مرصد الأزهر يرفض توجهات المسجد الليبرالي “ابن رشد- جوته” في برلين

كتبت:منة الله عصام

 

يوجد في العاصمة الألمانية “برلين” حوالي 80 مسجدًا ومصلّى للمسلمين لأداء الصلوات، الجديد هو قيام الناشطة الألمانية ذات الأصل التركي، سيران أتيس، يوم الجمعة 16 يونيو بتدشين مسجد للمسلمين الليبراليين، على حد تعبيرها، في “برلين” اسمه “ابن رشد- جوته” داخل قاعة داخل كنيسة “يوهانيس” الإنجيلية، وكأن المسلمون “الليبراليون” يصلّون صلاة غير صلاتنا ويقومون بأشياء داخل باحات المساجد غيرنا، ومن المعلوم أن المساجد عمومًا تفتح أبوابها لجميع المسلمين دون تفرقة بينهم، إلا أن مدّعي الحرية ومدعي مناهضة التمييز قاموا بالفعل بتمييز أنفسهم عن باقي المسلمين، بدعوى الحرية، ومن المعروف أن أماكن العبادة عمومًا لها خُصوصيَّة عن غيرها عند أداء الشعائر، ومن المعروف أيضًا أن تلك الأماكن لا تُجبر أحدًا أبدًا على الدخول إليها، بل من يرغب فقط هو من يذهب، ويجلس حسب آداب المكان، إلا أن هؤلاء ضربوا عرض الحائط ببعض تعاليم الإسلام، مُدّعين أنهم في شكل طقوسهم هذه أكثر سماحة، ثم يسألون بعد ذلك من أين يأتي التمييز والتطرف؟! السؤال الأكثر إلحاحًا هو: متى كانت الصلاة من مسجد لآخر، ومتى كانت سببًا في التطرف او الإرهاب او التعصب، حتى ندخل عليها بعض “التجديدات” التي توافق مع كونها “صلاة لليبراليين”؟ طالما اعتقدنا في أن هناك خطاب ديني متطرف، أمّا الوصول بهذه الفكرة للصلاة نفسها فهذا أمر جديد، وغير منطقي.
حظيَ هذا المسجد باهتمام واسع، لأنه يفتح أبوابه للطوائف المختلفة على حد سواء، مثل السُّنة والشيعة والعلويين والصوفيين، وإن كنا لا نعترض على ذلك الأمر الذي لا يصتدم صراحة بأصول الإسلام، إلا أن الأمر الغريب هو إعطاء الفرصة للرجال والنساء في إمامة المُصلين وإلقاء الخطب فيهم، وجديرٌ بالذكر أن امرأة تدعى “رابية مولر” هي التي تقوم الآن بدور الإمامة في المسجد، حيث لا يجب على النساء وضع غطاء الرأس أثناء الصلاة في المسجد، الأمر الذي يُخالف الشريعة الإسلامية، شكلاً ومضمونًا، إلا بعض الآراء الفردية التي لم يعتد بها طوال التاريخ الإسلامي حتى باتت لا تطبق في بلد إسلامي واحد.
ولأجل هذه الممارسات استأجرت المحامية والكاتبة “أتيس” قاعة بالطابق الثالث من كنيسة “يوهانيس” الإنجيلية بحي موابيت في برلين كمقر للمسجد ، على أمل إقامة مبنى خاص للمسجد في المستقبل القريب، هذا فضلاً عن كتابها، الذي نشرته تحت عنوان «سلام، المرأة الإمام»، والذي انتقدت فيه المؤتمر الألماني الإسلامي لإعطائه سلطات كبيرة للروابط والجمعيات الإسلامية التركية مثل “ديتيب”، كما تحدثت فيه عن دوافعها لتأسيس المسجد، حيث ادّعت بأن المساجد الألمانية المتواجدة حاليًا تُفرِّق بين المرأة والرجل، وصرّح “عبد الحكيم أورغي”، أحد الشركاء في هذا المشروع، أن هذا المسجد قدّم إمكانية للمسلمين لإعادة تعريف أنفسهم.

 

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات