الاثنين.. ظاهرة فلكية بالأقصر والفيوم تؤكد ريادة المصريين القدماء فى الفلك

 

19 ديسمبر 2020

أ ش أ

تشهد محافظتا الأقصر والفيوم، بعد غد الاثنين ظاهرة فلكية، تؤكد ريادة أجدادنا قدماء المصريين فى العلوم الفلكية.

تشرق أشعة الشمس على المحور الرئيسى لمعابد الكرنك بالأقصر، وقدس أقداس معبد قصر قارون بالفيوم، تزامنا مع يوم الانقلاب الشتوى “21 ديسمبر”، الذى يعد إيذانا ببدء فصل الشتاء فى نصف الكرة الشمالى.

وسيتمكن زائرو معابد الكرنك فى حوالى الساعة السادسة و31 دقيقة صباح بعد غد الاثنين، مع بداية شروق الشمس، من رؤية قرص الشمس بلونه الذهبى، وهو يتوسط البوابة الشرقية، والتى تقع على المحور الرئيسى له، والذى يمثل أقصى الجنوب الشرقى للأفق الذى تشرق منه الشمس، والذى يحدد فلكيا بيوم الانقلاب الشتوى، وعقب ذلك ستكون الشمس عمودية على الأماكن المقدسة بالكرنك “الفناء المفتوح، صالة الأعمدة، وقدس أقداس الإله آمون”، وتنتشر بداخلها عند منتصف النهار، ويمكن مشاهدة قرص الشمس بألوانه المختلفة من خارج وداخل المعبد.

وبالنسبة لمعبد قصر قارون بالفيوم، فستشرق الشمس فى حوالى الساعة السادسة و46 دقيقة صباحا، على قدس أقداس المعبد، الذى كرس لعبادة الإله سوبك “الإله ذو رأس التمساح”، وستتعامد الشمس أولا على قرص الشمس المجنح على مدخل المعبد، ثم تتعامد على المقصورة الوسطى والمقصورة اليمنى، ولكنها لا تتعامد على المقصورة اليسرى وربما يكون التعامد على تمثال الإله فى المقصورة اليمنى وعلى المركب فى المقصورة الوسطى، ولا تقترب الشمس من مومياء التمساح التى تمثل إله التمساح سوبك، لأن المومياء المفترض أنها فى العالم الآخر المظلم.

ويقع معبد قصر قارون جنوب غرب بحيرة قارون، ويبعد عن مدينة الفيوم بحوالى 50 كيلومترا، ويرجع تاريخه إلى العصر البطلمى، ويقع ضمن مدينة “ديونيسوس”، والتى تأسست فى القرن الثالث ق. م، ويتكون المعبد من صالتين تؤديان إلى قدس الأقداس، وهو عبارة عن 3 مقاصير، وكان يوضع القارب المقدس فى المقصورة الوسطى وعلى المقصورتين الجانبيتين كانا يوضع بها تماثيل للآلهة.

وظاهرة تعامد وشروق أشعة الشمس على المعابد المصرية تؤكد دراية القدماء المصريين بالحركة الظاهرية للشمس حول الأرض، حيث كانوا يقومون بتشييد المعابد مواجهة للشمس لتسجيل ظاهرة فلكية أو حدث يسجل مولد للإله أو لتسجيل أحداث فلكية، كما فى معبد أبوسمبل الكبير بأسوان، والذى يسجل فيه التعامد بدء فصلى الزراعة والحصاد.

ومن المعروف عن قدماء المصريين اهتمامهم بالضوء وأهميته فى إتمام الشعائر والطقوس الدينية بالمعبد، ذلك المكان الذى اعتبر الحرم المقدس للإله المعبود، وكان شروق الشمس يرمز إلى يوم جديد وحياة جديدة، بينما يرمز الظلام إلى حياة السكون والخمول و اللاحركة، ولذلك كان من الضرورى توفير أكبر قدر من الضوء فى ساحات المعبد المختلفة، خاصة فى فصل الشتاء، حيث البرودة الشديدة وقصر ساعات النهار.

 

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات