كتب : جوزيف العرقاني
ألقت أزمة تعثر المشروعات الخدمية بظلالها على مدن وقرى محافظة سوهاج، خاصة مشروعات الصرف الصحى والمشروعات الخاصة بقطاع الصحة، التى تسير خطوة إلى الأمام وخطوات إلى الوراء، ووصل الحال إلى التوقف التام فى أغلب المشروعات.
تضم محافظة سوهاج 45 مشروعاً توقف العمل بها تماماً، إما لوجود مشاكل فى التمويل أو تقاعس من الشركات المنفذة، لعدم تمكنها من تسلم الأرض المخصصة، أو وجود تعديات من الأهالى، وتبلغ تكلفة تلك المشروعات بحسب بيانات رسمية ما يفوق 3 مليارات و200 مليون جنيه.
بحسب تقرير صادر عن محافظة سوهاج، هناك 45 مشروعاً توقف العمل بها تضمنت 6 مشروعات فى قطاع الإسكان شملت إنشاء 24 عمارة سكنية بمدينة سوهاج «إسكان شباب» بتكلفة 37.3 مليون جنيه، ولم يتم الانتهاء من تنفيذ محطة الصرف الصحى التى تخدم المشروع وإنشاء قرية الظهير الصحراوى بأولاد يحيى التابعة لمركز دار السلام بتكلفة 18 مليون جنيه، رغم بدء العمل بها فى 2008
وتوقف المشروع بسبب تعثر الشركة المنفذة، وكذلك إنشاء 15 عمارة سكنية بأرض حمام السباحة بحى الكوثر بتكلفة 39.3 مليون جنيه وتوقف المشروع بسبب محطة الصرف الصحى وإنشاء مجزر عجول بحى الكوثر بتكلفة 17.3 مليون جنيه وتوقف المشروع بسبب تعثر الشركة المنفذة ومشروع إنشاء 28 عمارة سكنية بمدينة سوهاج الجديدة بتكلفة 90 مليون جنيه وتوقف المشروع بسبب تقاعس الشركة المنفذة .
وفى مجال الشباب والرياضة، توقف العمل فى 3 مشروعات هى: «مشروع إنشاء سور نادى الشروق الرياضى، و8 ملاعب نجيل صناعى بالأندية الرياضية وتطوير الصالة المغطاة بالاستاد الرياضى» بتكلفة 20 مليون جنيه، وتوقفت تلك المشروعات لعدم تدبير المستخلصات الخاصة بالشركات المنفذة، وفى مجال الصحة توقفت 5 مشروعات أولها تطوير مستشفيات «دار السلام المركزى، جرجا العام، جهينة المركزى، ساقلتة المركزى، ومستشفى طما المركزى» وبلغت التكلفة الإجمالية لتلك المشروعات ملياراً و215 مليون جنيه وتوقف العمل لتباطؤ الشركة المنفذة.
وفى مجال الطرق، توقف العمل فى مشروعين لرفع كفاءة طريق سوهاج أبوشوشة الزراعى بطول 15 كيلو ورفع كفاءة وتوسعة طريق «سوهاج – المراغة»، بطول 38 كيلو بتكلفة 60 مليون جنيه وتوقف العمل بسبب تعثر الشركة المنفذة وبسبب أعمال الصرف الصحى.
أو فى مجال التعليم العالى، توقف العمل فى مشروعين هما مشروع البنية التحتية بمقر جامعة سوهاج الجديدة بالكوامل، مشروع مبنى الإسكان الطلابى والأسوار حول المبانى، بتكلفة 163 مليون جنيه، وتوقف العمل فى المشروع الأول من قبل الشركة المنفذة ولجأت الشركة للتحكيم الإجبارى لطلبها إعادة التوازن المالى لعقد المشروع بالكامل ولم يتم صدور قرار هيئة التحكيم حتى الآن وتوقف المشروع الثانى بسبب تعثره المالى أيضاً.
وفى مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى توقف العمل فى 27 مشروعاً، وتنوعت أسباب التوقف فى تلك المشروعات، إما بسبب تأخر إصدار إجراءات التخصيص أو تعثر الشركة المنفذة أو عدم تمكين من موقع المحطات أو تداخل الأراضى المخصصة مع أراضى المواطنين أو تعدى الأهالى على المواقع المخصصة أو تقاعس الشركات المنفذة.
وأبرز المشروعات المنفذة فى محافظة سوهاج التى بدأ العمل بها عام 2003 ولم يتم الانتهاء منها حتى الآن هو مشروع الصرف الصحى بمدينة المنشاة والعسيرات، لعيش الأهالى فى معاناة لمدة 17 عاماً، ويعتبر المشروع من أهم مشروعات المحافظة المتوقفة، ورغم وعود المسئولين بمحافظة سوهاج بإنهائه رحمة بالآلاف من أهالى مركز وقرى مركزى المنشاة والعسيرات، إلا أن جميع الوعود ذهبت أدراج الرياح.
وقال شريف السيد، رئيس مدينة المنشاة، إن مجلس المدينة عقد اجتماعاً خاصاً فى عام 2017 لمناقشة مشكلات الصرف الصحى بمدينة المنشاة برئاسة سكرتير عام مساعد المحافظة آنذاك، وبحضور جميع الجهات المسئولة عن المشروع «رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة المنشاة، مدير عام شركة المقاولات المصرية، ومدير أعمال الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى، وممثل عن هيئة مياه الشرب، ورئيس قطاع الصرف الصحى بشركة مياه الشرب، ومدير فرع الشركة بالمنشاة، ومدير تنفيذ الهيئة بسوهاج، ومدير عام الرى بالمحافظة، ومدير المكتب الفنى بالديوان».
وأضاف أن الاجتماع انتهى إلى أن سبب توقف العمل فى مشروع الصرف الصحى بالمنشاة يرجع لخلافات بين الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى والشركة المنفذة «شركة مختار» بسبب فروق الأسعار، وأكد الاجتماع ضرورة سحب الأعمال من الشركة المنفذة، وإعادة الطرح من جديد، وكذلك مخاطبة رئيس الهيئة العامة للصرف الصحى لإنهاء المشكلة القائمة بالنسبة لفرق الأسعار، وتم سحب المشروع من الشركة المنفذة وترسيته على شركة أخرى لتبدأ الأعمال فى المشروع مرة أخرى.
وخلال الشهر الماضى، عقد اللواء طارق الفقى، محافظ سوهاج، اجتماعاً مع رؤساء الوحدات المحلية وطلب المحافظ إعداد بيان تفصيلى عن المشروعات الخدمية والتنموية المتوقفة، التى وصلت نسبة التنفيذ بها إلى أكثر من 80%، لافتاً إلى منحها الأولوية فى التنفيذ وإيجاد الحلول الجذرية لها، مشيراً إلى أن رؤيته للعمل ترتكز على «الالتزام، والانضباط، والمحاسبة، وسيتم إعادة الحياة من جديد لتلك المشروعات المتوقفة».
