إيمان الإرهابى .. وكفر تجار الأعضاء ..!

بقلم الإعلامية / إلهام فهمى

_ تجارة الأعضاء البشرية تعد أكثر قسوة وضراوة من مايفعله بنا الإرهاب ، فهى لم تنتحر بالقائمين عليها والمشاركين فيها كل معانى الضمير والإنسانية فقط ، بل ابعد من ذلك ، فهو الكفر بالخالق الاحد ، وعدم الايمان بوجوده عز وجل

_ فلو قارنا بين اى فرد صاحب دور من القائمين بهذه المافيا ، وليكن الطبيب المشرح وبينه وبين ذلك الارهابى ، فنجد الارهابى لديه فكر وعقيدة وقناعة تغذى عليها ، وتبرر لديه أفعاله ، فهو من خلال أعماله الاجراميه يعتقد أنه يقدم خدمة إلى الله ، ويسعى من وجهه نظره إلى إرضاء ربه ، فهو يعترف ويقر بوجوده من خلال أفعاله على حسب ماتشبع به من أفكار وقناعات من مرشديه الفسدة ، رغم أنه يمضى فى الطريق المعاكس من الطريق الى الله سبحانه ، إلا أن لديه عقيدة وقناعة بثت سمومها به ، جعلته يقتل ويذبح ويفجر بأسم الله إيمانا وسعيا لارضائه

_ اذن فهو يقر بوجود الله ويسعى للتقرب إليه ، ولكنه لم يجد فى الوقت المبكر من يقوم بتوجيه وارشاده ، وتبديل الفكر بفكر اخر يستدل منه على الطريق الصحيح للتقرب الى ربه ، كما لم يجد ايضآ منذ البدء فى صغره من يأخذ بيده ، ويبذر به القيم الروحية الصحيحة وجعلها تنمو معه مؤسسا فيه المبادىء الإيمانية القويمة ، والتى منها يتشكل ضميره ومن ثمة إنسانيته ، لذا كان بمثابة عجينة سهلة التشكيل فى يدى داعمى الفكر الارهابى ، فهو رغم كل ما يقوم به من أفعال إجرامية شيطانية ، إلا أنه يذكر الله ..فهو يقتل بكل الإيمان ..!

_اما تاجرى الاعضاء فما هى مبرراتهم حتى وإن كانت فى صورة معتقد خاطىء لديهم .. لا يوجد ..؟!!

_ دافعهم فقط هو الثراء السريع الفاحش ، فهؤلاء يعلمون جيدآ أنهم ينكرون وجود الله ، ينكرونه فى أفعالهم ويكفرون به ، ولا ينظرون يوم الحساب ، فلا يخافونه فكيف يخافونه وافعالهم تنفى وجوده …هكذا تؤكد افعالهم … والتى فاقت قسوتها وجبروتها قسوة الارهابى وجبروته ، فهم يقومون بدورهم بمنتهى الهدوء والتأنى ، يأتون بالبشر احياء ، ويقومون بشقهم بأعصاب باردة ، حتى لا يصاب عضو منه أو قطعة بأذى لاكتمال الصفقة على أكمل وجه ، وهكذا يتم تفريغهم قطعة تلو الأخرى ، وتحويلهم الى اعضاء وقطع غيار بشرية ، دون أدنى احساس أو وخزة ضمير تذكره أنه يتعدى و يعبث بما خلق الخالق وصنع .. فالثراء وحده جعل منهم الآت ومشارط ، تعمل دون قلب او فكر أو ضمير ، تعمل ناكرة الخالق .. فهم بافعالهم لا يبتغون الطريق الى الله كما يفعل الارهابى المغيب ، بل هم يكفرون بالله واليوم الحساب .. ماذا حدث لانسانيتنا ومن المسؤل ؟!

_ فمن المستحيل أن يتحول من نشأ كإنسان يومآ الى لا انسان .. فجأة أو على غفلة منه ، فلا بدّ وأن يكون داخله مهيئآ للشر والقسوة ، أو على الأدنى فهو لم يجد من يبزر به كيف يكون انسان ، كيف تكون علاقته الروحيه بربه والإيمان الصحيح به عز وجل ، وهذه التهيئة لو عدنا بها إلى الأصل والمصدر ، فنجدها تبدأ من الأسرة ، من المدرسة ، من دور العبادة ، من خلال البعد عن القيم والمعانى الروحية الايمانية النبيله ، وتخلى البعض عن أدوارهم وتركها لمن يقوم بها على أكمل وجه .. .. فى الطريق المعاكس للطريق الى الله ..!

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات