الخرباوي يعتذر و يحذف الصداقة و القوصي يرد

أسامة القوصى

حوارى مع الأستاذ ثروت الخرباوي المحامي :

و رغم كونه كان على الخاص لكني أراه مما تعم به الفائدة ،:- و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، جزاك الله خيرا على حرصك على التواصل ، و كذلك على اختيار ألفاظك و حرصك على توضيح موقفك من أخيك محمد غفر الله لي و لك و له ، و شكرا لك على حرصك على فهم حقيقة الخلاف و أنه خلاف علمي في الدين و هو للعلم خلاف قديم بين أهل الحديث و السنة من جهة و المعتزلة من جهة أخرى فليس وليد اليوم بل بدأ مبكرا جدا في عصر التابعين عندما بدأ أحد تلاميذ الحسن البصري ( و اسمه واصل بن عطاء ) يقدم العقل على النقل مخالفا أستاذه بل و كل علماء التابعين و أساتذتهم من الصحابة الذين كانوا يجمعون بين العقل و النقل بجمع الأدلة بفهم سليم مستقيم دون رد شيء منها إطلاقا حيث كانوا يعتقدون اعتقادا راسخا أنه لا تعارض أبدا بين صحيح المنقول و صريح المعقول و أن التعارض إذا وجد فإما أن يكون المنقول غير صحيح أو المعقول غير صريح و لما أصر ذلك التلميذ على رأيه المخالف لعلماء الصحابة و التابعين بحجة أنه باحث و له عقل مستقل ( كما قلتم تماما عن أنفسكم أخي الكريم ) ضاربا عرض الحائط بإجماع علماء الصحابة و التابعين قرر مقاطعة حلقة أستاذه الحسن البصري و انتقل لاسطوانة من اسطوانات المسجد و عمل حلقة علمية مستقلة له و بدأ ينشر من خلالها فكره الجديد بتقديم العقل على النقل فقال الحسن البصري مقولته الخالدة ( اعتزلنا واصل بن عطاء ) و التي بسببها سميت الفرقة كلها بالمعتزلة و اعتبر واصل بن عطاء مؤسسا لتلك الفرقة الضالة التي تأثر بها طائفة من طلاب العلم و العلماء فيما بعد و كان منهم أبو الحسن الأشعري الذي انضم إليهم و دافع عنهم إلى أن تبينت له الحقيقة فتركهم و بدأ يرد عليهم في كتبه المعروفة في هذا الشأن و تبنى منهجا عرف باسمه ( منهج الأشاعرة ) و هو منهج وسط بين أهل السنة و المعتزلة حاول فيه إمساك العصا من الوسط كما يقال بعدم رد صحيح المنقول كما يفعل المعتزلة لكن بتأويل النص إلى معنى تحتمله اللغة العربية لا يتعارض مع عقول المعتزلة و بقي على هذا المنهج فترة من حياته إلى أن راجع نفسه في نهاية حياته و صرح في آخر كتابين كتبهما و هما ( مقالات الإسلاميين و اختلاف المصلين في الدين ) و ( الإبانة عن أصول الديانة ) أنه رجع في عقيدته و منهجه إلى عقيدة الصحابة و التابعين و أنه موافق للإمام أحمد بن حنبل في عقيدته و لا يخالفه في شيء منها بكل صراحة و بالتالي رجع إلى حظيرة أهل الحديث و السنة و للأسف تمسك كثيرون ممن جاءوا بعد زمانه بموقفه في المرحلة الوسطى من حياته و هي التي عرفت بالعقيدة الأشعرية و التي تدرس في كثير من أقطار العالم الإسلامي منسوبة إليه و كذلك في الأزهر الشريف إلى يومنا هذا . هذا مختصر الغرض منه تحرير موضع الخلاف و أن انتقالكم من فكر الإخوان المنحرف كان إلى فكر منحرف آخر هو أبعد عن أهل الحديث و السنة حتى من الأشاعرة و الماتريدية فالتأويل رغم خطئه أيضا أهون من رد النص الثابت عن طريق النقل . و للأسف سلك سامح عيد نفس المسلك الذي سلكتموه في هذا الشأن و كلامكم في المقال الآتي فيه ذكر للدكتور كمال الهلباوي و مختار نوح و أنكم اتفقتم على تأسيس جمعبة تتبنى هذا الفكر الظلامي الذي وصفتموه بأنه ( تنويري ) للأسف فعليكم بمراجعة أنفسكم و العودة لجادة الطريق الذي سلكه قبلنا الصحابة و التابعون لهم بإحسان أو تكذيب ما نسب إليكم في الحوار المنشور في هذه الجريدة و كل ما سواها مما يوافق ما فيها على لسانكم و بالله التوفيق .

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات