هل سيؤثر نياحة 4 مطارنة وأساقفة فى 2021 على مجريات الأمور داخل الكنيسة فى 2022 ؟

عاما مضى بكل ما فيه من أحزان وأفراح نتذكر ما مرت به الكنيسة خلال هذا العام من اللحظات الأليمة حيث فقدت الكنيسة 4 أساقفة إجلاء آثار اصابتهم فيروس كورونا، رحلوا وتركوا خلفهم ألم فى قلوب أبنائهم واحبائهم، حيث شهدت أربعة إيبارشيات حزن والم يدل على مدى محبة الشعب، فالبعض شعر أنه فقد راعى والبعض الآخر شعر أنه فقد اب وسند، وشهدت الإيبارشيات الأربعة جنازات مهيبة للأساقفة محبوبة وكل أسقف فى الاربعه له العديد من البصمات مع ابنائه.. هيا نتذكر ما فقدته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية خلال عام 2021.

-ودعت الكنيسة الانبا سلوانس رئيس دير الأنبا باخوميوس الشايب بالأقصر، يوم الثلاثاء 25 مايو 2021 متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد، عن عمر ناهز 75 عاما، وهو من مواليد محافظة قنا عام 1946، وتخرج في كلية الصيدلة عام 1971م، وترهبن في دير القديس أنبا بيشوي عام 1978م، ورسم أسقفا عاما على قطاع كنائس مصر القديمة بيد البابا الراحل شنودة الثالث عام 1999م، وتم تجليسه بيد البابا تواضروس الثاني على دير الأنبا باخوميوس الشايب بالأقصر عام 2013م.

وكانت له العديد من المحبين لوداعته وطيبة قلبه لذلك كان الحزن يعم على أقباط محافظة الأقصر ويعم على رهبان الدير الذين فقدوا أباهم وراعيهم، وقام نيافة الأنبا يوساب الأسقف العام لإيبارشية الأقصر بإلقاء كلمة تعزية خلال صلاة الجناز على جثمان المتنيح، وجاء فى الكلمة. يعز علينا فراق نيافة الأنبا سلوانس لكننا فرحين بوصوله للسماء، برغم أن الفراق صعب لكن نحن فرحين جداً بوصوله للسماء، كلنا ننتظر ذلك اليوم الذي يقال فيه لنا “أدخل إلى فرح سيدك”، لقد تألم سيدنا في الفترة الأخيرة لكنه الآن هو فرحان ويقف أمام العرش الإلهي ويسبح مع الملائكة والقديسين “أكيد النهارده السماء فرحانة بوصوله” وهو يطلب عنا الآن وعن أولاده في السماء.

– وبعد أقل من ثلاثة أشهر من وداع الانبا سلوانس..ودعت الكنيسة الأنبا بطرس أسقف شبين القناطر، فى يوم الأحد الموافق 29 أغسطس عام 2021 بعد صراع قصير مع المرض.

ولد الأنبا بطرس في 14 أغسطس 1947 في قنا، وحصل على بكالوريوس كلية المعلمين بأسيوط، وهو الشقيق الأكبر لنيافة الأنبا كيرلس مطران ميلانو وضواحيها، إيطاليا، وسيم قسًا في 3 يناير 2000م. سيم أسقفاً عاماً في 7 يونيو 2009، وذلك بيد مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث، وكان مشرفًا ومسئولاً قبلًا وهو في دير مارمينا بمريوط عن بيت الخلوة، مع القس ديسقوروس آفامينا.

وشهدت الكنيسة الكبرى بالكاتدرائية المرقسية في العباسية صلاة الجنازة وترأس الصلاة التجنيز البابا تواضروس الثاني بمشاركة و٣٤ من أحبار الكنيسة، ومجمع كهنة إيبارشية شبين القناطر، وعدد كبير من الآباء الكهنة والرهبان وأعداد كبيرة من شعب شبين القناطر الذين فقدوا أباهم الروحي والصديق المحبوب جميع الفئات كبار وصغار.

وجاء في كلمة التعزية التى ألقاها قداسة البابا تواضروس الثاني، نودعه على رجاء القيامة وهو يترك لنا سيرة عطرة وحياته التي قدمها من أجل المسيح، عاش نيافة الأنبا بطرس خادمًا في أسرة مباركة وتقية ربت أبناءها في مخافة الله وعاش حياته مستلِمًا أن يحب الله ويخدم الأرض والوطن ويخدم الكنيسة وشعبها. عاش وتسلم من أسرته هذه الفضائل بعد أن علمته في الجامعة وتخرج وعمل مدرسًا وخدم أجيالًا في التعليم. ثم وجد دعوة مُلِّحة من الله أن يكرس نفسه في طريق الرهبنة، فدخل الرهبنة وهو في عمر الثلاثين تقريبًا وبدأ حياة رهبانية ونسكية في دير الشهيد العظيم مارمينا بمريوط، وبقى هناك يشرب من الحياة الآبائية والرهبانية والروحية وظل ملتزمًا بديره ولم يتركه إلا عندما صار كاهنًا وأسقفًا.

_ وبعد 26 يوم من وداع الانبا بطرس.. ودعت الكنيسة الأرثوذكسية الأنبا هدرا مطران أسوان ورئيس دير القديس الأنبا باخوميوس بحاجر إدفو، يوم الاثنين الموافق 27 سبتمبر 2021،بعد صراع قصير مع المرض آثار اصابته بفيروس كورونا، وكان الأنبا هدرا من مواليد طنطا سنة ١٩٤٠ وتخرج من كلية الزراعة بالإسكندرية سنة ١٩٦٣ وهناك كان يخدم في مدارس الأحد في كنيسة العذراء سموحة ترهب بالسريان سنة ١٩٧١بأسم الراهب جاورجيوس السرياني وكان أمينا للمكتبة والحقه البابا شنودة الثالث قبيل أسقفيته في السكرتارية الخاصة به وإن كان يرغب في التوحد في الدير سيم أسقفا على إيبارشية أسوان في يونيو ١٩٧٥ بيد البابا شنودة الثالث وترقى مطرانا سنة ٢٠٠٦وقد عمر دير الأنبا هدرا ودير الأنبا باخوميوس وأنشأ العديد من الكنائس وقاد نهضة روحية و تعليمية في أسوان منذ تجليسه.

وأُقيمت للأنبا هدرا، جنازتين أحداهما بالكاتدرائية المرقسية في العباسية بالقاهرة تراسها البابا تواضروس الثاني، و45 مطرانًا وأسقفًا بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والثانية في كاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل بأسوان (مقر المطرانية) التي ظل الأنبا هدرا رئيسًا لها لمدة 46 عامًا أسقفًا ثم مطرانًا، وكانت له جنازة مهيبة لها صدى واسع حيث شهدت مراسم وداع المطران، حضور كنسي وشعبي كبير جدا، وتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي لفترة طويلة، وفسّر البابا تواضروس، في كلمة له خلال صلوات تجنيز الأنبا هدرا، سر الحب الكنسي والشعبي الجارف للمطران الراحل، بقوله إنَّه «أحد أعمدة الكنيسة في تاريخها المعاصر، الذي كان راعيًا بدرجة عالية وخدم في إيبارشية أسوان زمنًا طويلًا بكل ما فيها من آلامات وأفراح، وقدم مثالًا جيدًا وطيبًا عن هذه الخدمة، فهو له أكثر من نصف قرن في الحياة الرهبانية قبل أن يختير ليكون أسقفًا لمحافظة أسوان وصار حارسًا لجنوب مصر، وبدأ فيها عملًا كبيرًا وواجه بعض المتاعب ولكن خدمته أثمرت ثمارًا كثيرة نفرح بها في الكنيسة».

وأضاف البابا: «كانت ومازالت إيبارشية أسوان تمثل صورة هادئة للرعاية بكل آبائها وخدامها وخادماتها، وقدم الأنبا هدرا الرعاية في أصولها لقد كان راعيًا ساهرًا ومهتمًا بإيبارشيته وكل من فيها وأقام علاقات طيبة للغاية مع كل المسؤولين في المحافظة في المسؤوليات المدنية وغير المدنية والشعبية وكان صورة حلوة للخادم الذي يقدم الكنيسة للمجتمع، وكان يخدم أسوان بكل أمانة راعيًا ساهرًا متضعًا حكيمًا، كل الأمور يحلها في هدوء، ولذلك أحبه ليس فقط أقباط أسوان ولكن كل الذين تعاملوا معه سواء في مصر أو في خارج مصر».

‏_ وبعد 17 يوم من صدمت فقدان الأنبا هدرا …تلقت الكنيسة صدمة جديدة وهي نياحة الانبا كاراس أسقف عام المحلة الملقب “بالواعظ النارى”، وكانت صدمة غير متوقعة وعم الحزن على جميع إيبارشيات الكنيسة، ولد فى 10 ديسمبر 1958 م، و ترهَّبن أولًا في دير الأنبا صموئيل، ثم انتقل إلى دير المحرق بأسيوط، و في سنة 1991 م صار وكيلًا عامًا لإيبارشية نقادة وقوس حتى تاريخ رسامتهُ أسقفًا،وحصل نيافته على بكالوريوس العلوم اللاهوتية وماجستير في تاريخ الكنيسة من معهد الدراسات القبطية بالقاهرة، وتم إقامة نيافته في نفس يوم تجليس نيافة الأنبا سلوانس على دير الأنبا باخوميوس الشايب بالأقصر، ونيافة الأنبا ديفيد أسقفًا على نيويورك بأمريكا، وذلك بيد صاحب الغبطة قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني 118، وتداول العديد من شعب الكنيسة، رسائل وداع للأنبا كاراس الأسقف العام على مواقع التواصل الاجتماعي “الفيس بوك”، ونجد في رسائل الوادع كلمات تدل على المحبة كما نش جميع الإيبارشيات برقيات تعزية على الصفحات الرسمية لها، وشهدت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لحظات مهيبة أثناء دخول جثمان الأنبا كاراس أسقف عام المحلة الكبرى حيث تمتع دخوله بنظام شديد فى الأمام مجموعة من الشمامسة، وخلفهم قداسة البابا تواضروس الثاني ومن ثم الاساقفة الأجلاء، وتزينة صحن الكنيسة بصور مختلف للانبا كاراس أثناء خدمته يحيطها الورود، وجاءت كلمة البابا تواضروس الثاني عن الأنبا كاراس.. الحقيقة كان إنسانًا نبيلاً وخادمًا أمينًا في خدمته، لقد كانت خدمته حبًّا واتضاعًا، حبًّا واتضاعًا، أحب الجميع سواء في المحلة الكبرى التي خدمها في السنوات الثمانية الأخيرة كأسقف عام، أو فيما قبل عندما خدم في إيبارشية نقادة وقوص مع نيافة الأنبا بيمن، كانت خدمته حبًّا، أحب الكبير والصغير وأحب البعيد والقريب وأحب كل إنسان، وكان حبه يمتاز بالبساطة وبوداعة، وأيضًا خدمته امتلأت اتضاعًا، وهذا الاتضاع هو الذي نجده في القلوب التي تأثرت كثيرًا لانتقاله وبحضوركم في هذا اليوم، الأنبا كاراس في خدمته في إيبارشية المحلة الكبرى منذ ثماني سنوات ومنذ أن أُقيم أسقفًا في نوفمبر عام 2013 خدم واِمتاز أولاً بالرعاية، أحب الرعاية جدًّا، وخدم كل الاحتياجات في قطاعات الشعب.

‏وانتظر مئات الأهالي والعديد من السيارات أمام مطار القاهرة جثمان الانبا كاراس وكان موكب الجثمان مهيب حيث يسير الموكب وخلفه العديد من السيارات وتمت صلوات التجنيزة مرة أخرى فى دير الملائكة ميخائيل بنقادة وسط بكاء وصراخ محبيه لقدان راعي وأب حنون متواضع القلب يحب الجميع والجميع يعشقه.

‏وهذه كانت أصعب أوقات مرت بها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية خلال عام 2021.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات