القمص موسى الانبا بيشوى يكتب تاملاته ثلاثيات

القمص موسى الانبا بيشوى

ثلاثيّات جَميلة جدا :

١- حين عاد الابن الضال و قد أحزن قلب والده و بدَّد ثروته بعيش مسرف، كان يتوقع ردَّ فعلٍ من اثنين .. إمّا أنْ يطرده والده، أو في أفضل الأحوال يَقبَله كأجير..
– لكنّه فوجئ به يعيد إليه مكانته كإبن وليس كأجير : فيُلبِسه الحُلَّة الأولى.. و يمنحه ثقته بوضع الخاتم فى أصبعه.. وحتّى على المستوى المادي لم يبخلْ عليه بالعجل المُسَمَّن ! (لو ١٥)

٢- حين رأى التّلاميذ المولود أعمى، خيَّروا المسيح بين إجابتين : «مَنْ أَخْطَأَ : هذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى ؟ » ..
– لكنّه أضاف إليهم إجابة ثالثة جديدة على أذهانهم : “لا هذا أَخْطَأَ وَلاَأَبَواه… لكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللهِ فِيهِ !” (يو٩)

٣- حين تأخر الوقت و جاعتِ الجموع، وضع التّلاميذ أمام المسيح خيارَين.. إمّا أن يصرفَ الجمع “لِيَذْهَبُوا وَيَجِدُوا طَعَامًا”، أو “لنَذْهَبَ وَنَبْتَاعَ طَعَامًا لِهذَا الشَّعْبِ كُلِّهِ” ..
– لم يذهبْ هؤلاء ولا أولئك.. فقد قدَّم لهم المسيح حلاً ثالثاً : إذ أطعم الجميع من خمس خبزات و سمكتَين حتّى “أَكَلُوا وَشَبِعُوا جَمِيعًا” ! (لو٩)

٣- حين مرضَ لعازر، سيطرَتْ على مريم و مرثا فِكرتان فقط : إمّا أن يأتي المسيح “الآن” ليشفيه، أو سيموت لعازر ليقوم في الحياة الأبديّة..
– لكنّ المسيح أتى ومعه فكرة ثالثة.. و هي إعادة أخيهم إلى الحياة بعد أربعة أيام من موته ! (يو ١١)

مهما تفتّق ذهنك عن أفكار، سيظلُّ هناك حلاً لم ولن يخطر على بالك..
لا تحصر نفسك بين خيارَين، فتخسر الخيار الثالث..
ذلك الخيار الذي لا يخضع للزَّمان ولا المكان، ولا المنطق البشري ولا حتّى قوانين الطّبيعة..

لا تبقى حبيساً لخياراتك..
فهناك دائماً خَيار ثالث تناله من الله بالثّقة.. فالإبداع دائماً ما يأتي من خارج الصّندوق .

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات