قراءات في الوعي الجمعي

بقلم  أشرف رشاد الشريف  رئيس حزب مستقبل وطن

لقد بت مقتنعا تمام أن الأشخاص ليسو هم حينما ينتمون مجموعه

فالمرء منا بقناعات ورؤى وأفكار مختلفة وهو فرد عنه وهو فى المجموعه

هناك عقل أخر يدير انفعالات المجموعة والجمهور بطريقة جمعية

لقد رأيت بنفسى اناس ليس لديهم حماسة لامور كثيرة لكنهم تحمسوا لها و ربنا قدموا حياتهم فداء حينما أملتها  عليهم المجموعه

ان انتمائنا بمجموعه ما يجعلنا اكثر تطرفا فى انتمائنا يمينا او يسارا

و ذلك يبدو واضحا تماما حينما تنتمى لجمهور فنان معين تجد نفسك منساق خلف ما يسرى فى جسد الجمهور حول تقديس الفنان وتقديس ما يفعله فى حياته ولعل جمهور محبى اللاعب المصرى المتميز محمد صلاح خير دليل فى المرحلة الاخيرة وضعنا الرجل تحت المنظار بطريقة قاسية ….. نزعنا عنه حقه البشرى فى ان يصيب ويخطىء……اصبح فخر العرب وعليه ان يظل فخر العرب كل ما يفعله ملائكيا وبطوليا ورائعا !!!!!

لاننا ببساطه نفقد حكمتنا فى منطقة الامور وتذوقها والاقتناع بها بمنطقية

نصبح راغبين فى تصديق اي ما يقال فى تعظيم اللاعب ولو كذبا ونبحث فى انفسنا فى تبريرات منطقية لنقنع الاخرين بما نقول

اننى اقتنعت وانا فى عالم السياسة ان الجماهير تسير وفق عقل جمعى اكثر سذاجة وضحالة من العقل الذى يسيرنا كافراد

بتنا بعقل متطرف لما تمليه المجموعه حينما انتمينا لها

بتنا متقلبين بين لحظة واخرى وفق ما يسرى فى المجموعه

الان هادئين لان الجمهور الذى ننتمى له ساكنا و غدا نثور كالرعد لان الجمهور ثار

ياتى على راسى الان اية عظيمة لم اكن أدرك معناها من قبل :

بسم الله الرحمن الرحيم

قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ    صدق الله العظيم

  * وكأن الله حينما اراد ان نتفكر بعقلية متزنة علينا ان نقوم له مثنى وفرادى ثم نتفكر

لم يقل هنا ثلاثة واكثر كجمع

لعلنى مخطىء فى تذوقى

لكن القضية وفق منظورنا المتواضع ان الانتماء لجمهور يغيب معظم قدراتك العقلية والمنطقية والمتفكرة

ولعل الحركات و التغييرات و الفوضى التى قامت فى بلادنا اخير وفق ما اسموه الربيع العربى عرضت لنا كيف تحول الاشخاص المسالمين لجمهور عنيد او حتى عنيف احيانا

بل رأينا استغلال الجماعات التى ادعت الاسلام غباء وتواضع العقل الجمعى فى جذب الناس

وانا اعتقد لو فكر كل مواطن فى الامر بصفة فردية لما اتى الاخوان المسلمون لاى بلد عربى

لكنه عقل الجماعة الساذج والانفعالى والبسيط

والعقل الانفعالى هذا قنبلة موقوتة قد تدمر بمنتهى السهولة

فالشخص الانفعالى متقلب

ان تسير وفق انفعالاتك هى فى حد ذاتها ماساة

لكم ان تتخيلوا الجماهير وهى تقدس بصدق الزعيم النازى هتلر حينما كان يبثهم الحماسة …. وتحولهم لكرهه بعد ان سقط ثم وجههم الحلفاء لما يجعلهم يكرهونه بعد ذلك

الجماهير انفعالية لا وسطية لديها

( فإما أن تحب فتقدس وتبرر كل شىء )

 ( أو تكره فتحقد فتشيطن كل شىء )

ولعل هذا هو تفسير تباعد الرؤى بين المؤيدين والمعارضين فى كل دولة

المجموعه تسير وفق انفعالاتها لا عقلها المفكر

على سبيل المثال اذكر للجماعة خبرا ان هناك عشرة الاف شهيد فى بلد ما من مستعمر سيمر الخبر مرور الكرام ثم صور لها موت شهيد واحد ومآساة اغتياله كمحمد الدرة ستخرج الجماهير ثائرة

اذن الامر بلاشك يحتاج لدراسة وبحث

الامر بات ملحا ان نبحث لعل كل قادم الى عالم السياسة ياخذ حذره ويستفيد من تكوين الجماهير ومنهجية سيرهم فى الحياه

 

 

 

 

 

 

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات