في اليوم العالمي للإيدز.. تباين بشأن أعداد المصابين بليبيا ومنظات دولية تحذر

ارشيفية

مع حلول اليوم العالمي لمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، في 1 ديسمبر من كل عام، يتم الكشف عن مزيد من الحقائق والأرقام حول انتشار هذا المرض، بينما تستمر ضبابية الصورة في بلدان كثيرة مثل ليبيا حول أوضاع وأعداد المصابين بهذا الفيروس.

ورغم تطمينات وزارة الصحة الليبية المتعددة بأن نسب الإصابة بهذا الوباء ما زالت ضئيلة في البلاد، فإن منظمات دولية وجهات مستقلة تحذر من أن أعداد المصابين الحقيقية قد تكون أكبر من المعلنة بكثير.

وترجع مخاوف تلك المنظمات لأسباب منها انهيار النظام الصحي والاقتصادي في البلاد خلال السنوات الأخيرة، وازدياد أعداد المهاجرين الوافدين بصورة غير نظامية، ممن لا يخضعون للكشف الطبي لدى دخولهم للبلاد.

أرقام وإحصائيات مختلفة

وبحسب إحصاءات “المركز الوطني لمكافحة الأمراض” التابع لوزارة الصحة الليبية فإن أعداد المصابين بالإيدز، في ليبيا يتراوح بين 5 آلاف إلى 6 آلاف مصاب سنوياً.

لكن تقديرات برنامج الأمم المتحدة المشترك للإيدز بخصوص ليبيا تتجاوز هذه الأرقام، ففي آخر تقرير للمنظمة العام الماضي 2021، فإن عدد المصابين في ليبيا تراوح بين 7 و9 آلاف مصاب بينهم ما يزيد على 3 آلاف امرأة و 500 طفل.

وبحسب موقع تابع للمنظمة فإن تغييراً طفيفا فقط طرأ على نسب انتشار فيروس الإيدز في ليبيا خلال الأعوام الثلاثة الماضية، إذ بلغ معدل الانتشار في عام 2021 نسبة 5,27% مقارنة بنسب 5,36% عام 2020 و 5,52% عام 2019

تحذيرات دولية

وتحذر منظمة الصحة العالمية من ارتفاع نسبة انتشار الإيدز في ليبيا خاصة خلال السنوات الأخيرة، وتؤكد المنطمة أن تدهور النظام الصحي في ليبيا ترتب عليه نقص شديد في الإمدادات الطبية والأدوية المضادة لفيروس الإيدز في كل أنحاء البلاد، مما أدى إلى وفاة الكثير من المصابين بالفيروس.

وكان الناطق الرسمي باسم مكتب المنظمة في ليبيا، أحمد العليقي، قد أرجع، في تصريحات سابقة، أسباب انتشار الإيدز في ليبيا خلال الأعوام الماضية إلى أسباب من بينها الأسباب الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد، وكذلك عدم وعي المواطنين بكيفية انتشار الفيروس والتعايش مع المصابين به.

وصمة عار

ويرى مختصون أن الثقافة السائدة في المجتمع الليبي، كغيره من المجتمعات المغاربية، تسبب عائقًا أمام التشخيص المبكر وتنفيذ برامج الوقاية الخاصة بفيروس نقص المناعة المكتسبة.

ويربط كثير من الليبيين بين الإصابة بالإيدز والسلوكيات الجنسية “الخاطئة” وتعاطي المخدرات، وهو ما يثير لدى المصابين خوفا من التبليغ أو إجراء الفحوصات اللازمة خشية التصاق تلك الصفات بهم او تعرضهم للمسائلة من قبل السلطات.

استراتيجية وطنية

وتسعى السلطات الصحية الليبيبة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للإيدز لوضع استراتيجية صحية للبلاد تواكب الأهداف العالمية بشأن تشخيص فيروس الإيدز.

ومن تلك الإجراءات توحيد بروتوكولات التشخيص على مستوي مصارف الدم والمختبرات المرجعية، وتوسيع نطاق خدمات التشخيص لتشمل مراكز الصحة الأولية عبر توفير خدمات المشورة، وتعزيز دورها في مبدأ الاكتشاف المبكر للحالات.

وفي أكتوبر الماضي اتفقت وزارة الصحة الليبية مع برنامج الأمم المتحدة للإيدز على إنشاء منظومة ربط متكاملة تضمن انسيابية البيانات الشاملة لضمان توريد احتياجات مختبرات البلاد في مجال التشخيصات لفيروس الإيدز.

وسنوياً يصاب الملايين حول العالم بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) وبحسب برنامج الأمم المتحدة للإيدز فإن مليون ونصف مليون إنسان أصيبوا بالفيروس خلال العام 2021 بينما توفي بسبب المرض نحو 650 ألف. وتتجاوز أعداد المصابين المتعايشين مع فيروس الإيدز حول العالم 38 مليون مصاب حول العالم بحسب المنطمة.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات