الطيب.. و«الشيطانة» سيئة السمعة .

لم تتذكر الزوجة «الشيطانة» صنيعًا طيبًا أو معروفًا لزوجها العامل البسيط، والذي تحدى الجميع من أجلها، وتزوجها رغم اعتراض عائلته، لما يتردد على ألسنة أهل قريتها من سوء سلوكها.

تردت عليه، ولم يقابلها «الطيب» إلا بالغفران والسماح، أملاً في أن تتغير مع مرور الأيام، وتشعر به، وتقدر حبه ومشاعره لها، لكن دائمًا ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث ازدادت في معاملتها السيئة له، ولأسرته المقيمين معها بنفس المنزل، حتى تمكنت من الانفراد به، والاستيلاء على شقة بالدور الأرضي لتتخذها وكرًا للقاء عشيقها بعيدا عن أعينهم أثناء فترة غيابه.

ومرت الأيام، حتى أفاق الزوج من غفلته، بعدما أكد له صديق بصحة ما يقال عن زوجته وعشيقها، تسلل الشك والقلق بداخله، وضيق عليها الخناق، ومنعها من الخروج دون إذنه، ونشبت بينهما الخلافات، ووسط زحام الأفكار السوداء التي تجول بخاطرها حول كيفية التخلص من زوجها، رسمت خطتها بعقل هائم، ومداد قاتم، لتفسح الطريق لعشيقها، ويسلكا طريق الغواية، والعشق الحرام، معتقدة الهرب من عدالة السماء.

عاد الزوج الطيب إلى منزله بعد عناء يوم عمل شاق، يراود مخيلته السيناريو المعتاد حيث الشكوى من والدته، وسوء معاملة والده لها، لكن تعاظمت الدهشة على وجهه، وفتح فمه في بلاهة بعدما وقعت عيناه عليها وهي تستقبله استقبال الفاتحين، متزينة بالمكياج، وتمطره بكلمات الحب والأسف عما كانت تفعله، وأنه فارسها الأوحد، وأن كل ما تردد على سمعه وأسرته ما هو إلا افتراء عليها.

أعدت له من الطعام ما يشتهيه، وتوجهت إلى المطبخ بينما خلد الزوج إلى غرفة نومه، وفوجئ بها تمد يدها إليه بكوب من الشاي، ولم يكن يعلم بأنه الكوب الأخير، حيث دست له قرصا مخدرا، تمدد على إثره بجسده النحيل يغط في نوم عميق، لا يشعر بمن حوله، بينما أخذت هي تتابع بعين زائغة تقطع أنفاسه، تفرك يديها، وتسير ذهابًا وإيابًا داخل الغرفة، قبل أن تتجه نحو النافذة تستقبل عشيقها الذي تسلل خلسة وقفز بالداخل، انقضا الاثنين على الزوج «المُخدر» وأوثقاه بحبل التف حول عنقه بسرعة شديدة، وتجاذبا أطرافه، دون أن يحرك أنين الزوج لهما ساكنًا، حيث انتفض جسده النحيل لأعلى وأسفل من شدة الاختناق.

لم يتركاه إلا بعدما علت وجهه زرقة داكنة، وفارق الحياة، وبدموع التماسيح أطلقت الزوجة صرخة مدوية، تلطم خديها وتشق صدرها، معلنة للعائلة انتحار الزوج شنقًا، بعدما شكا لها مروره بضائقة مالية، وسط نحيب ودموع صادقة من الأهل والأقارب، الذين علت وجوههم علامات الدهشة، وعدم تصديقهم لما ترويه الزوجة وإتقانها التمثيل بالحزن على زوجها.

 

 

وأمام العميد سيد سلطان مدير إدارة البحث الجنائي بمحافظة المنوفية، وبتضييق الخناق عليها، وبما جاءت به التحريات تفيد عن علاقة الزوجة غير الشرعية بعشيقها، وبمواجهتها، انهارت واعترفت بجريمتها، بمساعدة عشيقها، مؤكدة أنها تزوجت المجني عليه تحت ضغط وإكراه من عائلتها، فيما كانت تربطها قصة حب بعشيقها منذ فترة.

 

 

تحرر المحضر اللازم، وأحيلت الزوجة وعشيقها إلى النيابة التي قررت حبسهما ٤ أيام على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن جثة الزوج بعد العرض على الطب الشرعي.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات