قبل وقوع الكارثة ” المواطنة نيوز تحذر ” «أسوان» في مرمى السيول الجارفة

كتب : جوزيف العرقاني

موقع ” المواطنة نيوز ” يدق ناقوس الخطر و يحذر من عشوائية الاستعدادات لمواجهة السيول قبل حدوث كارثة تتكرر معها الذكريات المؤلمة والمشاهد الدرامية التى استحضرتها أحداث السيول التى ضربت مدينة رأس غارب وعددا من مدن وقرى محافظات الصعيد الى مخيلة أهالى محافظة أسوان لتعيد لأذهانهم أحداث سيول عام 2010 الجارفة من أعلى الجبال لتصيب أهالى قرية أبو الريش ونجوعها بعد أن غيرت السيول مسارها المعتاد فى السنوات السابقة الى مواقع جديدة غير متوقعة وأدت إلى انهيار العديد من منازل الاهالى لأن محافظة أسوان من أكثر المحافظات عرضة للسيول وتقع بطولها فى مرمى ضربات السيول الجارفة.

طبقا لما تشير اليه خريطة المعلومات التفصيلية بالأماكن والمناطق الأكثر عرضة للسيول خاصة المناطق المتاخمة لسلاسل جبال البحر الأحمر كما يقول المهندس محمد على الشرونى وكيل وزارة الرى بأسوان يوجد بمركز ومدينة أسوان عدة مناطق معرضة للسيول مثل منطقة عزب كيما وقرية أبو الريش وخور أبو سبيرة والأعقاب . وبمركز ومدينة نصر النوبة هناك قرية أبريم وبلانه وبمركز دراو هناك قريتا الريتاج والجعافرة .وقرية سلوا بمركز كوم أمبو ..وفى إدفو هناك قرى ومدن وادى عبادى والرديسية والشراونة والدمارية .

عشوائية مصارف السيول 

ويقول خالد مهدى المهندس الاستشارى الذى كان يعمل بالرى سابقا ان التخطيط العام لمسارات مصارف السيول بعيد تماما عن أى منهج علمى وتم تصوير المنازل «المساقط» الطبيعية للسيول دون التعرف على مواقع مصايد المياه بالصحراء الشرقية  والتى من المفروض توجيه المياه اليها قبل تجمعها لتفادى الأخطار.وقال انه بسبب الظروف الاقتصادية لم يتم اتباع أسلوب تخطيط ملائم لاستيعاب المياه فى مناطق مناسبة مثل ما حدث فى منطقة الكسارة بأسوان والمداخل العليا بغرب كيما والأعقاب والجعافرة وشمال شرق أدفو ووادى عبادى .هذا بالاضافة للقصور الشديد فى التعامل مع التعديات على مخرات السيول مما يؤدى الى كوارث مشيرا إلى أن التعديات لا تقتصر على الأهالى فقط فهناك مدارس ومنشآت حكومية أقيمت داخل المسارات المحتملة للسيول .وأكد خطورة تغطية مصرف السيل الرئيسى المعروف باسم ترعة كيما .وهو المصرف الواقى لمدينة أسوان من السيول بطول 9 كيلو مترات.

وأشار مهدى إلى أن بعض مخرات السيول لا تأخذ قطاعات تصميمية وتحتاج الى توسعات للحفاظ على ما يسمى بالحالة التصميمية للقطاع المائى بها .هذا الى جانب وجود بعض المخرات فى مناطق خاطئة مثل الأعقاب والجعافرة بسبب عدم توافر المعلومات الدقيقة وقت إقامتها.

ومن جانب آخر قال أستاذ الجيولوجيا بعلوم أسوان د. عزت خضر إن ما تم فى أسوان من وضع مواسير فى مصرف السيول المعروف بترعة كيما يعد جريمة كبرى وإهدارا لملايين الجنيهات فى عمل خاطئ بلا دراسة وعدم الرجوع للعلماء والمختصين قبل تنفيذه وطالب بوجود ادارة مسئولة تقوم بتنظيف مسارات السيول واحواض التصريف لسهولة سريان المياه حتى تصب فى مجرى النيل.
وقال د. حسين الطهطاوى الخبير البيئى إن السيول ظاهرة طبيعية تحدث فى أوقات معينة معروفة ومواعيدها محددة من كل عام وإن أحسن استغلالها فهى كنز . وإساءة استغلالها تمثل دمارا وخرابا.

وقال إن آخر سيول فى عام 2010 بلغت كميات مياهها حوالى 5 مليارات متر مكعب محملة بالطمى والخير ولذا يجب استغلالها فى الزراعة عن طريق انشاء آبار وسدود لتجميع مياه السيول والاستفادة منها فى بعض الزراعات المناسبة وتجهيز الأراضى المناسبة.

واضاف لابد من تجريم الأعتداء على مخرات السيول وهدم هذه المبانى وطالب الطهطاوى بإنشاء أبار عملاقة لتجميع المياه لاستغلالها فى الزراعة مشيرا إلى أن الأراضى التى تغمرها مياه السيول من أجود وأخصب الأراضى لأنها تغسل بمياه السيول وتغذى بالطمى .

وقال هلال دندراوى برلمانى سابق وابن نجع الشديدة.. إحدى المناطق التى ضربتها سيول 2010 بقرية أبو الريش : منذ أكثر من 60 عاما أنشأت الدولة مخراً للسيول عبارة عن ترعة ضخمة تبدأ من عزب كيما جنوبا الى أن تصب فى النهر غربا ويبلغ طولها 9 كيلو مترات تقريبا .إلا أنها بقدرة قادر تحولت الى مصرف لمياه الصرف الصحى والصناعى ومقلب للمخلفات ومدفن للحيوانات النافقة وكل هذه السموم تصب فى نهر النيل. وأشار إلى ان مناطق الشديدة وخور أبو سبيرة والحج علاب والشيخ على والأعقاب الصغرى  والكبرى  والعجباب والملقطة والنجع الجديد وأبو الريش قبلى ونجع الشيخ عمران وغيرها كلها مناطق تضررت كثيرا من سيول 2010 وشرد أهلها وبددت ممتلكاتهم وهم معرضون لذلك مرة أخرى مجددا فى حالة هطول السيول. ورغم ذلك فان الجهات المعنية لم تتعظ مماحدث من قبل ولم تستعد للسيول بالشكل الأمثل ومخرات السيول لم تتم صيانتها ولم تطهر لا هى ولا البرابخ أسفل السكة الحديد والطريق البرى.

حملة للرقابة الإدارية

فى سبتمبر الماضى استهدفت حملة للرقابة الإدارية مخرات السيول بالمحافظة للوقوف على مدى استعدادها لمواجهة أخطار السيول وكشفت عن وجود تعديات بالبناء  من قبل بعض الأهالى بالمخرات الطبيعية الأمر الذى دعا الى إقامة سدود إعاقة قبل تلك التجمعات السكنية لحجز المياه أو لتحويل مسار تلك السيول. ومن جانبه لم ينكر وكيل وزارة الرى بأسوان وجود تعديات بالبناء على المخرات الطبيعية مشيرا إلى انه تم إزالة معظمها بمعرفة الوحدة المحلية لمركز ومدينة ادفو .ومازال يوجد كثير منها بمركزى دراو وأسوان وتم تنفيذ أعمال حماية لها من سدود وخلافه وتم إخطار الوحدات المحلية لإزالة هذه التعديات.

من جانبه أكد اللواء مجدى حجازى محافظ أسوان أن المحافظة اتخذت كافة الإجراءات الاحترازية لتلافى ذكريات الفزع والرعب من خلال استعداداتها المكثفة.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات