حكاية الطفلة سلمى مع 17 يوماً داخل الحجر الصحى.. أصغر مصابة بكورونا فى أسوان

هى طفلة لم تتجاوز الـ10 سنوات من عمرها، كانت واحدة ضمن الذين أصيبوا بمرض “كورونا” المستجد، وتم نقلها إلى الحجر الصحى بمستشفى أسوان التخصصى، لتكون أصغر طفلة تصاب بالفيروس داخل محافظة أسوان، ولكنها ظلت تقاوم طوال فترة العزل التى امتدت لـ17 يوماً حتى خرجت بعد انتصارها على المرض.

فى البداية، تقول والدتها منى رجب: كنت جالسة لمدة 3 أسابيع فى المنزل ملتزمة بإجراءات الوقاية، وفى يوم نزلت من المنزل لكى أشترى “طلبات البيت” بنفس المنطقة بامتداد العقاد بجوار التأمين الصحى بمدينة أسوان ورجعت، ولكنى شعرت بالتعب وأعراض دور برد وسخونة، والتعب يزيد مع الوقت، كما أن أعراض المرض بدأت تظهر على الطفلة وعلى زوجى، وبعد الذهاب للطبيب نصحنى بالتوجه إلى مستشفى الصدر بمدينة أسوان لأخذ عينة خاصة أنى مصابة بالتهاب رئوى، ثم أظهرت نتائج التحاليل فى مستشفى الصدر إيجابية العينة وتم حجزى بالحجر الصحى أنا وزوجى وابنتى.

الأطباء-والتمريض-يلتقطون-الصور-التذكارية-مع-الطفلة
الأطباء-والتمريض-يلتقطون-الصور-التذكارية-مع-الطفلة

وتابعت الأم القصة قائلةً: لدينا ثلاثة أبناء “إبراهيم” بالصف الأول الثانوى، و”هشام” بالصف الأول الإعدادى، ولكن نتائجهما ظهرت سلبية، باستثناء الابنة الثالثة “سلمى” 10 سنوات بالصف الرابع الابتدائى ظهرت إيجابية وتم احتجازها معنا فى العزل.

وأشارت أم الطفلة، إلى أنها فوجئت بالتصريح لها ولزوجها بالخروج بدون “سلمى”، لأنه حتى آخر لحظة كانت توقعاتها تشير إلى خروجهم جميعا وأعدت المستلزمات لذلك، حتى إدارة المستشفى كعادتها فى حالة خروج أى حالة، أن يعلنوا ذلك فى الإذاعة الداخلية للمستشفى، لإعلام الجميع ومشاركتهم الفرحة بالخروج، ولكن هذه المرة لم يذكروا أسماءهم ضمن قائمة الخروج، بسبب رغبة إدارة المستشفى فى عدم إعلام الطفلة سلمى بخروج والديها مع استمرار وجود الطفلة فى العزل، لأن نتائج تحاليلها وصلت للإيجابى للمرة الثانية وهو الأمر الذى زاد على أسرتها.

الطفلة-سلمى
الطفلة-سلمى

وعلقت الأم قائلة: “قلت لهم أنا لا يمكن أترك بنتى وأخرج، لكن الأطباء نصحونى بالخروج بسبب أنى مصابة بالضغط والسكر، وهذا غير مفيد للأم وللطفلة أيضاً، كما أن الطفلة ستكون فى رعاية أطباء وطبيبات وتمريض المستشفى فلا داعى للقلق”.

وعلقت أم سلمى: “الأطباء والتمريض وجميع العاملين فى العزل لو دعيت من هنا لآخر عمرى مش هوفيهم حقهم من أصغر عامل لأكبر مسئول فى الحجر الصحى”.

وعن سلمى الطفلة التى مكثت 17 يوماً داخل الحجر الصحى، بدأت بحجزها فى مستشفى الصداقة التخصصى ثم انتقلت إلى المدينة الشبابية بمدينة أسوان بعد تحسن واستقرار حالتها، قالت الطفلة : مكثت 4 أيام بعيدة عن أمى وأبى ولم أكن أعلم بخبر خروجهما من المستشفى، ولكنى كنت مدركة للوضع داخل المستشفى ومتفهمة لمعنى تحليل إيجابى وسلبى وغيره، ورغم ذلك كنت فى حالة هياج وصراخ وبكاء دائم خاصة بعد ظهور نتائج التحاليل إيجابية، خوفاً من المكوث فى المستشفى فترة أطول.

جانب-من-الاحتفال-بعيد-ميلاد-الطفلة
جانب-من-الاحتفال-بعيد-ميلاد-الطفلة

وأضافت: الأطباء فهمونى إن بابا وماما لسه موجودين بس فى غرفة عزل أخرى واحتوونى بالكامل ، وكنت متواصلة مع ماما فى التليفون وكنت بحكيلها على دور الأطباء والتمريض معى والهدايا التى كانوا بيدوهالى من عرائس وفوانيس حتى الشيكولاتات وغيرها، وعلقت: “اللى فى المستشفى دول ملايكة بيعاملونى معاملة فوق الوصف، وكانوا باستمرار بيلعبونى ويفاجئونى بالهدايا وأنا بشكرهم جداً خاصة الممرض بدوى والممرضة أسماء والممرضة ربيعة والدكتور ياسر والدكتورة هدى وغيرهم، وقالولى نتمنى نشوفك تانى بره المستشفى”.

وأوضحت “سلمى”، بأنها كانت تمارس هوايتها المفضلة داخل العزل وهى الرسم والتلوين، مضيفة أن الأطباء أمدوها بأدوات الرسم والألوان حتى يخفف ذلك من الضغط النفسى الواقع عليها، بالإضافة إلى أنها كانت تلعب وتتسامر مع الأطباء والتمريض داخل الحجر الصحى طوال الوقت حتى خرجت.

ووصفت الطفلة يوم خروجها من المستشفى، بأنه كان يوم فرحة كبيرة وكانت أول ردة فعل لها بأنها سجدت لله شاكرة على أبواب المستشفى فى الوقت الذى استقبلت فيه والدها بالدموع خاصة بعدما عرفت بقصة خروج والديها قبلها بأيام، وأنها كانت وحيدة وبعيدة عندهم داخل المستشفى، لافتةً إلى أنها كانت أيام صعبة ويمر الوقت فيها بصعوبة بالغة وتتمنى ألا تتكرر هذه التجربة مرة أخرى.

سلمى-أصغر-طفلة-مصابة-بكورونا-تحتفل-بعيد-ميلادها-داخل-العزل
سلمى-أصغر-طفلة-مصابة-بكورونا-تحتفل-بعيد-ميلادها-داخل-العزل

والدها خليل إبراهيم، مدرس علوم، أشار إلى الدور البطولى والمجهود الكبير الذى يبذله الأطباء وطاقم التمريض وجميع العاملين فى مستشفيات العزل، لدرجة أنهم فكروا فى عمل عيد ميلاد للطفلة التى يتصادف يوم مولدها خلال شهر مايو الجارى، دون أن يحملوا أسرتها أى تكاليف، وهذه الاحتفالية هدفها رفع الروح المعنوية للطفلة لأن ذلك يؤثر بالإيجاب على الطفل ويحسن من حالته الصحية.

وتابع أنهم فاجأوا الطفلة بإحضار “تورتة” لها والاحتفال بعيد ميلادها من خلا الغناء وإضاءة الشموع، وإعطائها عدداً من الهدايا مثل الفوانيس والعرائس والشيكولاته وغير ذلك، لافتاً إلى أن والدتها انهارت من البكاء عندما رأت صور ابنتها منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى دون استطاعة الأم من لمسها أو احتضانها.

وطالب والدة الطفلة المواطنين بالالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية التى تطلقها وزارة الصحة والحكومة، بجانب التزامهم بالجلوس فى المنزل وعدم النزول إلا للضرورة، حتى لا يقعوا فيما وقعت فيه أسرة الطفلة سلمى التى مرت عليها أيام وصفها بأنها: “صعبة على أى أسرة لأن كل أيامها مرض وعزلة وتعب نفسى”.

هدايا-وفوانيس
هدايا-وفوانيس

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات