كلمات تعزية مؤثرة للأنبا أنجيلوس في جنازة القس كاراس:

ودعت اليوم، كنيسة السيدة العذراء ورئيس الملائكة ميخائيل بالخلفاوي، في أفراح القيامة، أبيها وراعيها المحبوب القس كاراس فؤاد وسط ألحان وتراتيل الشمامسة لتكريم أب فاضل عاش حياته وكأنه الإنجيل المعاش, فبرغم صغر عدد السنوات التي قضاها في الخدمة الكهنوتية إلا أنه بحق عاش كما ينبغى أن يكون تلميذا للمسيح عاملا بكلمته وحافظا لوصاياه, فكم كان شعلة نشاط وهو لايزال خادم علماني معروف بخدمته, نشاطه, واتقاده .

قام اليوم نيافة الحبر الجليل الأنبا أنجيلوس الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية بترأس صلاة الجناز على روح أبينا الطاهرة بحضور عدد كبير من الآباء الكهنة بكنائس شبرا الشمالية وعدد من الآباء الرهبان, مقدما كلمة تعزية لأسرته ولشعبه ولكل محبيه قائلا: حقيقة لا توجد كلمات بشرية تعزي ولكن هي نعمة الروح القدس المنسكبة فينا جميعا هي التي تعطينا التعزية حينما تنفتح أعين الإيمان لكي نرى ونعلم ونصدق ونؤمن “أنه ليس موت لعبيدك بل هو انتقال ” وأن المسيح قام حقا وقد وطىء الموت بالموت وأنعم بالحياة للذين هم في القبور لذلك فكل إنسان آمن بموت و قيامة المسيح يؤمن أنه لا سلطان للموت على كل من ولد ولادة ثانية من الماء و الروح, فكم و كم حينما يكون خادما قد كرس حياته كلها للسيد المسيح وقد نال نعمة هى نعمة الكهنوت.

يضيف الأنبا أنجيلوس: حقا أبونا كاراس خدم فترة قصيرة ولكن ليس بطول المدة أو قصرها تكون قيمة الخدمة لأن طيلة الخمس سنوات التي خدم فيها أبونا كاراس قد رأينا فيه كم هو إنسانا وديعا , متواضع القلب , مطيع , محب الى اقصى درجة, حنونا للغاية.

كما كان لا يأنو جهدا أن يخدم الجميع بكل المحبة و بكل اتضاع و بكل الجهد.. أبونا كاراس ان كان فارقنا وقتيا بالجسد لكننا نؤمن اننا سنلاقيه فى يوما ما, كل واحد منا فى ميعاده سوف ينتقل ويلاقى ابونا كاراس .

الكاهن يا إخوتى الأحباء هو أب و معلم و شفيع , فهو أب لأننا كلنا بنقول له يا “أبونا ” و هو معلم ” لأن من فم الككاهن تطلب الشريعة ” و هو شفيع لاننا نقول له فى الوصية بعد سيامته ” قد صرت شفيعا فى مقادس الله و مقادس العلى ” , و تلك الثلاث صفات لا تنتهى بمفارقة الكاهن الجسد , فالابوة تظل موجودة و هو فى السماء يظل ” ابونا ” لان الكنيسة رتبت لبعض الذين لم يأخذوا درجة الكهنوت و لكنهم كانوا يتجملون بفضائل الكهنوت بعد انتقالهم من الجسد , الكنيسة بتعطيهم لقب ابونا مثل الانبا رويس على سبيل المثال و الانبا برسوم العريان و كثيرين لذلك الذى اخذ درجة الابوة فى الكنيسة و خدم كاهنا فلا يفقد الابوة حينما يترك الجسد بل بالعكس سيظل أبا لنا و نذكره بكل خير بانه ” ابونا ” إلى أن نلتقي.

أيضا الكاهن معلم , وأن كان لم يكن لأبينا كاراس عظات كثيرة إلا أنه كما يقول بولس الرسول ” انظروا إلى نهاية سيرتهم و تمثلوا بايمانهم ” , فالحقيقة ابونا كاراس يعلمنا بسيرته خاصة ختام سيرته , سيرة حياته على الارض , كيف كان بارا بوالديه و خدمهما الى النهاية , هذه لوحدها تحتاج ان تدرس فى زمن صار فيه الناس لا يراعون اسرهم و لا ابويهم , كيف و هو الكاهن خدم ابيه و امه فى مرضهم الى النهاية , فسيرته تدرس بيعلمنا بسيرته و ليس بكلامه , هناك ناس كثيرة تتحدث و تعلم بالكلام و لكن السيرة مغايرة لكن الحقيقة ابونا كاراس كانت سيرته اعظم من اقواله للك فهو معلم و سيظل يعلم لان السيرة لا تمحى و ستظل باقية و ستظل نورا لنا و معلما لنا فى الحياة .

وأخيرا شفيعا , فهو كان يشفع فى أولاده و فينا جميعا امام المذبح لنا على الارض و هو الان امام المذبح السمائى امام العرش سيستمر يشفع فينا و يذكر كنيسته و يذكر اخوته الكهنة ويذكر كل الشعب و اولاده فى الاعتراف.. الحقيقة يا اخوتى نحن لم نخسر شيئا بالحقيقة لان كلنا سائرين فى ذات الطرق , كل فى وقته و زمانه , فلا يصح اننا نبكى على انسان انتصر و كلل بالمجد و صار وضعه افضل بكثير جدا مما كان و كان مستعد جدا , انا ارسلت له رسالة يوم 27 مايو فقال لى ” يا سيدنا الرئة تعبانة جدا , و اتذكر اننى ارسلت له و قلت ” الذى اقام لعازر يخلق لك رئة جديدة ” رد و قال ” اللى ربنا عاوزه , و صلواتك ” فكان عارف و شاعر بانه منتقل , فاكيد كان مستعد جدا و هو نقى القلب , و وديع و لا يحمل اى خصومة لاحد بل على العكس كان انسان قديس و مبارك و هو يشف فينا و نعزى كنيسته و نعزى الاباء الكهنة .. و كما ذكرت كلمات البشرية لا تعزى لكن عين الايمان و الروح القدس هو الى تعطينا هذه التعزية و هذا الرجاء اننا سنلتقى قريبا جدا , هذه الايام فى منتهى السرعة , نجد العمر كقصة أو كحلم .. ربنا يثبتنا فى الايمان و بركة ابونا كاراس تكون معنا .

يقول الأنبا أنجيلوس: باسمكم جميعا نشكر قداسة البابا تواضروس الثانى على تعزيته لنا و للكنيسة و للآباء .

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات