الأعلى للإعلام يقرر غرامة كبيرة على كل لفظ خادش في دراما رمضان ..

أمل فرج

سباق الدراما الرمضانية يشتعل كل عام مع اقتراب حلول الشهر الكريم، ما دفع مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى للإعلام، لفرض غرامة قدرها 250 ألف جنيه على كل لفظ فاحش في الدراما التلفزيونية، مطالبًا مجلس النواب بقبول معايير الدراما التى أعدها المجلس.

رئيس المجلس الأعلى للإعلام علّق على الأمر خلال كلمته في اجتماع لجنة الإعلام والثقافة والآثار بالبرلمان، لمناقشة معايير الدراما، قائلًا: “العملية بلا ضابط محدش يحاسب حد، وكل واحد عايز ياخد حريته المطلقة ولا يوجد معايير لضبط المسلسلات”.

المخرج مصطفى الشال أيد قرار المجلس، قائلًا إن الدراما التليفزيونية يجب أن تحافظ على عادات وتقاليد المجتمع المصري، متعللًا بأنها تدخل البيوت مباشرة، بعكس الأعمال السينمائية التي تختار الأسرة مشاهدتها، وتبذل الجهد في سبيل ذلك، ما يجعلها المسئولة وحدها عن اختيارها.

وأضاف “الشال” في تصريحات لـ”الوطن” أن قرار المجلس سيجبر كتاب الدراما على اختيار ألفاظ سيناريوهاتهم الرمضانية، وهو ما يؤدي لاختفاء الألفاظ الفاحشة من الدراما حتى وإن كان بشكل تدريجي وليس جذري.

وشدد المخرج على أنه على كتاب الدراما انتقاء الشوائب التي تكمن داخل اللغة، لأن الدراما ليست فقط للتسلية، وإنما هي بمثابة معلم للأجيال القادمة، لما تخلقه من حالة وشخصيات يتعايش معها المشاهد ويتأثر بسلوكياتها ومفرداتها.

كما تذكر مشهدًا شائكًا قام بإخراجه في مسلسل “الخيانة”، حينما أراد توضيح وجود حالة اغتصاب فتاة، ليخرج من المأزق عن طريق تصوير ظل المغتصب على الحائط كأنه شيطان، وهو ما وصفه الشال بـ”الرمز”، الذي يمكن للأعمال الدرامية من خلاله توصيل المعلومة دون إيذاء المتلقي، خاصة إذا كان موعد عرض العمل في شهر الصيام.

من جانبه قال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن خدش الحياء في الدراما لا يتوقف على اللفظ الخارج فقط، بل يكمن الخطر في النسق القيمي الذي يتضمنه المشهد، مشيرًا إلى أن ارتفاع قيمة الغرامة يعد بمثابة إعدام للإنتاج الدرامي، ما يدفع المجلس لتلمس الأعذار، وهو ما يُفقد المجلس مصداقيته.

وأضاف “العالم” أن الغرامة الباهظة لن تحد من خدش حياء في الدراما، لأن هناك طرق يتبعها الكتاب تُدني من الذوق العام وأيضًا من نمط تفكير المشاهد، من خلال سرد ألفاظ عادية في سياق درامي مخل.

وأشار أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة إلى أنه يجب على المجلس وضع آلية لتطبيق الغرامة، ليتمكن من القضاء على مثل تلك الألفاظ، وما إن كانت هذه الغرامة ستطبق على المنتج أم الكاتب أم القناة العارضة للعمل، بالإضافة لتحديد الجهة المستفيدة من تلك الأموال المدفوعة، وما مصيرها؟.

كما اقترح “العالم” تنسيق المجلس الأعلى للإعلام مع كتاب الدراما والمخرجين والمنتجين، من خلال اجتماع، يحددون من خلالة آليات ومعايير للكتابة، ويقفون فيه على حل نهائي لتلك الأزمة، ليس فقط في الدراما الرمضانية، وإنما في مسلسلات العام ككل.

أما الناقدة الفنية، ماجدة خير الله، رفضت اقتراح رئيس المجلس الأعلى للإعلام، متسائلة: “من سيحدد إذا كان هذا اللفظ خارجًا أو خادشًا للحياء؟”.

وقالت “خيرالله” إن الأعمال الدرامية تُعرض أولًا على الرقابة، وإذا كان هناك شيئ خارج عن السياق المجتمعي أو الدرامي تكون مهمتها مراجعة صناع العمل في ذلك، بجانب وجود رقابة فوق الرقابة من قبل بعض القنوات، التي تراعي جمهورها.

أضافت الناقدة الفنية: “القنوات أيضًا تُحدد الفئات العمرية للمسلسلات، قبل عرضها، وهناك قنوات تحذف مشاهد كاملة وليس ألفاظ فقط، حفاظًا على مشاعر الجمهور، ومن يريد مشاهدة الحلقات كاملة يتجه إلى موقع يوتيوب”.

كما استنكرت “خيرالله” تقديم اقتراح الغرامة من قبل مكرم محمد أحمد، بعد انتهاء تصوير الأعمال الدرامية، واقتراب عرضها في القنوات خلال موسم رمضان، مشيرة إلى أن “هذه الغرامة لن تكون رادعة لصناع الدراما المصرية، ولن يلتفت لها أحد”.

وترى “خيرالله” أن مثل هذه الأمور تقلل من مساحات الإبداع، وستخلق مشاهد مغايرة لما هو متواجد في المجتمع، لاسيما أن هناك ألفاظًا بات متعارف عليها بين أفراد المج

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات