باحث ليبي يحذر من عواقب المذكرة المشتركة بين الدبيبة وتركيا

رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة

وقعت حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايتها، برئاسة عبدالحميد الدبيبة وتركيا مذكرة تفاهم جديدة «بشكل مفاجئ»، تشمل منح امتيازات إضافية لأنقرة في قطاع الطاقة الليبي، خصوصًا في مجال التنقيب على الغاز بالمنطقة المتنازع عليها بين دول متوسطية عدة قبالة سواحل ليبيا والدول المتشاطئة معها.

ونص الاتفاق وفق ما نشرت بوابة «أخبار ليبيا»، اليوم الثلاثاء، الذي وقع بين حكومة الوحدة والحكومة التركية التي مثلها وزير الخارجية داوود تشاويش أوغلو، على التعاون المشترك في مجالات الطاقة والأمن والإعلام، تضمن منح امتيازات لتركيا للتنقيب على النفط والغاز في مواقع برية وبحرية ليبية، بينها حقول الغاز الضخمة في المناطق المتنازع عليها في المياه الدولية بالبحر الأبيض المتوسط.

وتركيا من خلال هذه الاتفاقية تحاول الضغط على جيرانها في أوروبا باحتكارها للثروات الليبية التي تعتبر أوروبا في أمس الحاجة لها.

يأتي هذا بالتزامن مع تصريحات وزير النفط والغاز بحكومة الوحدة محمد عون لصحيفة بلومبيرج الأمريكية: إنه يمكن مد خط غاز مواز لخط قائم بالفعل لإيطاليا، في فترة تتراوح ما بين 4 و6 أشهر، مؤكدا أن ليبيا تصدر نحو 250 إلى 300 مليون قدم مكعب من الغاز لإيطاليا يوميا، وهناك اكتشافات هائلة من الغاز، ولكن تطويرها سيستغرق وقتا.

ويرى مراقبون ومحللون سياسيون إلى أن السيناريوهات المحتملة بعد توقيع الاتفاقية جميعها تنذر بالأسوأ، لأن تضارب المصالح الكبير للدول الغربية، بالإضافة إلى استياء البرلمان والمعسكر المعادي لعبدالحميد الدبيبة، سيدفع بهم لإشعال فتيل الفوضى المسلحة مجددًا.

وفي هذا الصدد قال الأكاديمي والباحث في العلاقات الدولية، أحمد عبود، إن المذكرات الموقعة بين تركيا وكل من حكومة السراج وحكومة الدبيبة ستؤدي إلى إحياء الصراع في شرق المتوسط.

وأوضح عبود في تصريحات صحفية، أن تركيا تحاول الوصول إلى تنفيذ مشروعها المتمثل في الوطن الأزرق، لكن خلافاتها حول ترسيم المياه الاقتصادية الإقليمية مع كل دول شرق المتوسط حال دون ذلك، فحاولت استغلال الهشاشة السياسية لكل من السراج والدبيبة لتحقيق مكاسب تساعدها على أن تكون في موقف قوة (النفط والغاز الليبي).

وحذر الباحث بالمركز المغاربي للإعلام والدراسات عز الدين عقيل، من احتمالية اندلاع نزاع في المنطقة بسبب مذكرة التفاهم المشبوهة، والتي أعطت امتيازات هائلة للرئيس التركي قبالة السواحل الليبية، مشيرا إلى أن دول إيطاليا وفرنسا لن تسكتا على هذه الامتيازات التي تحصل عليها أردوغان في السواحل البحرية الليبية.

وتوقع أيضا أن نرى صراعًا إيطاليًا- فرنسيًا ضد أردوغان لأن الساحل الليبي يعتبر الساحل الرابع بالنسبة لأوروبا/ محذرا من توجه أردوغان للتنقيب على النفط في الصحراء الليبية، لأنه سيدخل ليبيا في صراع دولي وفرنسا وإيطاليا لن تقف فرنسا وإيطاليا حينها مكتوفتا الأيدي.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات