“إنتوا ماشيين يا أونكل ومش هاترجعوا تاني؟ .. لا دي آخر مرة أصل عندنا شغل في حتة بعيدة أوي .. طب تعالوا تاني بعد ما تخلصوا شغل؟ .. هتكون فاتت سنين وسنين ومش هيبقى فاضل حد فينا غير اسمه.” بهذه الكلمات أنهى المبدع جورج سيدهم آخر مشهد من فيلم “لسنا ملائكة”، فكان قد تُوُفِي صديقُه الضيف أحمد قبل أن يستكمل الفيلم فقال هذه الكلمات رثاء له.
انتقل عن عالمنا أمس 27 ديسمبر عام 2020 الفنان القدير جورج سيدهم بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 82 عامًا، وذلك في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها العالم، فالجميع متأهب لمجابهة فيروس كورونا الفتاك الذي ظهر في مدينة واهان الصينية في ديسمبر/كانون الأول من العام المنصرم.
ولد الفنان جورج أنيس سيدهم عام 1938بمحافظة سوهاج، وحصل على بكالوريوس الزراعة من جامعة عين شمس عام 1961، وبدأ حياته الفنية مع الراحل المبدع “الضيف احمد” والفنان القدير “سمير غانم” في فرقة ثلاثي أضواء المسرح. لمع نجمه هو وصاحباه، وذاع صيتهم في عالم الفن.
أثرى سيدهم المكتبة الفنية المصرية والعربية بالعديد من الأعمال، فقد قدم 22 مسلسلًا و60 فيلمًا بالإضافة إلى 23 مسرحية. من أشهر المسرحيات “أهلًا يا دكتور” و”المتزوجون” و”حب في التخشيبة”، وهذا وقد أبدع سيدهم في العديد من الأفلام السينمائية أشهرها “البحث عن فضيحة” مع الفنان “عادل إمام” و”اضراب الشحاتين” و”لسنا ملائكة” و”واحد في المليون”. كما أبدع الراحل في العديد من الأعمال الدرامية أبرزها مسلسل: رأفت الهجان” و”قلوب عطشى” و”آسف لا يوجد حل” وغيرها الكثير. كان يهوى التقليد فقد قال عنه حفيد الكابتن لطيف المعلق الرياضي الراحل: ” جورج سيدهم أفضل من قلَّد جدي.”
كان جورج سيدهم عازفًا عن الزواج وكان يُطلِق عليه “النظام الفاشل”، ولكنه تغيرت قناعته وتزوج فيما بعد بالدكتورة “ليندا مكرم” وهي صيدلانية.
أصيب بجلطة في المخ إثر استيلاء أخيه على ثروته وهروبه إلى الولايات المتحدة. كان يلقب بالفيلسوف وصاحب ضحكة المسرح ونجم الفكاهة.
