قرارات المجمع المقدس بشأن د. جورج بباوي!

خرج منذ قليل نيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية وتوابعها، وأعلن بوضوح على قناة مي سات، أن د. جورج بباوي مازال محروم، ومازالت كتبه محرومة، ومازالت تعاليمه محرومة، لأن من حرم بمجمع لا يحله إلا مجمع!، وأعلن كذلك أن تصريحه الرسمي هذا جاء بطلب من البابا تواضروس الثاني.

وكانت الكنيسة من قبل قد قامت بحرم د. جورج بباوي، هو وكتبه وتعليمه وكل ينادي بتعليمه بقرار مجمعي في عهد البابا شنودة الثالث، وكذلك حُرمت كتبه _التي قام بتزويرها_ بقرار مجمعي آخر في عهد البابا تواضروس الثاني.

وذلك الحرمان كان بسبب سقوط د. جورج في أخطر البدع المعاصرة، وهي البدع التي قام بالرد عليها البابا شنودة في عشـرات المحاضرات بالإكليريكية!، ونشر عنها كتاب هـام بعنوان: “بدع حديثة”، كما رد على هذه البدع القديس البابا كيرلس السادس في رسائله الرعوية ، ورد على هذه البدع أيضًا العشرات من آباء الكنيسة الرائعين الذين لا يتسع أي منشور لذكر كل أسمائهم.

وقبل حرمان د. جورج كان قد أنضم رسميًا للكنيسة الأنجليكانية التي تقوم بتزويج المثليين وترسمهم أساقفة!، ووصل به الأمر أن سخر من الله الآب في أحد المحاضرات ووصفه بالخبيث!

وبعد حرمانه طالب د. جورج بأن يقوم المستشار طارق البشري بالحكم في قضيته بينه وبين الكنيسة، ومعروف لدى الجميع انتماء المستشار طارق البشري لجماعة الإخـوان المسلـمون، ومعروف كذلك بكراهيته للكنيسة القبطية بالذات.

وبعد نياحة البابا شنودة قام د. جورج بتزوير أقوال كارثية ضد الإيمان، ووضعها على لسان القديس البابا كيرلس في كتاب قام المجمع المقدس بتحريمه، وقام أيضًا بنشر كتابات تحوي تجاديف إيمانية أدعى أن كاتبها شخص اسمه “الأب صفرونيوس”، واكتشفنا أن هذا الأب صفرونيوس مجرد شخصية خيالية قام باختراعها ليضع على لسانها البدع الحديثة التي ينادي بها!

ومع قرب رحيله، وبدلًا من أن يقدم توبة عن كل ذلك، كتب مقالًا بعنوان: “هذه وصيتي”، وقال فيه نصًا: “حُرمت مرتين في مجمع لا يعرف الإيمان، ومن أشخاص لا يعرفون الرب”، مما يعني أنه لم يكن فقط مصرًا على أخطائه، بل تمادى وقام بسب كل آبــاء المجمع المقدس، متهمًا إياهم بأنهم لا يعرفون الإيمـان ولا يعرفون الرب، بما فيهم المتنيح البابا شنودة، وبما فيهم البابا تواضروس الذي وقع على قرار حرمانه!

وقبل رحيل د. جورج بباوي بشهور كتب مقالًا في جريدة الدستور هاجم فيه الكنيسة القبطية، وأيد فيه بشدة القرار الصادر من المحكمة الإدارية بإلغاء قرار الكنيسة بمنع إمرأة من التناول!! ووصف آباء الكنيسة الرافضين لقرار المحكمة الإدارية بالصغار، وشبههم بالجماعات التكفيرية التي ترفض القانون!، وقال أن على البابا تواضروس أن يخضع لقرار المحكمة!

وكتب د. جورج في مقاله هذا مدافعًا عن من سبق حرمانهم في الكنيسة القبطية، فدافع عن د. حنين عبد المسيح صاحب كتاب: “عبادة الأصنام في الكنيسة الأرثوذكسية”، وكتاب: “بدعة كهنوت الإكليروس”، وكتاب: “بدعة الرهبنة”، فتحدث عنه د. جورج باعتباره مظلومًا!

ودافع كذلك عن نظمي لوقا صاحب كتاب: “محمد الرسالة والرسول”، والذي أوضح فيه وفي غيره من الكتب إيمانه بالمعتقدات الإسلامية، ودافع كذلك عن ماكس ميشيل الذي قام بإنشاء كنيسة خاصة به يهاجم من على منبرها الكنيسة القبطية وآبائها، وينشر من خلالها فكره الأقرب إلى الفكر الربوبي منه إلى الفكر المسيحي!

وهكذا وضـع د. جورج بباوي نفسه ضمن هذه القـائمة المُشرفة، وحكم على نفسه بنفسه قبل أن تحكم عليه الكنيسة، وهي قـائمة مُشرفة لا لأشخاصها بالطبع، ولكن للمتنيح البابا شنودة الذي لم يقف صامتًـا أمام المخالفين المستهزئين بأنواعهم!

كل هذا فعله جورج بباوي محاولًا أن يجبر الكنيسة على أن ترفع الحرمان عنه، سواء من خلال المحكمة الإدارية أو من خلال خونة مائعين سيلفظهم تاريخ الكنيسة!

ومع الأسف نجد الآن من يهاجم الكنيسة لموقفها من د. جورج، وذلك لأنه قد حُرم في عام 2007 دون حضوره في المجمع، لا يعلم هؤلاء أن البابا شنودة قد صبر عليه سنوات طويــلة منذ الثمانينات، وأن د. جورج هو من بدأ وقام بتكفير البابا شنودة على صفحات مجلة روز اليوسف، وأنه قد سبق قرار حرمانه مناقشات كثيرة ومحاولات لتغيير فكره دون جدوى.

وإذا كان د. جورج قد صدر حكم بحرمه في عام 2007 دون حضوره، فالهرطوقي سابيليوس صدر حكم بحرمه في مجمع القسطنطينية المسكوني بعد وفاته!

لأن هرطقة سابيليوس كانت متاحة في كتاباته، وكذلك هرطقات د. جورج متاحة في مئات من الكتب والمحاضرات المسجلة، والتي كانت تزيد بكثافة في السنوات الأخيرة!

وقد أصر د. جورج على هرطقاته حتى وفاته، والدليل على ذلك هو مقاطع الفيديو التي كان ينشرها على يوتيوب، ومقاله الذي نشره في جريدة الدستور وهاجم فيه المجمع المقدس!

ولكن الحقيقة التي لا يعلمها كل المدافعين عنه حتى من الإكليروس!، هو أن هذه القضية بالذات لا يوجد فيـها أي إمكانية للامساك بالعصا من المنتصف، وكل من يردد هرطقات د. جورج بباوي هو فعليًا واقع تحت الحرمان بقرار مجمعي، ومن يرفع عنه الحرمان سيُحرم معه أمام الله والناس والتاريخ!

حي هو الرب الإله أننا لن نصمت أبدًا.. أبدًا حتى يعلم كل فرد في شعبنا ما هي أخطاء هذا الرجل في حق الكنيسة والإيمان المسلم مرة للقديسين!

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات