الإعلامية إلهام فهمى تكتب: الفقراء ما بين مطرقة .. وسندان ..!

الإعلامية الهام فهمى

لا بهم غلاء المعيشة ، وأحوالهم الاقتصادية الصعبة بطبيعتها ومعاناتهم ما بين فقر ومرض وعجز وقلة حيلة ، ولا بهم من لا يرحمون ولايدركون رحمة الله ، مستغلين فى ذلك حاجاتهم وعوزهم الشديد ، وذلك فى النصب على الآخرين بأسمائهم واحوالهم .

_ احوال الأيتام والأرامل والمرضى من الفقراء ، أصبحت وسيلة للتربح لدى البعض من أصحاب النفوس المريضة ، يجاهرون باحوالهم فى صورة من صور النصب والاستغلال لتعاطف اصحاب القلوب الرحيمة

_ وذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعى ، مثال حسابات الفيس بوك او الجروبات المفعلة من بعض اصحاب النفوس المريضة من أجل ذلك ، والتى تعتمد فى ذلك على اكبر عدد من الاصدقاء المختارين بدقة والمعارف ، كما تعتمد قبل كل شىء على شخصية صاحبها وقدرته على التمثل بالأخلاق والرحمة والفضيلة فى افضل صورها وفى اعظم صورة من صور الخداع ، مستغلة رحمة وتعاطف الآخرين وذلك بطلب المساعدة والتى هو أو هى الوسيط فيها ما بين المتبرع والمريض ، أو الأرملة واليتيم أو إلغارمات ، أو المكتوب كتابها وغير قادرة أن تأتى بما عليها من أجهزة لاتمام زفافها ، والكثير من الأحوال المذرية والمؤثرة والتى تثير شفقة وتعاطف الآخرين ، سواء كانت تلك الحالات التى يتم عرضها من خلال البوسط هى بالفعل واقعية أو وهمية مصطنعة من صاحب البوسط المدعى الفضيلة والانسانية ، ففى الحالتان تذهب تلك الأموال فى الغالب من التبرعات ، سواء مادية أو عينية الى حساب الوسيط الشخصي .. فى حالة من موت للضمير الانسانى ، وغفلة وحسن النوايا من المتبرع المخدوع فى ڜخص الوسيط ، والذى كان يجب عليه بدوره أن يتحقق جيدا ، من أن ما يقدمه من فعل الخير فإنه يذهب بالفعل إلى من يستحق ، وفى مكانه الصحيح والوسيلة المضمون مصداقيتها ، ضيف علي هذا اننا فى الشهر الكريم والذى تكثر فيه الحسنات وفيه الجميع يسعى إلى أن ينال الاجر والثواب والتقرب إلى الله

_اضف الى ذلك عزيزى القارئ ؛ تلك الكارثة الاكبر ، والتى تدار على مرأى ومسمع من الجميع ، وهو ما يتم من استغلال وتربح بأسم الفقراء من خلال البعض من القنوات الفضائية ، والتى لا تعتمد فى الغالب برامجها الا على هذه النوعية من البرامج التى تعمل على مدار اليوم على دغدغة مشاعر المشاهدين وكسب تعاطفهم ، دون أدنى مراعاة لكرامة ومشاعر الاشخاص الذين يقومون بتصوير حالاتهم ، سواء كانوا من المرضى من الفقراء أو القاطنين بالعشش ، وغيرهم الكثير من صور لمن ليس لهم حول ولا قوة ، طالبين التبرع بأسمهم ومن أجلهم بتلك الشكل المذرى المهين ، والإسلوب المستميت من الشحاذة ، والغاية فى الاستفزاز من مقدمي البرامج من هذه النوعية.. !

ومايثير دهشتكم اعزائى القراء .. وهو لايعلمه الغالبية منكم ، وهو أن هذه القنوات التى تبث هذه البرامج مستغلة عوز الناس ومرضهم وحاجتهم ، فى جذب اكبر قدر من التبرعات من أصحاب القلوب الرحيمة من المشاهدين ، هو أن ما يأتى من تبرعات باسم المرضى أو الايتام او الأرامل والفقراء على وجه العموم .. لا يذهب إليهم ! نعم لا يذهب إليهم الا القليل منه ، وبنسبة محدده قد لا تتعدى ال ٢٠٪ من مجموع التبرعات التى تأتى باسم الحالة التى تم التصوير معها والمتاجرة والتربح بها وبضعفها وكسرتها ، والباقي يذهب للقناه والتى شيدت من أجل اغراضها الدنيئة ، وهكذا تلك القنوات تدفع اشتراكات البث والأجور والتربح ، وتظل قائمة من خلال جمع التبرعات و الاتجار بأحوال الفقراء والمعدمين والمرضى ..فى غفلة ودون أدنى رقابة من الدولة والمسؤلين بها أو حتى ابداء اى اندهاشة لديهم من تلك الفضائيات التى تكرس غالبية الوقت من اليوم فى بث هذه البرامج ، فنرى تجاهل تام وغير مبرر من قبلهم من عدم الالتفات او البحث فى خلفيات هذه الفضائيات المذعومة و ما يعود عليها من ذلك من منفعة ، وعلى الرغم من عدم توافر الإعلانات اللازمة لتغطية تكلفة ااقامتها واستمرارها ..!

وهكذا يظل الفقراء يعانون مابين فقر وعوز وغلاء المعيشة والذى أضاف فقرا فوق فقرهم ، هم الضحايا دائما ، بين مطرقة الدولة .. وسندان المتربحين من خلف ستار الرحمة .. والفضيلة ..!

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات