البنات طفشت.. حكايات من «البيت للعشيق»

أرشيفية

فتيات قررن الرحيل وابتُزت أسرهن بطلب فدية مقابل العودة.. حياة هربت بـ 100 جنيه.. وأخرى ساومت والدتها على 100 ألف.. وفتاة أوسيم سابت الجمل بما حمل واتجوزت عرفي

زادت قصص وحكايات هروب الفتيات من منازلهن وادعاءهن الخطف، وتفضيل البقاء في أحضان الشارع عرضة لمصاعب الزمن وتقلباته على العيش مع أهل ربما افتقدوا بجانبهم معانى الدفء والطمأنينة، فيلجأن للبحث عنه خارج جدران هذا المنزل الذى أصبح سجنا لهن مع رفيق آخر أو حبيب مزيف. ورغم خطورة هذه الظاهرة إلا أنه لا توجد إحصائية رسمية بعدد هؤلاء الفتيات حيث تتعامل أجهزة الدولة بحرص وتكتم شديد حيال هذه القضية، بالإضافة إلى عدم إبلاغ الأهالى عن هذه الحالات نظرا لقيود المجتمع وطبيعته المحافظة.
بنتي ضاعت يجلس حزينا باكيا لا يعرف من أين يبدأ، يحمل ألبوم صور، يقلب في صفحاته ليشاهد صور خطوبة ابنته ويمسح عينه من البكاء في لحظة يحاول أن يتماسك كي يتحدث.. عم حسانين، الذي انفطر قلبه على ابنته المختفية عنه منذ شهور، يحاول كل ساعة فك طلاسم اختفائها، دون جدوى، لكن قلبه يحدثه بأنها حية ترزق.. «حياة» هو اسم ابنة عم حسانين، صاحب مسبك نحاس، عروس في 17 من عمرها، بالمرحلة الأولي من الثانوية العامة «خرجت من البيت ومارجعتش»، بحسب وصف الأب المكلوم.يسترسل الأب: “حياتنا تحولت إلى سحابة سوداء، بنتي مختفية من شهور، ولا أعرف عنها شيئا”، «كان يوم سبت والساعة 9 صباحا دخلت غرفتي لتطلب مني مئة جنيه لزوم مصاريف دروس خصوصية، وبالفعل أخذت الفلوس وخرجت من غير أي حاجة “بنتي كان كل اللي معاها 100 جنيه وبس».
وتابع «كنا خارج البيت، ولكن زوجتى كالمعتاد اتصلت أكثر من مرة على تليفون ابنتنا “حياة” لتطمئن عليها وتعرف أين هي ولكنها لم ترد، إلى أن عدنا إلى البيت ولم نجدها، انتظرنا على أعصابنا، لكنها لم تعد، لتدق الساعة الثامنة ويرتفع صوت المؤذن لقيام صلاة العشاء ولم تأت حياة».«لم يكن هناك سابق مشكلة بيننا وبينها، وبعدما تغيبت حياة، فاتت ساعات على اختفائها قررنا تتبع هاتفها المحمول وعلمنا أنها بمحافظة الإسكندرية من آخر مكالمة وظهور على الواتس آب وبعدها تم إغلاق هاتفها تماما وبدأ يتصل بنا أشخاص للتفاوض معنا وطلب أموال واللعب بأعصابنا ولا أعرف ما الذي يحدث لابنتي».. أضاف الأب.

توجهت إلى قسم الشرطة وقدمت بلاغا باختفاء ابنتي ولكنهم بالقسم أخبروني بضرورة مرور 48 ساعة على واقعة الاختفاء، «فانتظرت والخوف يخترق جسدي كالشوك، ولكني لم أعتمد على بلاغ القسم فقط، بل بحثت عنها في كل مكان، إلى أن تمكن أخوها من فتح حسابها الشخصي على “فيسبوك” وكانت المفاجأة التي قسمت ظهرى، محادثات ابنتي مع الغرباء واكتشفت أنها هربت مع أحدهم لوجود علاقة عاطفية بينهما».

ساومت والدتها على 100 ألف جنيه

واقعة أخرى كشفتها الأجهزة الأمنية، عن اختطاف طالبة تعمل بمطعم بالتجمع، وتم مساومة والدتها على دفع مبلغ 100 ألف جنيه مقابل إطلاق سراحها، وتبين أنها على علاقة عاطفية بعامل معها بالمطعم، وأنه وراء اصطحابها لمنزله، فتم ضبطه وبصحبته الطالبة واعترف بأنهما على علاقة عاطفية وعدم قدرته على تدبير نفقات الزواج، واختمرت في ذهنه اختلاق واقعة اختطافها ومساومة أهليتها على دفع المبلغ المالي حتى يتمكنا من إتمام زواجهما.
كانت البداية مع تلقى رجال مباحث قسم التجمع، بلاغا من عاملة بسنتر للتجميل، بغياب ابنتها 18 سنة، طالبة، وتعمل بمطعم بالتجمع، وأضافت أنها عقب انتهاء نجلتها من عملها لم تعد إلي المنزل، وفى وقت لاحق ورد إليها اتصال هاتفي من هاتفها المحمول ادعى خلاله المتصل قيامه باختطاف نجلتها، وساومها على دفع مبلغ 100 ألف جنيه مقابل إطلاق سراحها.
وعلى الفور تم ضبطه بمسكنه وبصحبته المتغيبة، وضبط بحوزتهما الهاتف المحمول المستخدم فى إجراء المساومة، وبمواجهتهما أقر الأول بأنه نظرا لارتباطه بعلاقة عاطفية بالطالبة وعدم قدرته على تدبير نفقات الزواج منها، دبر للأمر.

هربت مع عشيقها

فى منطقة الهرم لم تجد فتاة قاصر طريقة للخلاص من جحيم والديها لها إلا عن طريق الهرب لدى شقة عشيقها الذي استغل لجوءها إليه وقام بمعاشرتها معاشرة الأزواج مستغلا سفر والدته، وعقب عودة الأولى إلى منزلها ادعت اختطافها على يد مجهولين، وأن أحدهما تعدى عليها جنسيا، لكن مباحث الطالبية كشفت حقيقة الأحداث وأحالت الأمر للنيابة التى باشرت التحقيقات في الواقعة.

فأمام رجال مباحث الطالبية حضر سائق وابنته “أميرة م.”، 17 سنة، طالبة، مصابة بسحجات بالرقبة وحالة إعياء، وقالت إنها أثناء سيرها بمنطقة الطالبية اعترض شخصان طريقها، ورش أحدهما عليها مادة أفقدتها الوعي، فوجئت بعدها بتواجدها داخل شقة -لا تعلم مكانها- وتعدى أحدهما عليها جنسيا، وبعد يومين قام بتخديرها مرة أخرى، وإلقائها بمنطقة العمرانية.

كشفت تحريات مباحث الطالبية كذب الفتاة وعدم صحة روايتها، وبالتدقيق فى مناقشتها اعترفت باختلاقها الواقعة خوفًا من أهلها بسبب غيابها لمدة يومين، وأكدت ارتباطها عاطفيًا بـ”طالب”، 19 سنة، مشيرةً إلى أنها تركت المنزل لسوء معاملة أسرتها لها، وتوجهت إلى شقة عشيقها بمنطقة المنيرة الغربية بإمبابة مستغلين سفر والدته إلى محافظة الأقصر.
وأوضحت الفتاة القاصر أن عشيقها عاشرها معاشرة الأزواج، وفض غشاء بكارتها برغبتها، مشيرة إلى أنها عادت إلى المنزل بعدها، وقررت اختلاق تلك الرواية خوفًا من فضح فعلتها.

فتاة أوسيم

في محافظة الجيزة، كان اختفاء فتاة بأوسيم واتهام أفراد أسرتها لشاب باختطافها، لغزا تم حله، حيث تبين أن الفتاة تركت مسكنها وتزوجت عرفيا من أحد الشاب، وفور اكتشاف أفراد أسرتها الواقعة تشاجروا مع زوجها، وتم ضبط طرفى المشاجرة، وأخطرت النيابة للتحقيق.

محطة قطار

فى الفيوم، كشف ضباط مباحث السكة الحديد، غموض اختفاء فتاة، إذ تبين ادعاء خطفها بعد هروبها مع عشيقها، بعدما أبلغت الفتاة الخدمة الأمنية المعينة بحرم محطة سكك حديد الفيوم بأنها تعرفت على أحد الأشخاص يدعى «ع .ا» وتواعدا على المقابلة بالفيوم لرغبته بالزواج منها وأنه تهرب منها وتركها بمفردها وطلبت من رجال الشرطة مساعدتها في الاتصال هاتفيا بذويها للحضور لاصطحابها من مدينة الفيوم، حيث اتصلت ولكن ادعت اختطافها على غير الحقيقة.
خلال التحقيقات أقرت الفتاة بادعاء اختطافها خشية رد فعل أسرتها لتركها المنزل دون علمهم، ونفت تعرضها لأى أذى وأنها حضرت لمدينة الفيوم بمحض إرادتها.

العنف الأسري هو المتصدر

ترى الدكتورة إيمان الجوهري، خبيرة علم النفس، أنه ينبغى دراسة مسألة هروب الفتيات بوجه خاص من منازلهن، لافتة إلى أن الظاهرة ليست مقتصرة على فئة بعينها، إذ يوجد أسر حالتها الاجتماعية والثقافية ممتازة، ورغم ذلك تلجأ الفتيات للهرب من بيوتهن، مشيرةً إلى أن العنف الأسري أحيانا ما يتصدر أسباب هروب الفتيات.

وأضافت «الجوهرى»: أن المرأة تحتاج فى بعض الأحيان إلى أمان نفسى أكثر من الأمان المادى فى حياتها، وذلك بدافع طبيعة تكوينها وعاطفتها التى تغلب عليها.
وشرحت أن من أسباب هروب الفتيات التربية الصارمة والعنف الأسري والجفاف العاطفي بجانب عجز الأسرة عن احتواء بناتها وافتقاد أفراد الأسرة لثقافة الحوار، كما أن هرب الفتيات مع عشاقهن بداعى الاختطاف عادة سيئة أقدمت عليها فتيات كثيرات ما يستدعى عمل دراسة.

وأوضحت الخبيرة النفسية، أن الفتيات لا يتعلمن من أخطاء رفيقاتهن فى مقتبل أعمارهن اللاتى يتعرضن لتلك الحالات.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات