أولياء الأمور: «هنمشِّى أمورنا بالشنط القديمة.. وهنشترى بالقطعة»

كتب-أحمد الأنصاري

فى مثل هذا الوقت من كل عام، يقبل الكثير من أولياء الأمور على المكتبات لشراء الأدوات المدرسية والشنط، قبل بداية العام الدراسى الجديد، لكن ارتفاع أسعار بيع كل المستلزمات الدراسية، اضطر أولياء الأمور إلى شراء الأدوات الضرورية فقط، وفقاً للأوليات وعدد الأبناء، بعد ارتفاع الأسعار عن العام الماضى بشكل كبير جداً.

بملابس مهندمة، ووجه يملأه التركيز والحذر، تقف سمية أشرف، فى أواخر الثلاثينات، بمنطقة شبرا الخيمة، أمام أحد محلات بيع شنط المدارس، لتشترى شنطتين لأطفالها بالمرحلة الابتدائية، وتشاور بيدها على عدد من الشنط لتستفسر عن أسعارها، لتنزل عليها الأسعار من البائع كالصاعقة، على حد تعبيرها، وتتابع بقولها: «كل ما أسال على شنطة، البياع يرد عليا بأسعار غالية جداً، مش عارفة هشتريها بالأسعار دى إزاى الصراحة!»، وأضافت: «الشنطة اللى كنت جايباها السنة اللى فاتت بـ75 جنيه، دلوقتى بـ120 جنيه، يعنى زيادة 45 جنيه، يعنى عشان أجيب شنطتين لعيالى هيعملوا 250 جنيه تقريباً، ده غير الأدوات الدراسية، وهدوم المدرسة كمان»، وتنتهى من كلامها قائلة: «الشنط أسعارها غليت أوى، والمحلية كمان بقى سعرها زى المستوردة، بس طبعاً الخامة بتاعتها وحشة، ومش هتستحمل معاهم لآخر السنة، كبيرها تقعد معاهم لنص السنة».

«سمية»: «الشنطة اللى كنت جايباها السنة اللى فاتت بـ75 جنيه سعرها هذا العام تجاوز الـ120 جنيه»

«مش عارفة هنلاقيها منين ولا منين، كل حاجة زادت بشكل صعب»، جملة قالتها «أم محمود»، من منطقة شبرا الخيمة، وأضافت بنبرة مرتفعة ممزوجة بالغضب: «أنا عندى 3 أولاد، 2 فى 5 ابتدائى وواحد فى 2 إعدادى، ومفروض إنى أجيب لكل واحد فيهم كشاكيل وكراريس وأقلام ومساطر»، وتتابع: «كنت متعودة كل سنة أنزل أجيب لهم حاجتهم من الفجالة، كنت باشترى بالدستة، كانت الأسعار رخيصة، فكنت باجيب لهم اللى يكفيهم طول السنة، عشان مايشتروش حاجة من بره، لكن اتفاجئت بالأسعار السنة دى، هاضطر أشترى بالقطعة ومش عارفة اللى عنده أكتر من عيل هيعمل إيه» واختتمت كلامها قائلة: «ربنا يرحمنا ويكون فى عونا، ويقدرنا على مصاريف عيالنا».

ومن جانبه يقول مصطفى حسنين، 43 سنة، بمنطقة بولاق الدكرور، إنه ذهب ليشترى لابنه الطالب بالثانوية العامة، الكتب الخارجية، ففاجأه صاحب المكتبة بالأسعار، ليصل سعر الكتاب إلى 50 جنيهاً للمادة الواحدة، ومع ذلك قام بشرائها، قبل نفاد الكمية من المكتبات مع دخول العام الدراسى، وتابع: «نزلت أجيب الكتب الخارجية لابنى زى ما اتعودت من ساعة ما دخل المدرسة، باجيبهم فى شهر 8 عشان بيكونوا لسه متوفرين فى المكتبات، لأن أول ما التيرم بيبدأ الكتب بيكون عليها سحب كتير، وبتخلص أول أسبوع من الدراسة».

يبرر «مصطفى» شراءه للأدوات المدرسية قائلاً «مهما سعرها يزيد، باكون مضطر إنى أشتريها عشان بكون محتاجها فى الدروس والمذاكرة».

ويقول صلاح الدين محمود، مدرس بإحدى المدارس الإعدادية بمنطقة بولاق الدكرور، إن أسعار دفاتر التحضير قد طالتها الزيادة أيضاً: «دفتر التحضير هو كمان سعره زاد نحو 10 جنيه، يعنى كنت بجيبه بـ15 جنيه، روحت سألت عليه فى المكتبة لقيته بـ25، وهو هو الدفتر، مافيهوش أى تغيير»، مكملاً كلامه بقوله: «مش عارف الزيادة اللى حصلت فى كل حاجة دى هتخلص إمتى، ربنا يسترها ويعديها على خير».

ويقول إلياس نادور، ولى أمر طالب بالصف الرابع الابتدائى: «نفسى أجيب لابنى حاجة المدرسة بس الأسعار صعبة أوى، مش عارف أجيب منين»، وأضاف: «أنا أرزقى على باب الله، ماليش مرتب ثابت، يعنى يوم فيه ويوم مفيش، مش عارف أجيب فلوس للأكل والشرب، ولا لمصاريف المدرسة».

ومن جانبها تقول ولية أمر، رفضت ذكر اسمها: «عندى 3 عيال، مش هجيب شنط غير للى رايحة سنة أولى، لكن الاتنين الكبار هوديهم بشنط السنة اللى فاتت، عشان مفيش فلوس أجيب لهم شنط بالأسعار دى، أول مرة آجى الفجالة عشان قلت أكيد الأسعار هتكون أقل من المكتبات بره، بس جيت لقيت الأسعار غالية برضه، فاشتريت حاجات على قد فلوسى».

وسام كمال، سيدة اعتادت كل عام على شراء عدد من الشنط المدرسية، وتوزيعها على الأطفال المحتاجين فى الصعيد، والتى وقفت زيادة أسعار الشنط هذا العام عائقاً أمامها، فتقول: «الأسعار السنة دى زادت بشكل كبير عن السنة اللى فاتت، عشان كدا هاضطر إنى أقلل الكمية عن كل سنة، يعنى لو كنت بوزع على 100 طفل، السنة دى غصب عنى هوزع على 50 بس».

الوطن

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات