شيخ الأزهر: الإسلام لم يدعو لقتال غير المسلمين .. ونائب البابا: سنواجه الإرهاب بالسلام

البابا تواضروس الثاني وشبخ الأزهر

انطلقت الآن فعاليات الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأزهر الشريف، الذى يعقد تحت عنوان “مؤتمر الأزهر العالمى للسلام”، بحضور شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ويتحدث فى الجلسة الافتتاحية، القس الدكتور جيم وينكلر، الأمين العام للمجلس الوطنى للكنائس بالولايات المتحدة، القس الدكتور أولاف فيكس، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمى، الأنبا بولا ممثلا عن البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والدكتورة أمل عبدالله القبيسى، رئيس المجلس الوطنى الاتحادى بالإمارات العربية المتحدة، البطريرك برثلماوس الأول، رئيس أساقفة القسطنطينية، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.

ومن جانبه، قال القس الدكتور أولا فيكس، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمى، نشعر بالامتننان الشديد لشيخ الأزهر بدعوتنا لحضور مؤتمر الأزهر العالمى للسلام، وسط انقسام الشعوب والأمم وهو مان شاهده فى أجزاء كثيرة فى العالم، كما نشاهد أن المراجع الدينية تستخدم خطأ باسم الدين، فنحن نؤمن برب واحد خلق إنسانية واحدة لكى تعيش معنا رغم اختلافها، ونحن هنا لنتبادر أفكارنا، ونحن مسئولون أمام الخالق عندما نلتقى بعضنا البعض.

وأضاف فى كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأزهر العالمى للسلام، أننا مدعون كجماعات دينية محبة بعضنا البعض ونعترف بأننا جميعا ضعفاء ولدينا حاجة متساوية للحماية وحقوق الإنسان، والسلطات عليها توفير الأطر لذلك، نحتاج إلى أرضية صلبة تكون مشتركة لحياتنا معا، ومفهوم المواطنة يجب ترسيخه، ويجب أن نكون جيران وتلبى حاجتنا الأساسية الصحة والتعليم وتبادل حرية العقيدة، ورأينا هنا فى مصر أمثلة مذهلة فلقد سمعنا عن مسلمين يدافعون عن مسيحيين، وعلينا أن نحب بعضنا بعضا ومن لم يحب لا يعرف الله لأن الله محبة.

وفي سياق متصل، قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إن الأديان كلها بريئة من الإرهاب، ودعا إلى عدم محاكمة الأديان بجرائم بعض المؤمنين بها.

وأضاف شيخ الأزهر في كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأزهر العالمي للسلام بالقاهرة اليوم، أن الإسلام هو حلقة أخيرة في سلسلة الدين السماوي الواحد تتطابق في مضمونها وتختلف في الشرائع المتغيرة، مؤكدا أن الأديان كلها تتفق على أمهات الفضائل وكرائم الأخلاق.

وأكد شيخ الأزهر أن القرآن الكريم أقر بوجود اختلاف بين البشر في العقيدة واللون والجنس، وقال إن “الاختلاف يترتب عليه حرية الاعتقاد التي تستلزم نفي الإكراه في الدين”، مشيرا إلى أن القرآن حدد العلاقة بين المختلِفين في العقائد في إطارين: الحوار والتعارف.

وأضاف فضيلة الإمام الأكبر في كلمته، إن الأرهاب الأسود الذي يضرب الدول المسلمة والمسيحية في الشرق، لا تعود أسبابه نهائيا إلى الشريعة الإسلامية، إنما ترجع إلى سياسيات كبرى جائرة تسعى للهيمنة ونشر الانقسام.

وأكد الشيخ أحمد الطيب، أن فلسفة السلام في الإسلام، تعتمد على حرية الاعتقاد مع الاختلاف في الدين، وتكييف العلاقة بين المختلفين دينيا في إطارين هم الحوار والتعارف.

وأشار فضيلة شيخ الأزهر، إلى أن الحرب في الإسلام ضرورة واستثناء يلجأ له إذا لم يكن منه بد وهي ليست حربا هجومية بل دفاعية، كما أنها ليست مشروعة للدفاع عن المساجد فقط ولكن عن الكنائس ومعابد اليهود بنفس الدرجة، متسائلا كيف لدين يدعو بحماية الكنائس والمعابد اليهودية أن يتهم بالإرهاب؟.

وتابع شيخ الأزهر، أن الإسلام لم يدعُ إلى قتال غير المسلمين أبدا تحت بند كفار، بل تحت بند العدوان.

وتساءل الدكتور أحمد الطيب في نهاية كلمته، إذا كانت نصوص الإسلام تكشف عن انفتاح هذا الدين على الآخر فكيف يصحّ في الاذهان وصفه أنه دين إرهاب.

وقال الأنبا بولا، أسقف طنطا وتوابعها ممثلا عن البابا تواضروس الثاني، إنه جاء ممثلا ومندوبا عن ضحايا تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية أيضا وليس عن البابا تواضروس فقط، منوها بأن أولئك الضحايا واجهوا متفجرات الإرهاب بأغصان الزيتون وسعف النخل.

وأضاف بولا خلال اليوم الأول لمؤتمر الأزهر العالمي للسلام، برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف: أنه أصبح معلوما للجميع ، أنه جاء حاملًا غصن الزيتون لأنه يشير إلى السلام، فيما يشير سعف النخل إلى النصرة والغلبة والسمو، وكذلك اللون الأخضر الذي يشير إلى الحياة، مؤكدا على أنهم لن يواجهوا الإرهاب إلا بنشر ثقافة السلام، فسيواجهون الكل بما في ذلك الإرهابيين بالسلام.

وتابع: وذلك لأن الكتاب المقدس يطالب بذلك، قائلا: الله هو مصدر السلام، وهو السلام وصانعه في أعاليه، فالسلام صناعة إلهية، موطنها السماء، ولكنها تعم الأرض إذا طلبناها وسعينا إليها، لذا علينا أن نكون أداة حية في يمين الله لنشر السلام.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات