بالفيديو..”محميه الوادى الأسيوطى”تؤوي 375 حيوانا نادرا..وتعانى التعديات

على بعد 20 كيلو متر جنوبي شرق مدينة أسيوط، تقع محمية الوادي الأسيوطي التي أنشئت عام 1997 بقرار وزراي رقم 107 على مساحة 8 آلاف فدان، بهدف الاهتمام بإكثار الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض، إلا أنه بعد مرور 4 أعوام من إنشائها بدأت تعاني من تعدي مواطني القرى القريبة منها على مساحتها، حتى وصلت حالات التعدي إلى 25% من مساحة المحمية.
وأعلن عن المحمية من خلال مشروع بين جامعة “أريزونا” الأمريكية وجامعة أسيوط استمر لمدة 8 سنوات، كان من ضمن توصياته أن يعلن الوادي الأسيوطي بأكمله محمية طبيعية نظرا لوجود أنواع نادرة من الثدييات والطيور، وأنواع من النباتات الطبية أيضا، فتبنى هذه الفكرة الدكتور عبدالمنعم ماهر، بكلية الزراعة جامعة أسيوط، الذي قدم المقترح لجهاز شؤون البيئة ومنه إلى مجلس الوزراء الذي أعلن عنها عام 1989 دون تحديد المساحة، إلا أن جاء عام 1997 وعدل القرار بتحديد الجزء الأخير من الدلتا بالوادي الأسيوطي ومساحتها 8 آلالف فدان، وتوالي بعد ذلك تصميم البنية الأساسية للمحمية التي شملت مبنى إداري واستراحات وغرف للحرس، ومصدر مياه أساسي.
ويقول نفادي إن المحمية تضم 357 نوعا من الحيوانات و66 نوعا من النباتات و15 من الزواحف و105 فطريات و87 حشرات، ومن أهم ما يميز المحمية في الحيوانات الغزال المصري، والضباع، والذئاب، والثعالب، أما الطيور فيوجد منها أنواع كثيرة تتنوع ما بين طيور مهاجرة بنسبة 2 % فقط، أما النسبة الباقية للطيور المقيمة، والزواحف أنواع من الثعابين وأخطرها الطريشة والحية المقرنة، كما يوجد تنوع كبير من السحالي منها السحلية الدفينة، والأبراص كالبرص المصري وبرص تحت الحجر، كما تتضمن أنواع عديدة من اللافقاريات.
كما يوجد بالمحمية برج طيور أنشئ بغرض تنمية سلالة الحمام الجبلي التي أوشكت على الانقراض، ليتكاثر فيه، ومن ناحية أخرى صمم كعامل جذب للطيور الأخرى، فضلا عن أنه يشكل مصدر غذاء الجوارح كالصقر الشاهين والحر.
يوجد أيضا منحل لتربية سلالة فرعونية نادرة تسمى بالنحل البلدي، وهو أكبر منحل على مستوى الجمهورية، كان يضم 270 خلية، وكساءً خضريا وهو المرعى الذي يتغذى عليه النحل فكان يتكون من نباتات طبية كحبة بركة والبردقوش والشيح والحنة والريحان وعباد الشمس، والينسون والكراوية، والمغات، وصمم لكل نوع حوض، ولكن بعد ثورة يناير تعدى الأهالي على المنحل وأصبح يضم 50 خلية فقط بالإضافة إلي اختفاء الكساء.
يوضح مدير المحمية أنه في عام 2003 بدأت معالم التعديات تظهر، إذ حرر في البداية حوالي 3 محاضر إلا أنه مع مرور الوقت زادت بشكل كبير وأصبحت نسبة التعدي تشكل 25 % من مساحة المحمية، وما على المحمية سوى تحرير محاضر إدارية أو بقسم الشرطة لعمل الإجراءات القانونية، مضيفا أن هذه التعديات تعمل على تحجيم دور الباحثين، وهو الدور الأساسي التي يتمثل في رصد الأنواع الحيوانية والنباتية الموجودة في المحمية، كما أنها أسهمت في هجرة أنواع من الحيوانات خاصة تلك التي تعيش في بيئة هادئة كالغزال المصري، فبعد أن كان القطيع يضم حوالي 20 غزالة، أصبح يضم 5 فقط، وأن أكبر التعديات كانت استيلاء أحدهم على مساحة 400 متر، ووجود محجر جيري يعمل داخل المحمية.
ويشير نفادي إلى أن عدم وجود الأمن في المحمية أثر على معدل الزيارات، فمنذ أن خصصت وهي تشهد إقبالا كبيرا من الأجانب والمصريين حتي عام 2011، الذي يعتبر تاريخا مهما للمحمية، لأنه شهد ازدهار النشاط البحثي وعدد الزيارات من المصريين والأجانب، والإكثار الحيواني والنباتي،  لكن الزيارات حاليا لا تتعدى رحلات مدرسية وجامعية أغلبها من محافظة أسيوط.
يقول الدكتور جلال الحباك، رئيس قسم الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة أسيوط، إن المحمية هي مكان يحتوي على طيور أو نباتات وحيوانات مهددة بالانقراض، فتجري حمايتها وتوفير البيئة الطبيعية التى تساعد على نموها وتكاثرها دون تدخل بشري يعمل على تغير صفاتها البيولوجية، حتي تكون المحمية غنية بالتنوع النباتي والحيواني النادر، مضيفا أن أكبر تعد تواجهه المحمية هو وجود محاجر الحجر الجيري وهو مصدر اقتصادي في نفس الوقت، فبالتالي أصبح من الصعب تحقيق عملية التوازن البيئي.
ويشير الحباك إلى أن المحمية ينقصها الدور التوعوي، فلابد من توفر حملات توعية وإرشاد وتعريف للمواطنين عن المحمية وأهميتها.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات