الأسباب الواقعية لحادث اليوم

الحقيقة طول اليوم وبعد بيان وزارة الداخلية وبعض التحقيقات وشهادات رجال الدين من كنيسة أبي سيفين بالمنيرة أمبابة عن تفاصيل الحادث وعن الماس الكهربائي اللي أدى لهذا العدد المرعب من الضحايا الأبرياء، كان ضروري نتناقش في كام نقطة مهمين أوي وهما.

كنيسة اليوم كانت عبارة عن مبنى سكني محدود المساحة في حارة ضيقة في امبابة اتحولت لكنيسة، الكنيسة بتخدم عدد مش قليل أبداً من الناس من مختلف الأعمار، المساحة المحدودة دي بعد ما اتحولت كنيسة صمموا كمان على بناء مبنى للخدمات بداخلها وهو عبارة عن 3 أو 4 طوابق من بينهم حضانة أطفال.

طبعاً المبنى غير مؤهل تماماً لأي معايير أو شروط السلامة العامة وبسهولة جداً يتحول فيه حريق بسيط لانفجار وكارثة انسانية أكبر حتى من اللي حصلت النهاردة، لانك ببساطة في مكان مليان بشر سواء في القداس أو قاعات الاجتماعات ومدارس الأحد أو حضانة الأطفال كل ده مع عدم وجود حماية مدنية، عدم وجود فتحات تهوية، عدم وجود مخارج للطوارئ، السلالم زي ما الصور موضحة محدودة ومساحتها ضيقة واسقف المكان كذلك.

الحادث إهمال شديد واضح وضوح الشمس يجب أن تعترف به الكنيسة بل وتحاسب كل مجرم كان جزء من بناء مبنى بهذا الشكل بدون وعي ولأجل وجود مبنى خدمات وحضانه هنا وقاعة هناك ويالا نمشي الأمور ماهو ربنا بيستر بقا!.

الحماية المدنية لها اشتراطات واضحة جداً لأجل حماية أرواح الناس وإللي أهم من السعي لبناء مبنى جديد داخل كنيسة أو تزويد شوية خدمات وقاعات بدون وعي، أنتم مجرمين ياجماعة كل المشاركين في ده من الكنيسة مجرمين وقتلة ودماء الناس دي في رقبتهم.

لو سألنا عن أسباب وجود مبنى كنسى بالشكل الإجرامي ده، هنرجع لسبب واضح هو كمان، وهو أن الكنيسة كانت منزل سكني اتحول لدار عبادة في وقت التعسف الشديد في بناء الكنائس وإصدار التراخيص وغيرها وده تقريبا إللي بيحصل في معظم القرى والنجوع إللي بناء كنيسة فيها يستلزم معجزة.

إنما برضو أحنا يا جماعة قبل 2018 اتقدم أكتر من 3730 طلب لتقنين أوضاع المباني دي، رئاسة مجلس الوزراء وقتها بالفعل قننت أوضاع 120 كنيسة و44 مبنى خدمي ولازالت حتى الان أوضاع التقنين جارية، إنما كانت اشتراطات مجلس الوزراء الوحيدة هي الحماية المدنية وأدت مهلة 4 شهور وقتها لده حفاظا على أرواح المواطنين، كمان تم التواصل مع رؤساء الطوائف للتأكيد على سرعة تنفيذ أعمال الحماية المدنية، خاصة في ظل التيسيرات إللي تمت إقرارها لتسهيل التزام الكنائس بالاشتراطات المطلوبة.

لحد 2021 ياجماعة المؤمنين كان مجلس الوزراء بيمدهم بمهل ٤ شهور ف ٤ شهور علشان ينجزوا موضوع الحماية المدنية ومش بيتم انجازها ولا حاجة، والكنائس والمباني مفتوحة للناس وللخدمات ويالا ماهو ربنا هيستر مش هيحصل حاجة!

الطبيعي أن كان يتم غلق كافة المؤسسات والمباني لحين الانتهاء من تفعيل كل اشتراطات الحماية المدنية لأن أرواح الناس مش لعبة ولان الاشتراطات دي في وقت الكوارث بتنقذ انقاذ حقيقي لان هيبقى ع الاقل موجود نظام الإنذار الأتوماتيكي أو التلقائي في المباني وفي الأماكن والقاعات اللي بيتزايذ احتمالات حدوث الحرائق بيها و أجهزة الإنذار الأتوماتيكية بتشتغل حال وقوع حريق على اختصار الفترة الزمنية الواقعة بين لحظة وقوع الحريق ولحظة اكتشافه وده بيساعدنا و بيفسح المجال قدام سرعة التدخل وفعالية عمليات المكافحة والسيطرة على الحريق وبالتالي تقليل حجم الخسائر.

ده السبب الواقعي ياجماعة الإهمال موازي للإرهاب وقاتل ومميت زيه بالظبط والجري علشان نبني مباني خدمات اد كده جوا الكنائس اللي هي أصلاً مش مفروض تكون بالشكل الفج ده ومش من اختصاصها دون وضع أرواح الناس في دماغكم.

كيف رأى المسيحيين الحادث؟المسيحيين إللي بيهللوا وقت الحوادث الإرهابية أن ده استهتار من الأمن واننا ضحايا وعايزين حقنا وغيره، النهاردة بيروجوا لكون الحادث مجرد قضاء وقدر علشان اهمال كنسي لان الاعتراف بالخطأ مش في قاموسهم أساساً.

ثم الترويج للنزعة المازوخية الغبية بتاعة “بابختهم” يابختهم ع ايه جتكم خيبة، يابخت طفل النار أكلت طفولته وبراءته واقباله على الحياة في ايه، سيبكم من القرف اللي مصممين تغرسوا نفسكم فيه وفكروا بمنطقية وعالجوا الأسباب الحقيقية وتمسكوا بحقوقكم كمدنيين عاقلين مش كل شوية عبيد وأشباه مسيحيين!.

خلص الكلام لحد كده والرحمة والسلام لأرواح الأبرياء ضحايا الإهمال الكنسي الشديد وضحايا العقلية المتدنية اللي مُصرة على قيادتهم دايما.

مريانا سامي

تحرير نقلا عن الأهرام الكندية

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات