الداعشية لم تنته بمقتل أبو بكر البغدادي، مثلما لم تنته القاعدةُ بهلاك أسامة بن لادن، ولم تنته طالبان، وبوكو حرام بتصفية عناصرها. الداعشيةُ فكرةٌ تخبو وتظهر وفق الشرط المجتمعي الذي قد يكون أرضًا خصبة لنموها فتظهر، أو يكون أرضًا بورًا تلفظها ولا تسمح لها بالنمو والترعرع؛ فتختفي وتموت قبل ميلادها. المجتمع الذكي الواعي يجهد في أن يجعل أرضه بورًا وجدبًا للعشب الداعشي الخبيث.
الداعشيةُ فيروس مسموم يسهل حقنه في الأدمغة حين لا تكون محصّنة بمصل القيم والمبادئ والعلم. العقول المحصنة لا يسهل اختراقها، والعكس صحيح. المجتمع المثقف الواعي يجهد في أن يُطعِّم أبناءه بالمصل الواقي من فيروس الداعشية والطائفية منذ طفولتهم.