منى فؤاد تكتب للمواطنة نيوز ما بين البامبرز واﻷولويز نساء مقهورات

الكاتبة منى فؤاد

 

البت كبرت واتدورت؛ خدي بالك منها ومتسيبهاش تخرج لوحدها.
البت معادتش صغيرة واحلوت والعين عليها
البت بقت مطلوبة وبيجيلها عرسان
هذه الجمل تقال في كل بيت فيه بنات.
ولا نعلم: هل تقال من منطلق خوف؟
أم تقال بدافع فرحة إن البت كبرت وبقت عروسة؟
دائما يحدث خلط من المشاعر تجاه هذا اﻷمر
ما بين الفرحة والرعب؛ ﻷن البت بقى عليها العين
وغالبا ما يسيطر خوفنا على بناتنا فيجعل الفرحة بهم لا تكتمل.

 

عندما تولد البنت يفرح بها اﻷهل؛ مطمئنين عليها ﻷنها طفلة جميلة بريئة يتباهون بها، ويتركونها لكل يد تحملها وتقبلها فهي ما زالت ترتدي البامبرز، ولا مانع من أن يقوم بتغيره لها أي شخص؛ ﻷنها طفلة
“عادي يعني” وﻷنها ليس مطمع للرجال.
ولحد هنا كان يعيش اﻷهل مطمئنين على طفلتهم.
ثم تبدأ البنت تكبر وتترعرع وتأتي مرحلة اﻷولويز،
فيتحول هذا اﻷطمئنان إلى خوف ورعب من مجهول نعلمه، وتبدأ اﻷم بالتحذيرات المخيفة للبنت:

خدي بالك من نفسك
متغيريش قدام حد
متكلميش راجل غريب
متلعبيش مع اﻷولاد
متتأخريش برة البيت
فيتسرب هذا الخوف إلى قلب الفتاة البريئة دون أن تعلم :
لماذا كل هذه التحذيرات المرعبة؟
حتى أنها تتمنى لو عاشت بالبامبرز باقي حياتها ؛لتعيش براءة الطفولة، ولا تعيش دوامة الخوف على عذريتها
إلى أن يأتي لها إبن الحلال ويريحهم جميعا من “همها”
نعم؛ انها هم كبير اتزاح من على قلوبهم.

 

هلم نتصفح معا جرائد اليوم
عامل ينزع البامبرز عن طفلة عمرها سنتين ويغتصبها
هناك خبر آخر: خطف فتاة في السابعة عشر من عمرها وتظاهر أهل البلدة علشان عاوزين أختهم “اللي لابسة اﻷلويز”
ويليها خبر: بلطجي يغتصب طفلة في السابعة من عمرها “مش لابسة بامبرز ولا اولويز”
يعني مبقاش بيفرق معاهم هي في أي مرحلة من عمرها
هل هي من مرتدي البامبرز؛ أم ممن يرتدون اﻷلويز؟
مش فارق لابسة واسع أو ضيق طويل ولا قصير
ولا فارق رضيعة تصرخ أو طفلة تبكي أو شابة ناضجة تمرح
كلهن مغتصبات يعريهن شخص فاقد اﻷهلية، غايب عن الوعي، غير مسؤول، وربما مختل عقليا

 

أتدرون حجم الفاجعة والكارثة التي وصلت لها المرأة المصرية؟
هل تدركون مدى عذابها وقهرتها على نفسها، وعلى بناتها من ذئاب لا ترحم؟
هل نتمنى العودة لعصر وأد البنات لنريحهن، ونرحم أنفسنا من عارهن؟
أم نقوم بقتل المغتصب بأيدينا طالما أن القانون لا ينصفنا؟
أو نتخلص من كل رجال العالم حتى يتثنى لنا أن نعيش حياة كريمة؟
ولحين اﻹجابة على هذه اﻷسئلة جميعها ستظل المرأة:
ما بين البامبرز واﻷولويز نساء مقهورات.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات