فى اليوم العالمى للمرأة جرائم تجسد بشاعة العنف ضد المرأة ..تقرير

أرشيفية
«عايزة أربي العيال.. شراني وخايفة منه.. اعتذر ورجع ضربني تاني.. الست ملهاش إلا بيتها» عبارات كثيرة معتاد سماعها فى وقائع العنف الأسرى ضد المرأة، لكن للأسف لا تداوى تلك العبارات الواقع أو تغيره، بل توصلهن إلى نهايات مأساوية أحيانًا يعجز العقل عن تخيل بشاعتها، وهو ما يمكننا الاطلاع عليه يقينًا من دفاتر الجريمة، وليكن خلال شهر واحد فقط، ونعرض فى السطور التالية أبرز جرائم عنف ضد المرأة خلال الأسابيع القليلة المنقضية، التى تنوعت بين ضرب أفضى إلى موت.. مرورًا بحفلات تعذيب أو حتى اغتصاب جماعي ومصير الضحايا عادة «جثة مدممة من شدة الضرب».

سكين زوج

شهد الأسبوع المنقضى جريمة عنف أسرى، بمساكن الحديد والصلب بمحافظة الإسكندرية، إذ اعتاد فني صيانة 32 سنة، التعدي على زوجته 22 سنة بالضرب، ولما حملت الزوجة طفلها ولجأت إلى أخيها، قرر زوجها تأديبها على ذلك بمزيد من العنف، وحمل آلة حادة من آلات العمل اتجه بها إلى مسكن شقيق زوجته، وانهال على الأخيرة ضربًا حتى لفظت أنفاسها، وأثبت تقرير الطب الشرعي تعرضها للضرب المبرح وعدة جروح طعنية نافذة بالبطن والساعد الأيسر، وحملت تحقيقات تلك الجريمة رقم 5819 لسنة 2019 جنح الدخيلة، وأمرت خلالها النيابة العامة بحبس الزوج.

عنف واغتصاب جماعي

منطقة بولاق الدكرور بالجيزة شهدت الأسبوع المنقضي جريمة عنف مركبة ضد ربة منزل وصديقتها، انتهت بقتل الأولى على يد زوجها بطلقات خرطوش فى الرأس، واغتصاب أصدقاء الزوج للثانية، وكان لسان الجناة وقت ارتكاب الجريمة الاستهانة والاستقواء على المجني عليهن: “حريم مايقدروش يعملولنا حاجة”.

ضحية الاغتصاب تحاملت لتجر نفسها وصديقتها مدممة الرأس إلى مستشفى أم المصريين، «إلحقوني ضربوا صاحبتي بالنار واغتصبوني»، وكشفت أن صديقتها متزوجة بعقد غير شرعي «عرفي»، ونشبت خلافات بينها وبين زوجها بسبب عنفه ضدها وتكرار تعديه عليها بالضرب، بما دفعها لترك مسكن الزوجية وطلب الإقامة عند المُبلغة باعتبارها صديقتها، وبعد يومين حضر الزوج وطالب رد زوجته، ولما تضررت الأخيرة من عنفه ضدها ورفضت العودة معه ضربها مجددًا وأخرج من طيات ملابسه سلاح خرطوش أطلق به النار على زوجته.

وكشفت التحريات أن قاتل زوجته اتصل بأربعة من أصدقائه لطلب مساعدته فى محاولة إنقاذ المجني عليها أو إيجاد مخرج له من الجريمة، وحضر الأصدقاء الأربعة، ومنعوا نقل المجني عليها إلى المستشفى، وزعموا قدرتهم على علاجها واستخراج «بلى الخرطوش» من رأسها وجسدها، وفى تلك الأثناء قرروا اغتصاب صديقة الزوجة، وتناوبوا التعدي عليها، وهددوا الفتاتين حال إبلاغ الشرطة، وساءت حالة المصابة بالخرطوش فنقلتها صديقتها إلى المستشفى التى أخطرت الشرطة بالجريمة وتم ضبط الجناة.

كتيبة إعدام بعين شمس

«آية» هكذا كان اسمها، لم تعد موجودة بيننا اليوم، إذ رحلت عن عالمنا الشهر الماضي، على يد كتيبة إعدام مكونة من زوجها وعشيقته وحماتها وزوج الأخيرة وابن ثان لهما، لتجسد بذلك المجني عليها صورة صارخة للعنف ضد المرأة، بدأ بفتاة شابة مدللة أبويها، اللذان لم يمتلكا فى الدنيا غيرها وأخ أصغر منها بنحو 10 سنوات، زوجوها لشاب رياضي يعمل فرد أمن فى مصنع، اعتقدا أنه سيصنها، لكنه للأسف اعتاد التعدى عليها بالضرب المبرح، واعتادت هى التحمل وتجاوز الأمر وقبول اعتذارات أحيانًا أملًا فى حياة مستقرة لطفلين أحدهما 6 سنوات والثاني عمره عامين، لكن عنف زوجها تفاقم وأشرك فيه والدته “حماة المجني عليها” وباقى أسرته، وعشيقة اختارها للإمعان فى التنكيل بالمجني عليها، لينهي العنف الأسرى أخيرًا قتل “آية” واليتم لطفليها.

مأساة آية رجب 30 سنة، تحمل الكثير من التفاصيل المؤلمة، فهى وأسرتها قبلوا عدة مرات الصلح مع زوجها «أيمن» واعتذاره عن العنف، ومع تكرار إصاباتها إلى حد الشروع فى قتلها، قرر والدها أخذها للإقامة معه وبقيت وطفلاها معه لقرابة العام، لكن رحل والد «آية» قبل أن يحسم أمرها بالطلاق من زوجها، ليتركها ضحية لحلقات ابتزاز وعنف جديدة، إذ هددها زوجها بقتل أخيها الصغير إذا لم تعد إلى مسكن الزوجية فرضخت، وعادت إلى وصلات عنف باتت تشترك فيها حماتها وزوجها ونجل ثاني للأخيرين.

جميع جيران «آية» بمنطقة عين شمس كانوا يسمعون صوت صراخها، وأبلغوا والدتها بالأمر، فاتجهت الأم لتحرير محضر شرطة لإنقاذ ابنتها، لكن الأخيرة كانت ما زالت فى قبضة زوجها وحماتها، اللذين أجبراها على نفى تعرضها للضرب، وجعلاها تسجل فيديو تنفي فيه تعرضها للعنف، ولم يكتف الزوج وأهله بهذا بل تقدموا بالفيديو إلى المحكمة واتهموا أم الزوجة المجني عليها بالبلاغ الكاذب، وتم الحكم عليها واستأنفت على الحكم، لتصبح الأم مغلولة اليد عن مجرد محاولة تكرار إنقاذ ابنتها، حتى جاءها خبر من أحد جيران الأخيرة: “إلحقى قتلوا بنتك ومش سامعين لها حس من يومين.. سمعناهم بيضربوها وشفنا حماتها واقفة على قلبها لحد لما ماتت”.

وللأسف الشديد رغم قسوة ما تم إيصاله للأم كانت عاجزة عن إبلاغ الشرطة: «هيتهموني تاني بالبلاغ الكاذب»، وهنا اضطر شهود العيان للإبلاغ: «لو مش هتبلغي هنبلغ إحنا» وبالفعل عثرت الشرطة على جثة آية ملفوفة فى سجادة وأكياس، وكان المتهمون فى طريقهم للتخلص من الجثة، وتم ضبط عشيقة الزوج على مسرح الجريمة وقت التحقق من البلاغ، وبتفتيش الحماة وشهرتها فرنسا تبين إخفاؤها مصوغات وأموالا أسفل إبطها، كانت تنوى اتهام «آية» بسرقتهم والهرب من المنزل، لإخفاء جريمتها، حتى إذا عثرت الشرطة على الجثة بعدها بإمكانهم الزعم أن هناك من طمع فيها وقتلها من أجل المسروقات، لكن مخططهم باء بالفشل بسبب بلاغ الجيران وعلم الجميع بمأساة «آية».

موتها من الضرب

جريمة عنف ضد المرأة أسدلت عليها محكمة جنايات بنها الستار خلال الشهر الماضي، إذ قضت فى 7 فبراير بالسجن لمدة 5 سنوات، ضد سائق، لاتهامه بضرب زوجته حتى الموت بمحافظة القليوبية.

وكشفت أوراق القضية عن نشوب خلافات زوجية، انفعل خلالها الزوج «محمود.م.م» 38 سنة، اتبع سلوكه المعتاد فى تعنيف زوجته «عبير.س.ع» وتعدى عليها بالضرب، لكنها هذه المرة لم تحتمل شدة الضرب، وسقطت مغشيًا عليها، وهنا خشي المتهم من خضوعه للمساءلة، وحاول إسعاف زوجته، إلا أنها فارقت الحياة، وحاول استخراج تصاريح بالدفن إلا أن تقرير طبيب الصحة كشف عن وجود شبهة جنائية، واعترف الزوج بضرب زوجته حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ونفى تعمده قتل المجني عليها.

كبلها واغتصب شقيقتها

مدينة اليسر بمحافظة السويس شهدت جريمة نكراء ضد ربة منزل وشقيقتها القاصر التى تبلغ من العمر 15 عاما، إذ قام عاطل بتعذيب زوجته وشقيقتها وضربهما بآلات حادة، قبل أن يكبل كلتيهما تباعًا، ويغتصب شقيقة زوجته فى حضور الأخيرة تنكيلًا بها.

المتهم تم القبض عليه، وأمرت النيابة العامة بإحالته إلى المحاكمة الجنائية، وكشفت تحقيقات القضية أنه معتاد التعدي على زوجته بالضرب وسرقة أموالها، بسبب تعاطيه للمواد المخدرة، وتركت زوجته مسكن الزوجية بسبب عنفه معها، وذهبت إلى منزل والدتها، إلا أنه ومع حدوث خلافات مع والدتها عادت إلى زوجها بالمنزل ومعها شقيقتها الصغرى.ووجد المتهم فى عودة زوجته إلى مسكن الزوجية فرصة سانحة لإمعان التنكيل بها، إذ احتجز الصغرى، ثم قام بتقييد زوجته وضربها ضربًا مبرحًا، وعذبها وأصابها في جميع أنحاء جسدها، مما تسبب في إصابتها بنزيف بأماكن مختلفة، وعقب ذلك أحضر المتهم شقيقة زوجته، وضربها هى الأخرى، وقام بتكبيل يديها وقدميها واغتصبها أمام شقيقتها، ومع صراخ المجني عيلهما تجمع الأهالي، وضبطوا المتهم، وقالت الزوجة: “ارتكب جريمته عن عمد، مستغلا ضعفي أنا وشقيقتي وعدم وجود أحد يقوم بالدفاع عنا داخل المنزل”.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات