خالد الاسود يكتب عن عالم الأنصاف وعالم الرجال المتحققون.. في المسألة المجدية عبد الغنية

من أكبر كوارثنا في مصر الأنصاف(جمع نصف) هؤلاء الصغار الذين وصلوا لمناصبهم بالفهلوة أو الأقدمية، أو بقوانين زمن فاسد.. هؤلاء الأنصاف يحمون ذواتهم بمحاربة الناجحين، يسرهم الفشلة والعاجزون والأقزام ليبدوا هم عمالقة.. مجدي عبد الغني في موقفه الأخير مع محمد صلاح تكلم كثيرا، استوقفتني جملته التي عرته كأحد كبار رموز الأنصاف والأشباه في مصر، صرخ “أنا أول محترف في مصر” المقارنة مع صلاح تشغله، كان من السهل عليه أن يتقبل نجومية واحد زي أبو تريكة، بطل من ورق صنعوه بالإلحاح والتضخيم، لكنه لايستطيع أن يتقبل نجومية حقيقية بحجم محمد صلاح، يتحدث عبد الغني وباقي عصبة اتحاد الكرة عن صلاح كطالب شهرة على حسابهم، الجنون بلغ منتهاه عند الأنصاف،

أعلم أنهم يصدقون أنفسهم، اللاوعي يحكمهم ويحمي ذواتهم الهشة بشراسة لدرجة أنهم يصدقون فعلا أن صلاح يصنع شهرة على حسابهم.. مصيبة مصر وجود هؤلاء الأنصاف في كل موقع، الأقدمية صعدت بهم لكرسي المدير، يحمون كرسيهم وسلامهم النفسي بإبعاد أصحاب الكفاءة والموهبة، يصدرون الأكثر عجزا وفشلا.. كم مدير أو مديرة رأيتموه يفزعه كفاءة مرؤوسيه، يحارب الناجحين وتحرقه الغيرة منهم، مشغول بمحاربة رجاله، يجمع حوله الأغبياء العجزة والفاشلين ويغره النفاق، يدمن جلسات النميمة وأخبار العاملين..

على الجانب الآخر، عندما نرى الكبار المتحققين بالنجاح على كرسي المسؤولية نجدهم يبحثون عن الكفاءة والموهبة، لا يفزعهم الأكْفَاء، يأخذون بيدهم، يرشدون المتعثر ويوجهونه، يبحثون عن النجاح ويصنعونه، يقصون الفاشلين، لا يغريهم النفاق باسم الثناء.. من هؤلاء الكاتب الصحفي محمد البرغوثي، رجل تحقق في أكبر مؤسسة صحفية في العالم العربي، تبوأ مكانته بقدراته في أكثر صحفنا انتشارا، ليس نصفا مهزوزا.. يبحث عن الكفاءة ويسعى إليها، لا يبخل بالنصيحة والتوجيه، يبادر بالدعم.. يتواضع لدرجة مخجلة.. لا يفزعه نجاح الأكفاء ويعتبره جزءا من نجاحاته.. أعلم دور الرجل مع الكثيرين، له علي شخصيا مثلهم فضل الدعم والتشجيع بدون سابق معرفة أو مصلحة.. مصر ستتغير كثيرا لو كل المسؤولين فيها من من فصيلة البرغوثي، لو أقصينا كل مجدي عبد الغني وكل الأنصاف..

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات