سليمان شفيق يكتب لوريس الزوجة الصالحة والام العظيمة 1938/ 2018

لوريس الزوجة الصالحة والام العظيمة 1938 / 2018 (اِمْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ مَنْ يَجِدُهَا؟ لأَنَّ ثَمَنَهَا يَفُوقُ اللآلِئَ.) الامثال 31/10 كان الليل الشتوي يلبد سماء اسيوط ، وكنت قد وصلت متأخرا الي المدينة ، استقبلني الصديق اشرف رمسيس ، اصطحبني الي منزل العائلة في ذلك الوقت المتأخر ، بقلب الام كانت تنتظر ، فتحت الباب قبل ان نطرق وكأن قلبها شعر بخطوات ابنها “اخر العنقود” ، هالة من نور الحب احاطت بوجهها الجميل ، ذكرني بالقديسة فيبي خادمة كنيسة “كنخريا” ، والتي قال عنها بولس الرسول في رومية 16: “سلموا على الكنيسة التي في بيتهما”، في دقائق سخنت العشاء الذي اعدتة لاستقبال الضيف ، عرفت ان هذا المنزل كان يستقبل كثير من الخدام وليس بعيدا عن منازل نساء بولس العفيفات مثل بريسكلا وزوجها اكيلا اللذين عملا مع الرسول ووضعا عنقيهما من أجل حياته، كانت رقية المشاعر مثل أفنيكي أم تيموثاوس ، كان الفراش معدا ونمت علي فراش دافي القلب والحب . لوريس جاد السيد جرجس : ابنة ناظر دائرة الطرزي باشا بمنفلوط، تيتمت مبكرا في سن (15) عاما ولكنها لم تكن الاخت لاخوتها الستة غيرها (ثلاثة اولاد وثلاثة بنات غيرها)، بل والام ايضا ، وتحملت مسئولية تربيتهم ورعايتهم جميعا ، ومن ثم عرفت الامومة قبل ان تتزوج في 1957 من رجل التربية والتعليم رمسيس اسحق بسطا ، والذي احبها كما احب يعقوب راحيل ، ووافقت علية رغم ظروفة الصعبة لانها رأت فية الزوج والاب ، وحفظها في عينية كما يقول مزمور “128”: (امْرَأَتُكَ مِثْلُ كَرْمَةٍ مُثْمِرَةٍ فِي جَوَانِبِ بَيْتِكَ. بَنُوكَ مِثْلُ غُرُوسِ الزَّيْتُونِ حَوْلَ مَائِدَتِكَ) وعاشت لوريس مع رمسيس بعد ان حولا بيتهما الصغير الي كنيسة كبيرة ، وعمل رمسيس وكافح بجد بعد ان انجبت لة لوريس (ايريني وايمن وماجد وماجدة واشرف ) وكان رمسيس يحبها كما قال بولس الرسول في رسالة افسس :”أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ” ، وبعد ان رحل رمسيس في 2001 بعد (44) عاما من الحب لم يغلق الحب ابواب بيتها وقلبها بل كافحت في تربية اولادها تربية مسيحية فكانوا جميعا في وظائف مرموقة وخدام صالحين للكنيسة والوطن ، يعملون جميعا كما يقول سفر الامثال ” 28″: “اَلْحَافِظُ الشَّرِيعَةَ هُوَ ابْنٌ فَهِيمٌ” ، وساروا علي طريق لوريس ورمسيس وانجبوا: الاحفاد : رامي و دينا وبسام وجورج وديفيد ويوسف وسيف وادم واياد ، (الاكبر رامي صيدلي والاصغر ادم واياد بالمرحلة الابتدائية) ورحلت لوريس لتلحق برمسيس في مايو 2018 ، لتحقق قول الله في عدد( 23: 10 ): “من احصى تراب يعقوب وربع اسرائيل بعدد.لتمت نفسي موت الابرار ولتكن اخرتي كاخرتهم” لتصلي الان لنا جميعا أمام عرش النعمة ، مع الابرار والقديسين ، عزائي للكنيسة والفقراء الذين كانت تساعدهم في الخفاء ولاولادها وبناتها ولكل النساء الامهات الفضليات مثلها .

 

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات