صورة اليوم – نحيا خائفين ونموتُ أرقامًا

كتب : جوزيف العرقاني

افتح يدك وعدِّ الرصاصات المُلقاة أرضاً؛ أربع عشر قطعة معدنية وغيرها اخترقت أجساد ضحايا  كنيسة مارمينا في حلوان. انظر حولك لتعاين الأرض الغارقة بالدماء، ثم أغلق عينيك وتخيل؛ كم من ضحية راحوا فداءً للإرهاب؟

كانت نهاية عام 2016 حزينة. 29 شخصاً قُتلوا بينما يتضرعون للرب داخل كنيسة البطرسية، بينما ظل الناجون يُحصون الفجائع التي عليهم معايشتها بعد ليصلوا بسلام، فيما تُورد بيانات المسلحين عدد الضحايا في سعادة.. تلك البهجة التي ما لبثت أن تتحول إلى فخر، حين استهدفوا كنيستي طنطا والإسكندرية، ثم حافلة تقل أقباطا في المنيا.

يُمسي كل شيء مُبتذلا أمام حكايات الراحلين، والذكريات التي توجع ذوي الضحايا؛ تسري في عروقهم فتنغص حيواتهم، تُخطو فوق الأحلام التي رسموها لعام 2018، تُخرج لهم لسانها في صفاقة، تُعيد عليهم قصة الأمس واليوم؛ أن أحبابهم ما عادوا هُنا، وأن 2017 تأبى الرحيل دون مزيد من الآلام.

أرقام ثم أرقام.. سنوات تمر وعدّاد الدماء يكاد ينفجر، يبدو كل حادث مُزعجا في البداية، ثم يُستعاد خافتا حين تتحدث الدولة عن تعويضات للضحايا أو يقرأ الناس أعداد القتلى في الأخبار، فيلوون شفاههم في حزن قبل أن ينسوا. بينما يبقى الرقم المُحتمل للموتى مُفزعاً، فلا يمكن التكهن به، ولا بحجم الفقد الذي سيجلبه.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات