ما ملامح فترة حكم مهاتير محمد المقبلة؟

مهاتير

أعلنت هيئة الانتخابات في ماليزيا، فوز ائتلاف المعارضة، الذي يقوده رئيس وزراء ماليزيا الأسبق مهاتير محمد، في الانتخابات البرلمانية التي جرت هناك، بعد عودة “مهاتير” من اعتزال العمل السياسي، لقيادة المعارضة من أجل إزاحة الحزب الحاكم، الذي تزعمه هو نفسه لأكثر من 22 عامًا، ليصبح أكبر الزعماء سنًا على سدة الحكم، إذ بلغ عمره 92 عامًا.

وفاز ائتلاف الجبهة الوطنية، الذي يمثل المعارضة، بعدد 113 مقعدًا، في حين فاز حزب المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة، الحاكم، بعدد 79 مقعدًا، من مجموع عدد مقاعد البرلمان البالغة 222 مقعدًا.

وقال مهاتير محمد، الذي تولى رئاسية وزراء ماليزيا منذ عام 1981 وحتى عام 2003، إنه “عاد للسياسية لتخليص البلاد من مستويات فساد غير مسبوقة”.

السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن السبب الذي دفع مهاتير محمد للعودة للمشهد السياسي في بلاده من جديد هو شعوره، خلال الفترة الأخيرة، بحالة من الفساد تتبعها الحكومة السابقة، وأن هناك تباعدًا بين البرنامج الذي وضعه، من قبل، وحقق التقدم والنهضة الماليزية وبين سياسة الحكومة الأخيرة.

وأشار حسن، في تصريحاته، إلى أن مهاتير محمد لم يرد العودة بشخصه، ولكنه أراد العودة كرمز، والدليل على ذلك، إعلان نيته تولي رئاسة الوزراء لمدة عامين، والعمل على الحصول على عفو ملكي عن زعيم المعارضة أنور إبراهيم، والتنازل عن منصب رئاسة الوزراء لصالحه بعد حصولة على العفو الملكي، كما أن مهاتير سوف يأتي بمجموعة من تلامذته يسيرون على نفس المبادئ والسياسة المالية والاقتصادية لإصلاح ما أفسده سابقوه.

وأوضح عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أن ظهور تغيرات إقليمية، وارتفاع تطلعات الشعب الماليزي، وزيادة النمط الاستهلاكي، بالإضافة إلى انخفاض معدلات التجارة العالمية من أهم العراقيل التي ستواجة “مهاتير”، خلال الفترة المقبلة، كما أن برنامجه الإصلاحي سيسير على نفس مبادئ برنامجة السابق، بجانب بعض التحديثات التي تتماشى مع التغيرات الإقليمية الدولية والمحلية.

من جانبه، قال الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ترشح مهاتير محمد ونجاحه في الانتخابات البرلمانية جاء جاء نتيجة لسياسات رئيس الوزراء الماليزي السابق، نجيب عبدالرزاق، الذي تم اتهامه في قضايا فساد وكان يقاوم أي محاولة لكشف مدى تورطه في جرائم فساد، ومن ثم نجحت قوى المعارضة التي يتزعمها مهاتير محمد في الفوز بالانتخابات.

وأضاف السيد، في تصريح لـه، أنه لن تكون هناك عراقيل أمام مهاتير محمد، فهو سياسي بارز ويتمتع بشعبية كبيرة، ولكن ستكون هناك صعوبة في حصول تحالفه على أغلبية مطلقة في تشكيل الحكومة، تتيح للمعارضة أن تحكم على نحو يحقق الاستقرار في ماليزيا، متوقعًا أن يجري ذلك التشكيل الحكومي بالتفاوض، خاصة أن شعبية مهاتير قد تمكنة من الحصول على تلك الأغلبيه.

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن حكومة مهاتير خلال الفترة الأولي ستركز على محاربة الفساد، وبناء ائتلاف حاسم يتمتع بقدر من الاستقرار، إضافة إلى رسم سياسة اقتصادية واضحة تضمن مزيدًا من النهوض الاقتصادي، متوقعًا ألا تختلف سياسات “مهاتير” الاقتصادية مضافًا إليها بعض التماشي مع المتغيرات الدولية والإقليمية.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات