حمادة إمام يكتب :عندما وقف السادات وقال اعلنها يا نبوى “فى الذكرى ال43 للاستفتاء على كامب ديفيد وحل مجلس الشعب”

كان من عادة الرئيس السادات أن يدلي بصوته في أي استفتاء أو انتخابات في قريته بلجنة مدرسة ميت أبو الكوم الابتدائية وفى 20ابريل 1979كانت مصر على موعد اعلان نتيجة الاستفتاء التى اجريت على حل مجلس الشعب الذى رفض 19من اعضاؤه الموافقة على اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل
وفي 20 أبريل 1979 والذى تصادف أن كان يوم جمعة وعقب أداء الرئيس لصلاة الظهر في مسجد القرية، خرج إلى الشارع المجاور للمسجد مرتدياَ جلبابه الشهير وممسكا بعصاه وغليونه وعلى يمينه عثمان أحمد عثمان نقيب المهندسين (صهر السادات حينئذ) وعلى يساره حسني مبارك نائب الرئيس وأمام عدسات وميكروفونات المصورين والصحفيين ووكالات الأنباء وقف النبوي إسماعيل أمام الرئيس وانحنى انحنائته الشهيرة، فقال السادات أعلن يا نبوي، فأخرج النبوي ورقة من جيبه وأخذ يتلو منها عدد المقيدين وعدد الحاضرين والأصوات الباطلة وعدد الذين قالوا نعم
في‮ ‬أوائل سنة ‮٩٧٩١ ‬كان الدكتور‮ »‬بطرس‮ ‬غالي‮« ‬في‮ ‬زيارة لإسرائيل،‮ ‬وعاد منها ليتوجه مباشرة إلي‮ ‬مكتب رئيس الوزراء الدكتور‮ »‬مصطفي‮ ‬خليل‮« ‬ليروي‮ ‬له تفاصيل واقعة حدثت أثناء زيارته لإسرائيل‮. ‬فخلال عشاء أقامه له‮ »‬ديان‮« ‬شكا له وزير خارجية إسرائيل من أن رئيس الوزراء‮ ‬يتخذ مواقف قاطعة لا‮ ‬يحيد عنها،‮ ‬وإنه كان‮ ‬يناقشه قبل‮ ‬يومين في‮ ‬أمر المفاوضات مع مصر،‮ ‬فإذا‮ »‬بيجين‮« ‬يقول له منفعلا‮: »‬اسمع أنا لن أبيع سيادة إسرائيل مقابل ماء النيل‮« ‬وقال‮ »‬بطرس‮ ‬غالي‮« ‬لرئيس الوزراء إنه حاول استقصاء الموضوع من‮ »‬ديان‮« ‬برقة،‮ ‬ثم عرف أن‮ »‬بيجين‮« ‬تلقي‮ ‬عرضا سريا من الرئيس‮ »‬السادات‮« ‬باستعداده لإقامة خط أنابيب من مياه النيل‮ ‬يصل إلي‮ ‬النقب لري‮ ‬أراضي‮ ‬مستعمرات‮ ‬يمكن نقلها من الضفة الغربية إلي‮ ‬هناك‮ (‬إلي‮ ‬النقب‮) ‬في‮ ‬حالة التوصل إلي‮ ‬اتفاق بشأن الضفة الغربية‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وأحس‮ »‬مصطفي‮ ‬خليل‮« ‬بخطورة الأمر وذهب لمقابلة الرئيس‮ »‬السادات‮« ‬ومعه الدكتور‮ »‬بطرس‮ ‬غالي‮« ‬وطلب من‮ »‬بطرس‮ ‬غالي‮« ‬أن‮ ‬يروي‮ ‬للرئيس‮ »‬السادات‮« ‬ما سمعه نقلا عن‮ »‬ديان‮« ‬وكانت المفاجأة للاثنين أن الرئيس‮ »‬السادات‮« ‬استمع إلي‮ ‬ما قيل له بهدوء،‮ ‬ثم قال‮: »‬وماله‮. ‬وبينما كان مصطفي‮ ‬خليل وبطرس‮ ‬غالي‮« ‬ينظران إليه باستغراب،‮ ‬استطرد الرئيس‮ »‬السادات‮« ‬يقول‮: »‬حتي‮ ‬بعد بناء السد العالي‮ ‬فنحن ما زلنا نرمي‮ ‬بكميات من مياه النيل إلي‮ ‬البحر‮.. ‬وأي‮ ‬ضرر‮ ‬يحدث لنا إذا أعطيناهم هذه المياه لحل المشكلة؟‮
‬ورد الدكتور مصطفي‮ ‬خليل قائلاً‮: »‬إن هناك فعلا كميات من المياه ترمي‮ ‬في‮ ‬البحر،‮ ‬ولكن ذلك‮ ‬يحدث في‮ ‬حدود ضيقة وبهدف خدمة الملاحة في‮ ‬النيل في‮ ‬غير موسم الفيضان،‮ ‬وأيضا بسبب ضرورات تشغيل محطات كهرباء السد العالي،‮ ‬ولكي‮ ‬يكون هناك مسقط للمياه كافيًا لتوليد الكهرباء‮«. ‬وقاطعه الرئيس‮ »‬السادات‮« ‬قائلاً‮: »‬خلاص‮.. ‬نديهم الميه دي‮«.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
واضطر‮ »‬مصطفي‮ ‬خليل‮« ‬إلي‮ ‬أن‮ ‬يقول للرئيس‮ »‬السادات‮«: »‬إننا لا نستطيع أن نعطيهم هذه المياه لأننا سوف نظل دائمًا مضطرين إلي‮ ‬إطلاق مياه السد العالي‮ ‬لأغراض الملاحة والكهرباء‮« ‬ورد الرئيس السادات قائلاً‮: ‬إنه بعث بعرضه فعلا إلي‮ »‬بيجين‮«‬،‮ ‬ولابد من إعادة النظر في‮ ‬هذا الموضوع بما‮ ‬يسمح بتنفيذ وعده،‮ ‬وهو‮ ‬يري‮ ‬أن عرضه هذا‮ »‬يحل كل شيء‮« ‬ومع أن الرئيس‮ »‬السادات‮« ‬أبدي‮ ‬دهشته مما نقله‮ »‬بطرس‮ ‬غالي‮« ‬عن‮ »‬ديان‮« ‬من قول‮ »‬بيجين‮« ‬إنه لايبيع سيادة إسرائيل في‮ ‬مقابل مياه النيل ــ إلا إنه ظل برغم ذلك مقتنعًا بأن لديه سلاحًا سريًا‮ ‬يستطيع به في‮ ‬اللحظة المناسبة حل إشكالية المفاوضات‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ورأي‮ »‬مصطفي‮ ‬خليل‮« ‬بعد هذا اللقاء أن عليه أن‮ ‬يتحرك بسرعة لإقناع الرئيس‮ »‬السادات‮« ‬بالعدول عن عرضه‮. ‬وقام علي‮ ‬وجه الاستعجال بتشكيل لجنة ضمت وزير الري‮ ‬وبعض خبرائه،‮ ‬إلي‮ ‬جانب الدكتور‮ »‬بطرس‮ ‬غالي‮« ‬وزير الدولة للشئون الخارجية مع عدد من المستشارين القانونيين في‮ ‬الوزارة‮. ‬ثم عاد‮ »‬مصطفي‮ ‬خليل‮« ‬ومعه‮ »‬بطرس‮ ‬غالي‮« ‬يعرضان علي‮ ‬الرئيس‮ »‬السادات‮« ‬نتائج بحث هذه اللجنة‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وراح‮ »‬مصطفي‮ ‬خليل‮« ‬يعد أسبابه‮:‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‮١ ‬ــ ليست عندنا مياه فائضة علي‮ ‬الإطلاق‮.‬‬‬‬‬‬‬
‮٢ ‬ــ نحن من الآن فعلا نستعير جزءا من حصة المياه المخصصة للسودان‮.‬‬‬‬‬
‮٣ ‬ــ إن إيراد مياه النيل‮ ‬يشهد تذبذبًا خطيرًا في‮ ‬السنوات الأخيرة،‮ ‬وقد بدأت بالفعل سنوات قحط من الجنوب ولولا بناء السد العالي‮ ‬لحلت بمصركارثة‮. ‬ولو استمرت سنوات القحط فإننا سوف نستهلك مخزون بحيرة السد في‮ ‬ظرف سنوات قليلة‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‮٤ ‬ــ إن احتياجاتنا الحالية من الماء الآن ‮٥٥ ‬مليار متر مكعب‮. ‬وأملنا الحقيقي‮ ‬في‮ ‬احتمالين‮:‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‮(‬أ‮) ‬أن نتمكن من تغيير أساليب الري‮ ‬في‮ ‬مصر‮. ‬ونلجأ إلي‮ ‬الرش بدلا من الغمر‮. ‬ونحن نطبق ذلك في‮ ‬الأرض الجديدة ولا نطبقه في‮ ‬الوادي‮ ‬القديم،‮ ‬ولن نقدر علي‮ ‬ذلك إلا بعد سنوات طويلة‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‮(‬ب‮) ‬أن نتمكن من معالجة مياه الصرف،‮ ‬وهذه تحتاج إلي‮ ‬استثمارات كبيرة وإلي‮ ‬وقت طويل حتي‮ ‬تصبح ممكنة‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وكان الرئيس‮ »‬السادات‮« ‬يسمع ساكتًا‮. ‬وتصور‮ »‬مصطفي‮ ‬خليل‮« »‬أنه تمكن من إقناعه‮«.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
كان دور‮ »‬مصطفي‮ ‬خليل‮« ‬يتحول من دور مفاوض لديه سلطة واسعة للتصرف إلي‮ ‬دور نوع من مانعات الصواعق‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
والتفت‮ »‬مصطفي‮ ‬خليل‮« ‬إلي‮ ‬موضوع آخر‮ ‬يريد تسويته،‮ ‬قبل أن تبدأ مرحلة حاسمة من المفاوضات السياسية بين‮ »‬السادات‮« ‬و‮ »‬بيجين‮« ‬باشتراك‮ »‬كارتر‮«. ‬وكان الموضوع الذي‮ ‬طرح نفسه هو موضوع البترول‮. ‬
وقرر‮ »‬بيجين‮« ‬أن‮ ‬يزور مصر بنفسه بعد أن أبلغ‮ ‬من واشنطن بأن الرئيس‮ »‬كارتر‮« ‬سوف‮ ‬يجيء إلي‮ ‬المنطقة بنفسه ليتوسط في‮ ‬محادثات جديدة بين مصر وإسرائيل تدفع باتفاقية‮ »‬كامب ديفيد‮« ‬إلي‮ ‬معاهدة سلام كاملة‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ثم تقرر أن‮ ‬يجيء‮ »‬عزرا وايزمان‮« ‬إلي‮ ‬مصر ليمهد لمجيء‮ »‬بيجين‮« ‬ولاحظ الدكتور‮ »‬مصطفي‮ ‬خليل‮« ‬أن‮ »‬وايزمان‮« ‬تجنب مقابلته في‮ ‬هذه الزيارة،‮ ‬وقصد إلي‮ ‬أسوان لمقابلة الرئيس‮ »‬السادات‮« ‬مباشرة دون أن‮ ‬يتوقف في‮ ‬القاهرة ليتحدث مع رئيس الوزراء رغم صداقة وثيقة بين الاثنين‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ثم تلقي‮ »‬مصطفي‮ ‬خليل‮« ‬استدعاء من الرئيس‮ »‬السادات‮« ‬إلي‮ ‬اجتماع لمجلس الأمن القومي‮ ‬في‮ ‬الاستراحة الواقعة خلف خزان أسوان،‮ ‬وذلك بعد اجتماعه مع‮ »‬وايزمان‮« ‬والهدف أن‮ ‬يعرض علي‮ ‬أعضائه مشروعًا متكاملاً‮ ‬لديه‮. ‬وكانت المفاجأة الأكبر أن مشروع الرئيس السادات المتكامل احتوي‮ ‬علي‮ ‬ثلاثة موضوعات‮:‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
أولها‮: ‬موضوع توصيل مياه النيل إلي‮ ‬إسرائيل‮ (‬وهو موضوع كان‮ »‬مصطفي‮ ‬خليل‮« ‬يتصور أنه فرغ‮ ‬منه‮).‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
والثاني‮: ‬موضوع تزويد إسرائيل بالبترول‮ (‬وهو موضوع كان‮ »‬مصطفي‮ ‬خليل‮« ‬لا‮ ‬يزال‮ ‬يتفاوض فيه‮).‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
والثالث ــ موضوع آخر طرأ علي‮ ‬غير انتظار،‮ ‬وهو اتجاه الرئيس‮ »‬السادات‮« ‬إلي‮ ‬إلغاء جامعة‮ »‬الدول‮« ‬العربية وإنشاء جامعة‮ »‬للشعوب‮« ‬العربية بدلا منها‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ورأي‮ ‬الدكتور‮ »‬مصطفي‮ ‬خليل‮« ‬أن‮ ‬يذهب وحده إلي‮ ‬الاستراحة ليقابل الرئيس‮ »‬السادات‮« ‬ويسأله عن زيارة‮ »‬وايزمان‮«‬،‮ ‬لأن‮ »‬وايزمان‮« ‬جاء إلي‮ ‬أسوان وسافر دون أن‮ ‬يقابله‮. ‬ورد الرئيس‮ »‬السادات‮« ‬بقوله‮: »‬إن أهم ما حمله إليه وايزمان هو قوله‮ »‬إنك سوف تجد بيجين هذه المرة شخصًا مختلفًا عما عهدته‮«.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
الأجواء السابقة،‮ ‬والولادة المتعثرة التي‮ ‬ولدت فيها اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل وتغيير موقف بيجين والليونة التي‮ ‬أصابته فجأة كلها كانت العوامل الخفية والمؤثرة التي‮ ‬وقعت فيها مصر علي‮ ‬معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وملاحقها السرية وضمانات تنفيذ بنودها‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وكلها تكشف أن السيولة التي‮ ‬أصابت تصلب موقف بيجين وتغيير موقفه كان وراءها مقابل سخي‮ ‬قد حصل عليه فرئيس الوزراء الإسرائيلي‮ ‬رفض تزويده بالمياه وكذلك البترول وحتي‮ ‬الضمانات الأمنية والمزايا التي‮ ‬عرضها السادات رفضها جميعًا فقد كان أكثر ذكاءً‮ ‬ومعرفة بحقائق الأمور وإن كافة هذه المزايا والعروض‮ ‬يمكن التراجع عنها والمشي‮ ‬فوقها بأستيكة وكلها عروض‮ ‬يمكن الحصول عليها من جهات أخري‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
والشيء الوحيد الذي‮ ‬يضمن بقاء إسرائيل آمنة هو عدم حصول مصر علي‮ ‬السلاح النووي‮ ‬فهو الذي‮ ‬يضمن تفوق إسرائيل طوال عمرها وكذلك ركوع مصر للأبد طالما قيدت باتفاقية رسمية تمنعها من امتلاك السلاح النووي‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
المصادر :
بطرس غالى:طريق مصر الى القدس
مصطفى خليل..كنت شاهد على العصر
هيكل :مفاوضات السلام

حمادة إمام

 

نقلا عن الأهرام الكندى

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات