليوم التالى لواقعة الاغتيال وقبل بدء تشريح جثمان الرئيس الراحل اتصل رئيس الوزراء بالسيدة حرم الرئيس (جيهان السادات) للإذن باستخراج الرصاصة الوحيدة المتبقية فى جسده استكمالا للتحقيقات

وقد وافقت بشرط حضورها مع جمال السادات قائله إنها إرادة الله حتى يودع جمال أباه الذى مات أثناء غيابه بالخارج ولم تخبره السبب الحقيقى وهو رغبة جمال فى التأكد مما إذا كانت الرصاصة من مدافع المتهمين أم من بندقية أو مسدس آخر وساء أكد أن من الخلف أى من جانب الموالين للمتطرفين، أو من جان بالحرس الخاص وقد تبين من فحص جمال للأداة ــ باعتباره عضوا فى نادى الرماية ولإلمامه بالكثير من البنادق والذخيرة ـ

أنها من نفس النوع الذى استخدمه المتهمون وهكذا انصرفا وقد اطمأنا إلى هذا الأمر.

وقد كانت جيهان السادات تتصور أن جسد الرئيس الراحل قد مزقه الرصاص إلا أنها شاهدت ثلاثة ثقوب صغيرة فقط، إثنان فى صدره بالقرب من القلب والثلاثة فى قدمه.

ولما تأكدت (جيهان) من وفاة زوجها وأن الحرس الخاص ليس له علاقة بالاغتيال بدأت الاستعدادات للجنازة ولكن اختيار مكان دفن السادات ظل واحدا من أشد الأسرار التى ظلت مجهولة حتى وقت قريب جدا.

خاصا وأن السادات كان يتمنى أن يدفن فى مسقط رأسه بالمنوفية وكان قرار الدفن بمدينة نصر سببه الرغبة فى تخليد ذكراه وحتى يسهل على المشاهير والرؤساء زيارة قبره كلما زاروا مصر.

هذا الكلام هو التفسير من وجهة نظر رجال السادات: ولكن التفسير الحقيقى أن قرار اختيار دفن بطل الحرب والسلام بجوار الجندى المجهول كان لأسباب أمنية بحتة وخشية الأجهزة من عدم السيطرة على الموقف بعد أن وصلت معلومات بأن هناك مخططا لتفجير الجنازة بكل ما فيها من مصريين ووفود

وذلك عن طريق طائرة يقودها أحد أعوان عبود الزمر وذلك فى حالة ما إذا تقرر أن يدفن السادات فى المنوفية وكانت فكرة التحكم والسيطرة على الجنازة عملية صعبة لذلك تقرر أن ينقل السادات من مستشفى المعادى بطائرة تهبط على مسافة قريبة من الجندى المجهول ثم يكون موكبها لمسافة قليلة جدا

وفى الوقت ذاته تتيح مساحة الاتساع والفراغ لحى مدينة نصر فرصة للأجهزة الأمنية فى التحكم والسيطرة على الأمور.

تحرير نقلا عن الأهرام الكندية

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات