كتبت/ أمل فرج
دائما نلقي بالسوط على المسئولين المتغافلين عن حقوق و خدمات المواطنين ، ولكن لا نكون محقين دائما أبدا ؛ ففي مشهد تكفل فيه الجيش بتوزيع ” كراتين رمضان الغذائية ” على أهالي المعتمدية ـ المفروض عليها الحجر الصحي ـ على أثر تفشٍ لحالات كورونا بها ، وقد أحاط الكراتين بصوان ، يشبه السور العازل ، في استعداد لتنظيم عملية التوزيع على أهالي المعتمدية ، ولكن ـ وكما يسرد بعض الأهالي الواقعة تفصيلا ـ
فوجئت قوات الجيش بهجوم الأهالي على الصوان ، وكسره ، والاعتداء على القوات بالضرب ” على حد وصف شهود عيان ” ، وقد تحلى الجيش بالصبر ، ولم يستخدم العنف ، أو محاولة فض الهجوم و التكدس برشاشات المياه ؛ تحسبا لتلفيق الاتهامات للجيش بالتعدي على أهالي المعتمدية ، وفبركة الأخبار لكثير من المتصيدين الذين كان بالإماكن أن يتهموا قوات الجيش في حال استخدام أية و سيلة سلمية لفض الزحام و الهجوم عليه بأنه اعتداء مسلح ؛ ولذا توقعنا أن يلتزم الجيش بالصمت و الصبر ، ولكن كشف هذا المشهد عن شريحة لا يستهان بها من غياب الوعي لدى البعض ، وفي مناطق مختلفة ، وجهل يسيطر على ردود أفعال البعض ، و تعاملهم مع المواقف و الأزمات ؛ فلم ينتبه هؤلاء لخطورة هذا التجمهر ، وسوء تعاملهم ؛ فقد راح يختطف كل منهم كرتونتين أو أكثر ، مع الاعتبار بأن كثيرين لم يحصلوا على كراتين رمضان ؛ نتيجة هذه الفوضي ، وغير ذلك استهجن الجميع هذا الموقف للأهالي تجاه الجيش في خدمة تطوعية منه لهم ..
وجدير بالذكر أن هذا المشهد المسيئ للأهالي قد استخدمته صفحة الجزيرة في مصر عبر فيسبوك ، في مقطع لفيديو هو بالفعل من قلب الواقع ، ولكن تحت عنوان لا علاقة له بالحدث كما حدث فيما يحمل من تلميحات الإساءة لدور الجيش الذي يتواجد بالقرية و يتولى تنظيم الأمر بها ، و هذا نص العنوان : ” دون مراعاة المسؤولين لخطر تفشي الفيروس.. تزاحم على الكراتين الغذائية بقرية المعتمدية المعزولة صحيا ” ، بالفعل غاب دور المسئولين عن القرية وهما : نائبا البرلمان ، الغائبان عن مسئوليتهما تماما ، خاصة تجاه هذه الظروف التي تشهدها المعتمدية ـ كما جاء بشكوى الأهالي نصا ـ وهما النائب / علاء والي ، والنائب / سعيد حساسين
ولكن تغافل ما تم نشره عن دور الجيش التطوعي تجاه القرية و قاطنيها ، فلماذا لم تذكر الجزيرة دور الجيش في التكفل بهذه الكراتين الغذائية للمواطنين ، وكأن الكراتين خلقت لها خلقا جديدا ، لم يتم التنويه هنا للرد على الجزيرة ؛ فنحن لا نتكفل بالرد على المهاترات ، ولكنه كان توضيحا واجبا ليفهم المواطن حقيقة الأمر ، وهو من قلب الحدث بالفعل ، ومن لسان أهالي المعتمدية ، حفظ الله مصر و رفع عنها و عن العالم أجمع شر الوباء ..