الشباب يواجه جنون الذهب بأفكار جديدة مبتكرة

الارتفاع الجنوني لأسعار الذهب، أصبح عائقا أمام الشباب المقبلين على الزواج، خاصة الذين يعانون من الظروف الاقتصادية الصعبة، نتيجة ارتباط مراسم اتمام العرس بتقديم العريس الذهب إلى عروسه كهدية، مما دفع عددا كبيرا من الأسر في البحث عن طرق وحلول بديلة كعادة المصريين للتغلب على الأزمة.

 

الشاب العشريني “محمد مجدي” الذي يستعد في الفترة الحالية لشراء شبكة الخطوبة، تلقى الارتفاعات المتتالية في سعر الذهب وخاصة عيار 21 الأكثر تداولا في مراسم العرس، كالصاعقة، والذي سيرغمه على تأجيل موعد العرس لحين توفير ثمن الشبكة بالأسعار الجديدة.

 

ارتفاع أسعار، أثرت على الشاب العشريني، لأنه علم أن المبلغ الذي ادخره للشبكة لن يُجدي نفعا الآن، ووالد العروس الذي طلب شبكة تُقدر بـ50 جراما من الذهب على الرغم من الارتفاع الغير مسبوق لأسعار الذهب، سيرفض الاستغناء عن الشبكة والاكتفاء بدبلة فقط، لذا عليه أن يعمل أكثر حتى يتمكن من الادخار، أو يبحث عن بديل لذلك.

 

وليس “محمد” وحده من خاب أمله، بل الكثير من الشباب المقبلين على الزواج، الذين يقومون حاليا للاستعداد للخطوبة وشراء الشبكة، فمع كل ارتفاع جديد لأسعار الذهب تنهار في المقابل أحلام الشباب الذين ادخروا بالكاد ما يكفي ليكون سعر شبكة لائقة يرضى بها أهل العروس.

 

مقترحات للتخلي عن الذهب في الشبكة

ولأن المجتمع المصري مرتبط جدا بثقافته وعاداته في طقوس الزواج التي ترجع إلى آلاف السنين، منها الشبكة والمهر التي لا يستغنى عنها المصريون، قرر معظم الشباب المقبلين على الزواج التخلي عن هذه العادة القديمة، وتغير الثقافة الشرائية للشبكة واستبدال الذهب ببدائل أخرى أقل تكلفة، لتسهل الزواج مع إرضاء أهل العروس الذين لا يتنازلون عن الشبكة لإتمام الزواج.

 

وقررا “أحمد وإسراء”، المقبلان على الزواج، التغاضي عن الشبكة، والاكتفاء بشراء دبلتين فقط، لكي يستطيعا الزواج مبكرا في ظل ارتفاع الأسعار، وقالت “إسراء”، “كان نفسي يبقى ليا شبكة زي أي بنت، لكن تكاليف الجواز بقت صعبة، علشان كده قررت اتخلى عن وجود الشبكة، وتوفير المال في تجهيز الشقة، وأهلي تفهموا ده، بدل المظاهر الكدابة- على حد قولهم”.

 

فيما اتفق “إسلام محمد” مع عروسته، بشراء شبكة من الفضة، بعد زيادة أسعار الذهب في الفترة الماضية، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الزواج، وقال: “مافيش داعي للشبكة الدهب وأنا لسه في بداية حياتي وبكون نفسي، وعندي التزامات كتير وتجهيز شقة، ووعد العروسة بتعويضها بشبكة كاملة من الذهب بعد الجواز”.

 

واختلف تفكير “جهاد محروس” عن معظم الشباب، حيث قررت شراء خاتم “سوليتير” للشبكة بدلا من طقم ذهب، حيث قالت:” خطيبي كان معاه 25 ألفا للشبكة، ودول مش كانوا هيجبولي طقم ذهب كويس، فقررت أشتري خاتم سولتير بس، قيم وفخم وأسعاره في متناول الجميع.

 

وتعاني محلات الذهب حالة من الركود بسبب ارتفاع الأسعار خلال هذه الآونة، حيث يؤكد “إبرام” بائع في منطقة الصاغة بالحسين، أن الأسر عزفت عن شراء الذهب، فضلا عن تراجع معدلات الزواج، بسبب التكاليف.

 

ويقول: “معظم مبيعات الذهب دلوقتي مش بغرض الشبكة والزواج، ولكن بعض الناس بيشتروا بهدف الاستثمار والإدخار بس، ومعظم الأهالي اكتفوا بشراء الدبلة، ويمكن شراء “توينز معها فقط.

 

ويخضع سوق المشغولات الذهبية للثقافة الشعبية في الدولة، فعلى سبيل المثالي، الذهب الإيطالي بكافة أشكاله وأنواعه مصنوعة من عيار 18، في حين أن الذهب العربي السعودي والخليجي، يكون من عيار 24 أو 22، أما في مصر فالرائج هو عيار 21 خاصة في الأرياف والصعيد.

 

أما في مناطق وجه بحري فيكون عيار 18 هو الأكثر انتشارا بسبب الأشكال والأنواع الجديدة التي تظهر يوميا.

 

التخلي عن عادات الزواج القديمة

وفي ظل الاضطرابات التي يعيشها سوق الذهب، والتي نتج عنها طفرات غير مسبوقة في معدلات أسعاره، تؤكد الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع، أن هذا الارتفاع يؤكد أنه لابد من التخلي عن العادات القديمة في الزواج ومنها شراء شبكة فخمة من العريس للعروس، والاكتفاء بشيء بسيط يستطيع العريس جلبه لتسهيل الزواج.

 

وتوضح أستاذ علم الاجتماع، أن التكاليف الباهظة للزواج جعلت الشباب يعزفون عن الزواج، مما تسبب في انخفاض معدلات الزواج في الفترة الماضية، وارتفاع نسبة العنوسة في مصر بين الشباب والفتيات، الأمر الذي يتطلب تغير ثقافة المصريين بعادات الزواج، وعدم مطالبة العريس بأشياء تتخطى ما يستطيع فعله ما يشعره بالعجز فيقرر عدم الزواج ويراه القرار الأفضل له.

 

أفكار بديلة للشبكة

لذا إليك أفكار بديلة بدلا من الذهب وبدلا من المبالغ الكبيرة التي تتطلبها الشبكة، في السطور التالية:

 

ذهب عيار 14

طرحت الشعبة العامة للذهب والمشغولات الذهبية، ذهب عيار 14 جديدا في السوق المصرية في ظل ارتفاع الأسعار بهدف مساعدة المقبلين على الزواج لشراء الشبكة، ليكون بديلا عن نظيرته 18 و24.

 

الذهب الصيني

يمكن للذهب الصيني حل الأزمة، فهو أرخص بكثير من الذهب العادي، وتتميز تشكيلاته بأروع وأجمل التصميمات العالمية.

 

حساب في البنك

يكتفي بعض الأشخاص بالدبلتين فقط في الشبكة، وبموافقة الأهل قد يضع العريس مبلغا ماليا متفقا عليه في البنك بدلا من الشبكة.

 

شبكة فضة

يمكن شراء طقم من الفضة عالية الجودة وفخامة في الشكل، وتقوم وقتها بدور الذهب الأبيض الذي يحبه الفتيات.

 

الذهب الكسر

هو حل مبتكر لمواجهة أزمة ارتفاع أسعار الذهب، وتكون أسعار الذهب الكسر أقل بكثير من الذهب العادي، لأنه يكون عبارة عن ذهب مستعمل وقديم، فيمكن شراء أكثر من قطعة من الذهب المستعمل بما يعادل طقم بسيط وصغير من الذهب الجديد.

 

خاتم سولتير يكفي

كان من قبل من يشترى الألماس فهو من علية القوم ولكن الآن أصبح ملجأ وبديل لمن أعجزه ارتفاع سعر الذهب، فيمكن ب 25 ألف جنيه، شراء خاتم من الألماس في حين أن متوسط الشبكة الذهب قد تتجاوز الـ50 ألف جنيه لشراء أشياء بسيطة وخفيفة، كما أن الألماس لا يستطيع أحد أن يقيمه إلا الخبراء وبالتالي فإذا قال أهل العروس إن الشبكة الماس اعتقد الجميع أنها باهظة الثمن ولكن في حين مقارنتها بأسعار الذهب فهي بديل جيد.

 

أما في حالة شراء شبكة من الألماظ والقيام ببيعها بعد ذلك فلن يحقق صاحب الشبكة أية مكاسب، لأن الألماس يفقد قيمته بنسبة كبيرة قد تصل إلى 50% حيث يحتوي على مشغولات كثيرة لا يتم احتسابها وقت البيع، ومن هنا يكون الذهب بالنسبة للأشخاص الذين يفكرون في الاستثمار والبيع بعد الزواج أفضل بكثير بينما الألماس فهو اسم وأشكال قيمة.

 

 

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات